أكد الدكتور عبد الكريم الخطيب، الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية، أن المغرب كان من أهم البلدان التي قدمت الدعم لكثير من حركات التحرر في إفريقيا بشكل خاص، شمل مختلف أنواع الدعم التي يمكن أن تقدم لحركات تحرر تهدف إلى طرد المحتلين، ومن ضمنها المال والسلاح. وذكر الخطيب في الجزء الأول من الحلقة المخصصة له من برنامج زيارة خاصة، الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية الأسبوع الماضي، أن من ضمن حركات التحرر تلك، كانت حركة نيسلون مانديلا في جنوب إفريقيا، التي كانت تعاني وقتها من ويلات العنصرية وحكم الأبارتايد. وخلال اللقاء نفسه، اعتبر الخطيب أن استشهاد المقاوم محمد الزرقطوني كان الشرارة الأولى التي فتحت الباب أمام انطلاق المقاومة المسلحة، التي ستبلغ أوجها مع نفي جلالة الملك الراحل محمد الخامس عام .1953 وأبرز في السياق ذاته أن كل المقاومين كانوا يتمنون الاستشهاد في سبيل الله حتى تحرير الأرض من نير الاستعمار، مضيفا أن اعتقال قيادات الأحزاب في تلك الفترة ساهم بقوة في تنشيط حركة المقاومة، بسبب كون أغلب تلك القيادات كانت تناهض العمل المسلح كوسيلة لطرد المحتل. وبخصوص أول دستور عرفه المغرب عام ,1962 أوضح الدكتور عبد الكريم أنه كان في صياغته الأولى دستورا علمانيا، لا توجد فيه أي إشارة للإسلام من قريب أو بعيد، وهذا ما دفع به إلى أن يطرح على السلطات العليا في البلاد ضرورة أن تؤخذ هذه النقطة بعين الاعتبار، وأن تعاد صياغة هذا الدستور بشكل يضمن ترسيخ قيمة الإسلام باعتباره دين الشعب المغربي في نصوصه، وهو الأمر الذي تم في آخر المطاف، وخاصة في ما يتعلق بقضية إمارة المؤمنين. كما اعتبر الطبيب المغربي، الذي درس الطب في الجزائر، أن المقاومة المغربية انطلقت من الشعب، كباقي الثورات في الدول المغاربية، وأن ما يقال عن كون مصر عبد الناصر هي التي أشعلت نار المقاومة في بلدان المغرب العربي لا يعدو أن يكون قولا مبالغا فيه، وأن الدور المصري لم يتجاوز دعم المقاومة بالسلاح خاصة. ونوه مؤسس العدالة والتنمية بدور البلدان العربية في المساعدة على دحر المحتلين، مؤكدا في الوقت نفسه أن حركة التحرر في منطقة المغرب العربي عرفت تنسيقا كبيرا بينها حتى تحررت كل تلك البلدان من نير الاحتلال. تجدر الإشارة إلى أنه قد حضر اللقاء التلفزي إلى جانب الخطيب كل من الأستاذ بنعبد الله الوكوتي، والأمين العام لتحالف الحركات الشعبية المحجوبي أحرضان.