قبل نحو نصف قرن من الزمان والد الدكتور إبراهيم المقادمة، أحد أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الذي اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم السبت. وكانت عائلته تقطن في مخيم جباليا للاجئين، الواقع شمال قطاع غزة، وذلك بعد أن هجرتها العصابات الصهيونية من بلدة "بيت داراس" داخل فلسطينالمحتلة عام 1948، التي تبعد عدة كيلومترات عن القطاع، ومن ثم انتقل والده وعائلته للعيش في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة. عاش الدكتور المقادمة في مخيم البريج، وعرف منذ شبابه بتدينه، وحبه للعمل الإسلامي. وقد توجه بعد إتمام دراسته الثانوية لدراسة الطب في مصر، حيث تأثر بفكر الإخوان المسلمين، وتشرب هذا الفكر جيدا. وبعد إتمام دراسته لطب الأسنان عاد من جديد إلى قطاع غزة في مطلع الثمانينات. وفور عودته إلى غزة التقى الدكتور المقادمة بالشيخ أحمد ياسين وعدد من رفاقه، وأسسوا لعمل تنظيم إسلامي، ترأسه الشيخ ياسين، فيما شغل الدكتور المقادمة مسؤولية الجهاز العسكري في هذا التنظيم، الذي تم اكتشافه من قبل قوات الاحتلال عام 1984، واعتقل برفقة الشيخ أحمد ياسين، الذي أفرج عنه بعد تسعة شهور، خلال عملية تبادل للأسرى بين منظمة أحمد جبريل والدولة العبرية، فيما أمضى الدكتور المقادمة مدة محكوميته كاملة في السجن، وهي ثمانية سنوات ونصف السنة. وقد اندلعت الانتفاضة الأولى عام 1987 والدكتور المقادمة في داخل المعتقل، حيث تم في بداية الانتفاضة تأسيس حركة "حماس"، وكان للمقادمة من داخل السجن توجيهات لحركة "حماس". وقد أفرج عنه في مطلع عام 1992. بعد عام واحد من الإفراج عنه، ونظرا لنشاطه الكبير في صفوف الشباب الفلسطيني، وعمله الدؤوب، أقدمت الدولة العبرية عام 1993 على اعتقاله إداريا. وكان لوجوده في سجن النقب تأثير كبير على وضع المعتقلين، حيث تمكن من تحويل سجن النقب إلى جامعة، فيما عرف "بجامعة يوسف"، التي أسسها داخل السجن. وقد أفرج عنه عام 1995. وبعد عام من الإفراج عنه اعتقلته السلطة الفلسطينية بتهمة قيادة ما عرف في ذلك الوقت بالجهاز السري لحركة "حماس"، وتعرض للتعذيب داخل سجون السلطة، التي مكث فيها أكثر من عامين. وبعد الإفراج عنه من سجون السلطة عام 1998 اختفى الدكتور المقامة لفترة وجزية، خشية إعادته لسجون السلطة، ومن ثم بدأ يعمل في إطار التعبئة لحركة "حماس"، لاسيما تنظيم الندوات وإلقاء المحاضرات في المساجد. وتمكن الدكتور المقادمة، الذي يعتبر من أرفع الشخصيات القيادية في حركة "حماس"، التي تغتالها قوات الاحتلال؛ من الجمع بين الفكر والعمل السياسي الجماهيري. وكان يتمتع بشعبية كبيرة في صفوف الفلسطينيين لاسيما في مخيم البريج، الذي كان يقطنه قبل اندلاع انتفاضة الأقصى. وله العديد من المؤلفات، من بينها كتاب "الطريق إلى فلسطين"، و"الصراع الديمغرافي الإسرائيلي الفلسطيني"، وكتاب عن اتفاقية أوسلو. وله الكثير من المقالات التي كانت تنشر في الصحف والمجلات والمواقع الإسلامية. ومنذ معرفة الشباب الفلسطيني باغتيال الدكتور المقادمة تدفق الآلاف منهم إلى مشفى الشفاء، من أجل إلقاء النظرة الأخيرة عليه، وسط دعوات للرد بكافة الوسائل على عملية اغتياله، فيما أعلنت حركة "حماس"، لأول مرة أنها ستستهدف القادة الإسرائيليين، ردا على اغتيال الدكتور المقادمة. غزة (فلسطين) - خدمة قدس برس المقادمة في سطور * ولد الدكتور إبراهيم أحمد المقادمة (أبو أحمد) عام 1950 في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين بقطاع غزة. * متزوج وأب لسبعة من الأبناء. * درس في مدارس وكالة الغوث للاجئين في مدينة جباليا. * درس طب الأسنان في إحدى الجامعات المصرية. * دخل الميدان السياسي بانضمامه إلى حركة الإخوان المسلمين منذ شبابه. * اعتقل المرة الأولى عام 1983 بتهمة الحصول على أسلحة وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وحكم عليه بالسجن 8 سنوات. * اعتقل عدة مرات في سجون السلطة بما مجموعه ثلاث سنوات وفصل من عمله في إحدى المسشفيات الحكومية بغزة * عمل طبيبًا للأسنان في الجامعة الإسلامية بغزة. * عارض اتفاقيات أوسلو منذ البداية. * له كثير من المؤلفات السيساسية والفكرية منها "معالم في الطريق لتحرير فلسطين" .