تحت شعار ثلاثة أيام دون تدخين، نظم طلبة الأقسام التحضيرية بمدينة طنجة بتنسيق مع جمعية الإشعاع للتربية والثقافة أيامهم الثقافية الأولى التي امتدت من الخميس 10 يونيو إلى السبت 12 يونيو 2004 بالمركز التربوي الجهوي. وكان الطلبة في اليوم الأول على موعد مع شريط للأستاذ عمرو خالد حول المسؤولية ومحاربة التدخين في برنامجه صناع الحياة. في حين تميز اليوم الثاني بتنظيم ندوة التدخين بين الطب وعلم النفس بمشاركة كل من الدكتور محمد المهدي البكدوري، طبيب اختصاصي في الأنف والأذن والحنجرة - الذي استعرض أضرار التدخين على المدخن ومحيطه (التدخين السلبي) من خلال عرض لقطات حية لمعاناة مصابين بالسرطان، وصور ثابتة لحالات مرضية أخرى ناجمة عن التدخين، والدكتور أحمد المطيلي، الذي حلل نفسية المدخن، وأبرز أهم أسباب وقوعه في شباك الإدمان. وفي اليوم الأخير من هذه الأيام الثقافية (السبت) قرر طلبة الأقسام التحضيرية الانتقال من النظرية إلى التطبيق عبر تظيم حملة تحسيسية بأضرار التدخين في شوارع مدينة طنجة، شارك فيها حوالي خمسين طالبا وطالبة، وقاموا خلالها بإلصاق ملصقات من الحجم الكبير بجدران المدينة ومحلاتها وبالحافلات، تطالب بالحماية من أذى التدخين، وملصقات صغيرة ذاتية اللصق Autocollants بسيارات الأجرة، كما وزعوا نسخا من مطوية التدخين.. الانتحار البطيء التي أعدتها جمعية الشهاب الثقافية بتطوان، ونسخا من رسالة إلى المدخن و رسالة إلى بائع السجائر اللتين أعدهما الأستاذ عمرو خالد. وعن ارتسامات المشاركين في هذه الحملة، قالت رجاء ع. إحدى المنظمات لهذه الأيام التحسيسية: على الرغم من أن هذا النشاط كان من تنظيم طلبة الأقسام التحضيرية، إلا أن الاستجابة كانت كبيرة من طرف الطلبة الأساتذة وتلاميذ البكالوريا كذلك، حيث ساعدونا ماديا ومعنويا وتنظيميا. وقد كان الهدف من هذا النشاط وبالخصوص من هذه الحملة، الإسهام في تحسيس المدخنين بتأثير التدخين، وإقناع المواطنين بضرورة رفضهم لأن يكونوا مدخنين سلبيين، وفوجئنا بتحقق هذه الأهداف بشكل كبير، وبشروع المواطنين في نقاشات مطولة تقر بأضرار التدخين بمجرد رؤيتهم للملصقات وقراءتهم للمطويات وللرسالتين. وبعد أن كانت معرفتهم بسلبيات التدخين ضبابية، أصبحوا الآن مدركين لطبيعة هذه الأضرار بكيفية واضحة لا غموض فيها، حتى إن منهم من عزم على الانقطاع عن التدخين. ومن جهة أخرى فقد تباينت ردود الأفعال حول هذه الحملة، حيث شهدت بعض المناطق رفضا شبه كامل من طرف السكان لتعليق الملصقات، في حين وجدنا في مناطق أخرى إقبالا كبيرا من طرف غالبية المواطنين، وكانت المفارقة أن المدخنين كانوا أكبر المشجعين لهذه المبادرة. وأحس صراحة أننا كنا أكبر المستفيدين، فقد تخلصنا من عقدة الخجل وكسرنا قيد السلبية وأحسسنا بثقل المسؤولية، وبفضل الله صرنا نحن أيضا من صناع الحياة أما عن مدى استفادة الطالب م. ب. من اللجنة التنظيمية للحملة فيقول: لقد كانت هذه الحملة بمثابة دورة تكوينية لي حول بعض آليات العمل الجمعوي والتطوعي، بدء بالإجراءات الإدارية والبحث عن موارد للتمويل، ومرورا بالإجراءات التقنية كإعداد الملصق وطباعته وتوزيعه، ووصولا إلى طرق التواصل مع الناس ومحاورتهم ومحاولة إقناعهم. وفي الختام نسجل ما أكده بعض المواطنين من ضرورة استمرار مثل هذه الأنشطة وتنويعها لتشمل مواضع أخرى كالحفاظ على البيئة والتعريف بالأمراض المتنقلة جنسيا وغير ذلك من المواضيع التوعوية.