يبدو أن أوغندا بدأت تميل منذ تصريحات الرئيس يوري موسفيني بأن تحطم مروحيته التي كانت تقل نائب الرئيس السوداني وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق قد لا يكون مجرد حادث، إلى تغليب الخطأ البشري. فالطائرة حسب السلطات الأوغندية حصلت على عملية صيانة كبيرة لدى الشركة، التي أنتجتها في روسيا بكلفة تقدر بخمسة ملايين دولار شملت تركيب عدد من الأجهزة المتطورة منها نظام الخرائط المتحركة المدعوم بالأقمار الاصطناعية مما يسهل الملاحة في كافة أحوال الطقس ليلا أو نهارا ونظام تحديد الموقع وكذلك نظام التعرف على التضاريس مع أجهزة تحذير. وأكدت كمبالا أنها اشترت الطائرة مباشرة من شركة كازان الروسية لصناعة المروحيات عام 1997 وهي واحدة من بين 12 ألف مروحية من هذا النوع تعمل على نطاق العالم وبثلاث طرازات تعتبر (172-) أكثرها تطورا. وتقول مصادر أوغندية إن جاهزية المروحية الرئاسية تجعلها قادرة على الطيران حتى دون أي تدخل بشري. وقد جدد موسفيني تشديده على الحالة الممتازة لطائرته في حديث للإذاعة البريطانية أول أمس الثلاثاء ملمحا للخطأ البشري. كما تحدثت صحف أوغندية عن فرضية تورط رواندي في الحادث من خلال عملاء في سلاح الجو الأوغندي تلاعبوا في أجهزة الطائرة لدى تزودها بالوقود في مطار عنتبي، بينما أشار آخرون إلى عملية اختطاف، مستشهدين بما قالوا إنه آثار طلقات رصاص في أجساد بعض ركاب الطائرة. ورغم الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق سودانية من الحكومة والحركة برئاسة القيادي الجنوبي أبيل ألير مع فتح الباب أمام أي مساهمة داخلية أو خارجية، فإن أوغندا واصلت إطلاق فرضيات أخرى حيث تحدث وزير داخليتها عن وجود جثة لشخص غير معروف مع ركاب المروحية ال14, لكن وزير الدفاع الأوغندي نفى بشدة في تصريحات للصحافة المحلية هذا الخبر. وقد نشرت صحيفة نيو فيشن الأوغندية على الإنترنت أمس تقريرا مطولا عن الفرضيات المحتملة لحادث المروحية الرئاسية ركز على أن أي تحقيق في الحادث لن يكون حاسما مدللا بتقارير لمجلس سلامة الطيران الأمريكي رصدت حوادث المروحيات خلال ثماني سنوات (1996/2004) كان حصيلتها أن العامل البشري هو السبب الغالب. كما ركزت تقارير أخرى على أن طاقم الطائرة غير مؤهل بما فيه الكفاية للتعامل مع الحالات الطارئة رغم أنهم ضمن أفضل الملاحيين الأوغنديين. الفرضيات الأوغندية أزعجت الحكومة السودانية، التي كانت ترد سريعا عليها مطالبة كمبالا بالتوقف عن مثل هذه الاستنتاجات إفساحا للمجال أمام لجنة التحقيق لأداء مهامها، مذكرة في نفس الوقت أنها أبلغت باختفاء الطائرة بعد 12 ساعة. وقال وزير الإعلام السوداني عبد الباسط سبدرات الأسبوع الماضي إن على أوغندا أن تتذكر أن الطائرة تابعة لها ويقودها طاقم أوغندي وانطلقت من أراضيها، في حين دعاها وزير الخارجية مصطفى عثمان إلى التوقف عن إطلاق الاستنتاجات وتزويد الحكومة بما لديها من معلومات.