في خطوة جريئة، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستضغط على مجلس الأمن الدولي لمناقشة تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة القاضي "غولدستون" الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة نهاية العام الماضي. وقال أردوغان لمراسلي وسائل الإعلام في نيويورك إن «تركيا تعتقد، أنه بلا أدنى شك يجب بحث هذه القضية في مجلس الأمن وطلب إيضاحات من الأطراف ذات الصلة. ويجب معرفة المذنبين واتخاذ خطوات عقابية ضدهم». وفي كلمته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي خصص حيزا كبيرا منها للأوضاع في قطاع غزة، قال أردوغان إن المأساة الإنسانية في قطاع غزة تتواصل في الوقت الذي لا يتم فيه الالتزام بالوعود التى تم قطعها تجاه الأوضاع فى المنطقة. وأضاف أن مسؤوليتنا الإنسانية وضميرنا يحتمان علينا وضع حد لهذه المأساة وتحقيق مناخ للسلام. وقال أردوغان إن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة تحول بسرعة إلى مأساة إنسانية حيث أدى إلى وفاة حوالي 1400 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال نتيجة استخدام قنابل الفوسفور الأبيض من قبل الجيش الإسرائيلي. وأضاف أردوغان إن العدوان الاسرائيلي على غزة دمر كل البنى التحتية بما فيها مباني الأممالمتحدة التي لم تسلم من هذا الدمار. ولفت أردوغان إلى أنه على الرغم من تعهدات المجتمع الدولي في مؤءتمر شرم الشيخ بتقديم مليارات الدولارات لإعادة إعمار قطاع غزة الا انه حتى الان مازالت المأساة الإنسانية في القطاع مستمرة والناس لا يزالون يعيشون في خيام ولا يستطيعون أن يجدوا الماء الصالح للشرب. وأوضح أردوغان إن غزة تركت مرة أخرى وحدها كما حصل معها أثناء العدوان الإسرائيلي عليها فبعد الدمار الكبير الذي حل بها تستمر إسرائيل بمنع استيراد مواد البناء. وطالب أردوغان بازالة العقبات والصعوبات وإعادة الحياة الطبيعية إلى غزة من أجل تحقيق السلام والأمن مضيفاًإن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها فقط بالموافقة على طلبات الطرف الإسرائيلي. وقال أردوغان إن حل القضية الفلسطينية هو من أكبر العقبات أمام تحقيق السلام العالمي والإقليمي ولن يكون ذلك ممكنا إلا إذا عومل الجميع بشكل عادل وصحيح مؤكدا شرعية سعي الشعب الفلسطيني نحو الحرية والسلام. وأضاف أردوغان إنه من غير الممكن إغماض الأعين عن الوضع القائم في غزة موضحا أن تركيا ستواصل موقفها ومسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية المشتركة لضمان إنهاء معاناة سكان غزة وتحقيق بيئة للسلام في المنطقة. وقال أردوغان إن تركيا مهتمة بتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وترى أن الحل على أساس دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام هو عنصر أساسي لتحقيق السلام كما أن تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية سيسرع من عملية تأسيس دولة فلسطين المستقلة وتركيا لطالما وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وستواصل ذلك. واكد أردوغان إن سورية دولة مهمة في المنطقة وهي في موقع يمكنها من القيام بدور أساسي في البحث عن السلام الإقليمي والأمن والاستقرار في المنطقة. وقال أردوغان إن تركيا قامت بكل الجهود الممكنة للمساهمة في عملية السلام في الشرق الأوسط وهي مستعدة لاستئناف دورها في هذا المجال إذا رغبت الأطراف بذلك. ولفت أردوغان إلى إن تركيا بذلت جهدا مكثفا من اجل التوصل إلى تسوية سياسية في لبنان وهي ستواصل دعمها القوي لاستقرار هذا البلد. وقال أردوغان إن تركيا لا تزال تدعو إلى السلام والاستقرار في المنطقة وخاصة خلال السنوات السبع الماضية حيث بذلت جهودا كثيرة للتعاون مع جيرانها وبفضل أسلوبها حققت تقدما كبيرا في حل قضايا عالقة معهم.