المنسق الوطني للمؤتمر: لم نستدع أي وفد إسرائيلي عرف المؤتمر الدولي للشباب، المنعقد من 16 إلى 28 غشت بالدار البيضاء تحت شعار تسامح تضامن تنمية مستدامة، حضور وفد غير رسمي ينتمي للكيان الصهيوني، وجاء هذا الوفد الذي يتشكل من ثلاثة إسرائليين ليمثل فرع منظمة طفل السلام العالمية بإسرائيل، وهو ما أثار احتجاج عدد من المؤتمرين، مغاربة وأجانب، حيث أكدوا أن هذا الحضور، الذي تضاربت الآراء حوله، يشوبه نوع من الغموض. ونفى إدريس الكراوي، المنسق المغربي للمؤتمر، استدعاء المغرب لأي وفد يمثل الكيان الصهيوني، مؤكدا أن الإسرائليين الذين حضروا يمثلون منظمة غير حكومية، وأضاف الكراوي موضحا في تصريح ل"التجديد": "إنها منظمة غير حكومية تناهض الصهيونية وتناضل بمعية شباب فلسطين، وخاصة عرب إسرائيل من أجل نصرة القضية الفلسطينية، وهذا طبيعي في نظري لأننا منسجمون مع واقعنا. وشدد الكراوي على أن منظمة السلام العالمية هي التي استدعت فرعها بإسرائيل، معتبرا أن هؤلاء الممثلين يشكلون أقلية بالنظر للوفد الفلسطيني الذي أخذ الكلمة في أول جلسة. أما رئيسة منتدى الشباب المغاربة للألفية الثالثة، رقية أشمال، فأكدت أن: «ما يتواجد معنا من مشاركين هم عرب 48 قاطنين بإسرائيل، ينتمون إلى منظمة غير حكومية عربية تدعو إلى السلام بفلسطين». ومن جانبه أكد رئيس المنظمة العالمية لطفل السلام، دافيد وولكومب ل"التجديد" أن حضور الإسرئليين لا يعني أنهم يمثلون دولة إسرائيل، وأوضح وولكومب أنه وجه دعوة لمنظمته بإسرائيل بعدما استأذن الحكومة المغربية، التي قبلت بالحضور. وقال عبد المنعم وهدان، رئيس الوفد الفلسطيني، أن الفلسطينيين لا يرفضون حضور اليهود، باعتبار اليهودية ديانة سماوية، ولكنهم يرفضون أي لقاء مع أي وفد ينتمي للكيان الصهيوني على أي مستوى. واسترسل وهدان، الذي يشغل مدير دائرة تبادل الشباب بوزارة الشباب، قائلا: «هذا الحضور جاء في ظل الحصار ومعاناة أبناء شعبنا اليومية، فالظرف السياسي غير ملائم لعقد أي لقاء على أي مستوى، خاصة أن الرئيس الفلسطيني محاصر ومروان البرغوثي وراء القضبان. ونورد هنا تصريحات لبعض ممثلي المنظمات الشبيبية المؤتمرين: رشيد البلغيثي (حركة الشبيبة الديموقراطية): نحن نرفض هذا الحضور، ولو أنها منظمة غير حكومية لسنا ضد وجود الوفد الإسرئيلي كيهود، ولكن بصفتها دولة تبيد وتقتل وتغتال، وهي دولة غير متسامحة وتمس ثقافة التسامح والتضامن، لذلك فوجئنا بوجود وفد إسرائيلي وفي أول يوم من المؤتمر، لأنني شخصيا حضرت جميع مراحل التحضير، وكان هذا الحضور يلفه نوع من الغموض، ولم يتم الإشارة إليه، نحن نرفض هذا الحضور، ولو أنها منظمة غير حكومية، وما دامت إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية، وتحتل مزارع شبعا والجولان، فنحن ضد التعامل مع أي وفد إسرائيلي كيفما كان، لأن هؤلاء لا يمتون لقيم التسامح والتضامن بأي صلة. عبد الكريم لوريكي (منتدى المواطنة):نندد بحضور هذه المنظمة غير الحكومية وبالتصريحات التي أدلى بها رئيس منظمة طفل