قال الأمير هشام العلوي إن معظم الدول التي اجتاحها الربيع العربي "عادت إلى النظم الأوتوقراطية أو شهدت حروبا أهلية"، غير أن ذلك "لن يمنع عودة الموجات الثورية بشكل أكثر قوة". واعتبر الأمير المعروف بآرائه السياسية المثيرة للجدل، أن "ركود النظم السلطوية كان سببا رئيسا لقيام الربيع العربي الذي كان حتمياً" وأنه "رغم ما آلت إليه أوضاع الانتفاضات، فإنها ستستمر حتى تمتلك شعوب المنطقة صوتا في الحكم". ووصف الأمير، في محاضرة له داخل جامعة بيل الأمريكية ألقاها الثلاثاء 13 أبريل، وضع العرب الآن بأنه أسوأ ممّا كان عليه قبل 2011. وقال: "قد لا نعرف المستقبل وإلى أين سنتجه، لكن العودة إلى الماضي غير ممكنة، ولن يعود بمقدور الحكومات التصرّف بنوع من الحصانة أو انتظار طاعة عمياء من شعوبها، فقد أيقظ الربيع العربي ما لا يمكن له أن يمحى، وهو التعطش للكرامة والحرية الذي سيتم التعبير عنه بعنف أو بدونه". وأثنى الأمير على تونس، فيما قال إن "اليمن وليبيا شهدتا انهيارا للدولة، فيما عادت مصر إلى حكم العسكر، حيث تواجه قوى المعارضة كجماعة الإخوان المسلمين وحركات المجتمع المدني عنفا لم تشهده مصر منذ الفترة الناصرية، فيما تحوّلت سوريا إلى أكثر بقاع العالم تفككا وتشريدا للسكان، وشهد المغرب أشكالا من الإكراه مثل محاكمة بعض نشطاء الحراك والتضييق على الجمعيات". ويرى الأمير هشام العلوي أن "الأنظمة السلطوية العربية صارت تبحث عن تحالفات جديدة لتغيير وسائل تحكمها في الشعوب، كما استخدمت فزاعة الإرهاب وسعت إلى استغلال حالة الخوف لدى المواطنين كي تعمم مقولة أن لا بديل عنها سوى الفوضى وانعدام الأمن، كما سعت إلى التخويف من التدخل الخارجي، واستخدمت كذلك تكتيك الحفاظ على الإسلام الوسطي". وتنبأ هشام العلوي بأن هناك موجات قادمة من الثورات ستكون "أكثر عنفا وقسوة"، وأن المجتمع "سيكون بمجمله منخرطاً في حركة التغيير وليس فقط فئات معينة، وسيتعلم الشباب استراتيجيات جديدة في عملية استغلال التكنولوجيا واحتلال الفضاءات العامة وحملات التوعية" زيادة على أن المجتمعات ستعي أن "سقوط نظام ما ليس سوى خطوة أولية في مسار التحول السياسي".