وجه الامير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس انتقادات شديدة لأنظمة الحكم بالدول العربية، ضمنها المغرب. واشار الامير، في حديث مع صحيفة "القدس العربي"، الى ان أنظمة مثل الجزائر والمغرب وموريتانيا تقوم ب"استجابة مقنعة" لمطالب المواطنين بالإصلاح، بينما هي في العمق تعزز من السلطوية، وإن كانت مقتنعة بأن رياح التغيير ستعود كما كان عليه الوضع ما بين سنتي 2011-2013، مضيفا أن "المغرب يراهن على سياسة الاحتواء سواء عبر الحوار أو العنف السياسي، ويراهن النظام على عامل الزمن". واعتبر الامير، المغضوب عليه من قبل القصر، الى أن المنطقة العربية تعيش "حربا باردة إقليمية جديدة"، مشيرا الى ان منطقة المغرب العربي استثنيت من هذه الحرب بالنظر الى معطيات جيوسياسية مختلفة، رغم وجود صراع مغربي جزائري أبدي جعله الربيع العربي يحتل الهامش. مولاي هشام: النظام ب"استجابة مقنعة" لمطالب المواطنين بالإصلاح وتحدث مولاي هشام كذلك عن الجزائر، معتبرا أن الإشكال في هذه البلاد يتمثل في كون السلم الاجتماعي قائم على مساعدات الدولة وتمويلها للحاجيات المادية للشعب، وكذلك على الذكرى الأليمة للحرب الأهلية في التسعينات، غير مستبعد أن يتم ترتيب جديد للأوراق السياسية بالبلاد تحت ضغط معطيات جديدة وهي تراجع مداخيل البترول مما سيجبر الدولة إلى سياسة مختلفة لمواجهة متطلبات الشعب ثم الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة الذي سيحتم "عقدا سياسيا واجتماعيا جديدا" في البلاد لتجنب الأسوأ والفوضى. وتوقع مولاي هشام أن تستمر تونس في التأثير السياسي على شعوب المنطقة، قائلا: "النموذج الديمقراطي السائر نحو التطور سيكون محفزا للمغاربة والجزائريين وموريتانيا للتطلع إلى شبيه له، ولكن لن يتحقق بدون توتر بحكم تردد الأنظمة في تلبية مطالب شعوبها". كما أشار المتحدث نفسه إلى أن الربيع العربي يشهد حلقة جديدة ممثلة في الحرب الباردة التي تخوضها بعض الأنظمة العربية في الشرق الأوسط فيما بينهما ضمن تفادي تأثيرات الربيع العربي على الوضع الداخلي، قائلا: "عادت الأنظمة العربية في الشرق الأوسط إلى التزام الصمت تجاه مطالب المواطنين حول الديمقراطية والشفافية والمساواة، وهي المطالب نفسها التي فجرت الربيع العربي في دجنبر 2010، لتدخل في صراعات إقليمية هاربة من هذه المطالب ومن التحديات الاقتصادية".