قالت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" إن رئيس السلطة، محمود عباس، يرتكب "تجاوزات تُشرعن جرائم الاحتلال، وأساليبه الانتقامية ضد الفلسطينيين". وطالبت الجبهة في بيان لها اليوم الأربعاء، ب "إخضاع الرئيس الفلسطيني للمحاسبة والمسائلة على "سلوكه السياسي"، مؤكدة "تجاوزه لأعراف وتقاليد الشعب الفلسطيني وثورته المعاصرة". وعبّرت الجبهة عن رفضها لتصريحات رئيس السلطة لصحيفة "دير شبيغل" الألمانية (والتي رفض خلالها تسمية الانتفاضة الجارية ب "انتفاضة السكاكين"، قائلاً إنها ليست انتفاضة أصلاً، وإن التنسيق الأمني يجري بصورة جيدة). ورأت في تصريحاته "إمعانًا في سياساته التي تُشكّل استفزازًا وإثارة لمشاعر الفلسطينيين، وخروجًا عن حالة الإجماع الشعبي". وتابعت "الإجماع الشعبي الآن بات أشد اقتناعًا من أي وقت مضى بفشل خيارات السلطة، وبعقم هذا النهج الذي أودى بنا إلى كارثة حقيقية"، وفقاً لبيان الجبهة الشعبية. واستهجنت الجبهة، ما جاء على لسان رئيس السلطة من عبارات توصم المقاومة بالإرهاب، ووتتباهى بشكل غريب باستمرار التنسيق الأمني، وتتضمن اعترافا باعتقال ثلاثة شبان فلسطينيين بزعم تخطيطهم للقيام بعملية ضد الاحتلال". وأكد بيان "الشعبية" أن تصريحات رئيس السلطة للصحيفة الألمانية "لا تمثل الفلسطينيين، ولا موقف الحركة الوطنية"، وأنها تأتي في وقت تزداد فيه "الهجمة الصهيونية" على الفلسطينيين، خصوصًا في مدينة القدس. وقال "كان الأجدر بالرئيس عباس الاحتجاج على السياسة الألمانية الداعمة للكيان الصهيوني، وتزويده بالغواصات النووية مجانًا، بدلًا من إطلاق تصريحات مسيئة تمثّل اعتداءً سافرًا على قرارات المجلس المركزي"، التي أكدت على مقاومة الشعب الفلسطيني، وضرورة التحلل من اتفاقية أوسلو ووقف التنسيق الأمني. وكان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قد أدان في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية العمليات التي ينفذها شبان فلسطينيون ضد الاحتلال في الضفة الغربيةوالقدس. وجاء في المقابلة التي نُشرت أمس الثلاثاء، على هامش زيارة للعاصمة الألمانية (برلين)، ولقاء المستشارة الألمانية "أجلينا ميريكل"، تصريح عباس بأن التنسيق الأمني مع "إسرائيل يسير على ما يرام"، وتأكيده على أن الأوضاع في المناطق الفلسطينية "تحت سيطرة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة". واتهم الرئيس الفلسطيني حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأنها "تُحاول مرارًا لتخريب الأمور"، وفق وصفه. وأضاف "قبل أيام قامت قواتنا باعتقال ثلاثة شبان وهي تحقق معهم، وما رشححتى الآن أنهم كانوا ينوون تنفيذ عملية ضد إسرائيل (…) ما يمكنني قوله إن قواتنا تعمل بكفاءة عالية لمنع الإرهاب". ورفض الرئيس عباس إطلاق اسم "انتفاضة" على ما يجري في المناطق الفلسطينية من عمليات فدائية ينفذها شبان فلسطينيون، مستدركًا "أولًا علينا أن نفهم لماذا يُقدم هؤلاء الشباب على تنفيذ مثل هذه الهجمات، إنه جيل يواجه العنف والإذلال بشكل يومي من قبل إسرائيل (…) فإذا وافقت إسرائيل على وقف هذه الإجراءات ومنعت بناء المزيد من المستوطنات فلن نلحظ أي طفل يأخذ سكينًا لمهاجمة الإسرائيليين".