قال محمد الموساوي، عضو المجلس الإداري لمؤسسة الحسن الثاني ورئيس فدرالية ودادية الجالية المغربية بالخارج، إن الجالية المغربية أحست في السنوات الأخيرة بشيء من التراجع عن بعض الحقوق المكتسبة. وقال الموساوي: نواجه مشاكل عديدة تحول دون خلق مشاريع استثمارية، أهمها إجراءات وقوانين مستحدثة على السيارات، بحيث لا يسمح لها البقاء داخل التراب الوطني أكثر من 6 أشهر، الشيء الذي يدفع المهاجر المستثمر للرجوع إلى الخارج لأداء تكلفة إضافية لا تستفيد منها الإدارة المغربية وتستنزف الجهود المادية والمعنوية للمهاجر، وبالتالي لن ينعم بالاستقرار ومتابعة المشاريع المراد إنجازها. وعزا الموساوي، خلال الحفل الذي أقيم على شرف الجالية المغربية بالخارج بعمالة إقليمالناظور بمناسبة احتفال الإقليم باليوم الوطني للمهاجر الذي يوافق العاشر من شهر غشت من كل سنة، أسباب تقلص عدد الوافدين إلى رفض أبناء الجالية الدخول إلى بلدانهم هربا من جحيم أثمان التذاكر التي تصل إلى 700 أورو وإلى 600 أورو في أحسن الأحوال، وهذا الثمن يكفيهم لقضاء عطلة صيفية في بلدان أخرى كتركيا وتونس ورومانيا، بما فيها تذكرة السفر. وأشار المتحدث نفسه إلى تدني الخدمات المقدمة من قبل بعض الشركات المالكة للبواخر، وقال إنها لم تقم بواجبها تجاه الجالية، مؤكدا أن الكثير من المغاربة قد عزموا على تحويل وجهتهم المقبلة نحو ميناء مليلية المحتلة، نظرا لغلاء الأثمان بالنسبة لمحطة بني انصار. وقام الحاضرون في حفل الاستقبال بزيارة بعض أروقة المعرض بساحة حمان الفطواكي المنظمة من قبل المركز الجهوي للاستثمار ونادي المستثمرين للجالية المغربية بالخارج وبعض الأبناك والمصالح الخارجية التابعة للإقليم، قدمت خلالها للزوار شروحات حول المشاريع المنجزة في مختلف القطاعات وبرامج المشاريع المزمع إنجازها سعيا وراء جلب أكثر عدد من المستثمرين من أبناء الجالية للمساهمة في تمتين البنية الاقتصادية والسياحية للمنطقة وتحقيق تنمية شاملة. هذا في الوقت الذي رفض زيارة الأروقة بعض أفراد الجالية - الذين لوحظت على محياهم علامات عدم الرضا على تعامل المؤسسات مع ملفاتهم رغم البروتوكولات الجارية، معتبرة ذلك مجرد صباغة لقول أمام الكاميرا العام زين. فالعبرة يقول البعض منهم ليست في الشعارات ولحن القول، خاصة في مثل هذه المواسم، ليتم بعدها تجاهل حقوق الجالية، المتمثلة أساسا في المعالجة الحقيقية لمشاكلهم الإدارية والاجتماعية، الشيء الذي جعلهم يلحون على مقابلة المسؤولين، خاصة وأنه لم يفتح أي مجال للمداخلات بخلاف السنة الماضية التي كان اللقاء فيها مجالا خصبا لتدارس مختلف الملفات المرتبطة بأوضاع المواطنات المهاجرات والمواطنين المهاجرين. وعلى هامش الحفل، واستجابة لطلبات الجالية، نظم المجلس الإقليمي لقاء مع ممثلي الجالية المغربية بمختلف الدول الأوربية، يعتبر الأول من نوعه، حضره رئيس المجلس البلدي ورئيس المجلس الإقليمي وممثلو الجالية في كل من ألمانيا وهولندا وفرنسا وبلجيكا وممثلي المنابر الإعلامية المحلية والوطنية. وأعجب ممثلو الجالية بعد مناقشة ودراسة مجموعة من المشاكل التي يعاني منها أبناؤهم وأعطيت وعود لمعالجتها، كان أهمها ما استغربه الحاضرون، وهو التعامل المزدوج لشركة الطيران مع المسافرين، بحيث يؤدي المسافر ثمن 249 أورو من مدينة (دوزلدورف) الألمانية إلى الدارالبيضاء في حين يؤدى 638 أورو من المدينة نفسها إلى الناظور، رغم أن نسبة 99 بالمائة من الجالية المغربية في ألمانيا (مثلا) من مدينة الناظور. وهو ما اعتبره ممثلو الجالية عائقا من عوائق الاستثمار. وطالبوا بتوفير الأمن على الممتلكات. كما نبهوا على الغياب الملفت لإشارات المرور، والذي يساهم في زيادة حوادث السير.