السلام العالمية نعبر عن رفضنا لحضور هيئة غير حكومية لدولة إسرائيل، بحيث بعد اتصالنا بالمسؤولين عن تنظيم المؤتمر حاولوا أن يشرحوا لنا أن هذا الوفد لا يمثل دولة إسرائيل، بدعوى أن علم إسرائيل لا يوجد ضمن الأعلام المرفرفة، رغم هذا فنحن نندد بحضور هذه المنظمة غير الحكومية، ونندد بالتصريحات التي أدلى بها رئيس منظمة طفل السلام العالمية، والتي من خلالها دعم حضور الوفد الإسرائيلي وصوره وكأنه ينتمي لدولة مضطهدة، على خلاف أن الدولة المضطهدة هي الدولة الفلسطينية. وبهذه المناسبة نعلن لشباب المؤتمر أننا نعتزم القيام بمبادرة تتمثل في إعلان يوم تضامني مع الشعب الفلسطيني يوم الإثنين 25 غشت ,2003 تشارك فيه جميع المنظمات السياسية والحقوقية والثقافية الممثلة بالمؤتمر. عبد الكريم أيوب (عضو اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية):لن تنسى الأجيال صبرا وشاتيلا نرفض رفضا باتا حضور مرتزقة الإجرام، الذين يمارسون جرائم الإبادة في حق شعبنا الفلسطيني، مرحبا بكل شباب العالم، شريطة ألا يكون من بينهم من يأتي باسم التسامح وباسم مؤتمر السلام أو التضامن ويمارس جرائم الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، فنحن ضد حضور أي كيان إسرائيلي أيا كانت تمثيليته، لأنه لا اعتراف بهذا الكيان ولا بدولته، ولا نعرف إلا دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. إن هذا الوفد الذي يمثل منظمة غير حكومية يشكل نشازا داخل مؤتمر دولي، وعبرنا كشبيبة استقلالية في الاجتماعات التحضيرية، إلى جانب شبيبة العدالة والتنمية عن تخوفنا من حضور وفد إسرائيلي، يؤدي حضوره إلى اصطدام بين المؤتمرين داخل الأوراش وداخل أشغال المؤتمر. فالأوضاع في فلسطين لا تسمح لنا بأن نستقبل أي تمثيلية تنتمي لكيان دولة إسرائيل التي تمثل نشازا على خريطة الشرق الأوسط، ولن يسمح لنا التاريخ بأن نطوي صفحات الإجرام وصفحات الدم وبيت لحم قريب منا وما وقع برام الله قريب من ذاكراتنا، وسوف لن تنسى الأجيال صبرا وشاتيلا، ولن تنسى المذابح المرتكبة في حق شعبنا العربي، من أجل أن تتكلم حفنة ملطخة أيديهم بالدماء باسم السلام أو باسم التسامح. يونس مفتاح ( شبيبة العدالة والتنمية): سنظل نناهض الحضور الصهيوني تحت أي مسمى موقف شبيبة العدالة والتنمية لا يمكن إلا أن يكون مؤكدا لبيان شبيبة العدالة والتنمية، المنشور بعدد من الجرائد الوطنية، وسنبقى دائما نناهض وجود الصهيونية، فاليهود باعتبارهم يدينون بدين سماوي، ليس لنا أي مشكل تجاههم، ولكن الصهيونية كحركة استعمارية تغتصب الأراضي العربية بفلسطين، سنظل نناهض حضورها تحت أي مسمى، لا باسم التسامح أوالتضامن، ولا يمكننا أن نطبع علاقتنا مع الكيان الصهيوني تحت أسماء متعددة، ومناهضتنا لحضور الكيان الصهيوني تأتي من منطلق مبدئي، وهو أن صاحب الجلالة محمد السادس رئيس لجنة القدس الشريف، من هذا المنطلق أحب أن أشدد على موقف الشعب المغربي الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني. خديجة عليموسى