أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أول أمس في ديار بكر، كبرى مدن جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية، أن المسألة الكردية يمكن حلها بمزيد من الديموقراطية، على الرغم من تصاعد العنف في هذه المنطقة. وقال أردوغان، أمام مئات الأشخاص من سكان ديار بكر، التي زارها للمرة الأولى وسط إجراءات أمنية حسب ما أفادت بذلك صحيفةالسفير اللبنانية، أريدكم أن تعرفوا أن تركيا لن تعود إلى الوراء، لن نسمح بأي تراجع في عملية إرساء الديموقراطية، مضيفا سنحل جميع المشاكل بمزيد من الديموقراطية والحقوق المدنية والازدهار. إلا أن اردوغان أكد انه لن يتخلى عن استخدام الجيش للتصدي لنشاطات حزب العمال، وقال: إن المشكلة الكردية ليست مشكلة فئة واحدة من شعبنا، إنها مشكلة الجميع، إنها مشكلتي أيضا، موضحا أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يهدف إلى استئصال كل التمييز العرقي والمناطقي في تركيا، متعهدا بدعم أهالي ضحايا الإرهاب، وقال : هذه الحكومة والعلم والبلد لنا جميعا. ورد أنصارحزب العمال على أردوغان، حيث طالبوه بالتحرك العملي بعد دعوته إلى حل ديموقراطي للمسألة الكردية، وقال رئيس حزب العمال الكردستاني، زبير ايدار في بيان نقلت مقتطفات منه صحيفة السفير نعتبر تصريح اردوغان مهماً، لكن ما يهمنا هو كيفية تطبيق مضمونه، مضيفا ان رؤساء وزراء أتراكاً آخرين أقروا بالحقيقة الكردية، لكنهم أرسلوا دباباتهم ومروحياتهم وطائراتهم إلى جنوب شرق تركيا بدل حل المسالة سلميا. ويقول المراقبون، وفقا لوكالة الأنباء الكويتية، ان الخطابات التي يلقيها اردوغان في الفترة الأخيرة مؤشر واضح على مساع الحكومة التركية في متابعة استراتيجية أوسع مما عليه الآن والتي تتطلب إجماعا وطنيا على كيفية معالجة هذه المسألة من خلال التضامن الدولي والكلفة المالية لتطبيق مثل هذه الاستراتيجية. وقد اعترف رئيس وزراء تركيا بوجود مشكلة كردية فى البلاد لأول مرة خلال استقباله مجموعة من المثقفين لمناقشة القضية الكردية الأسبوع الماضي الأمر الذي أدى إلى خلق نقاش حاد وسط الرأي العام التركي الذي انتقد هذه التصريحات، ووصفها بأنها تمهد الطريق لتبرير الانفصالية العرقية أو الاجتماعية في تركيا