نشرت جريدة السفير اللبنانية يوم الثلاثاء الماضي (30مارس 2004) مقالا تتحدث فيه عن شخص الدكتور الخطيب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ومساره السياسي منذ عهد الاحتلال إلى الآن، ويأتي المقال على بعد أيام قليلة قبل عقد المؤتمر الوطني السادس لحزبه، وبعد مدة قصيرة من موافقة المجلس الوطني للحزب المذكور على طلب الخطيب إعفائه من منصبه الحزبي. وقد تناولت الجريدة، التي زارت منزل الخطيب، ذكرياته مع المقاومة واللحظات القوية في التاريخ المعاصر للمغرب، وشهادات زعماء كبار في حق هذا المناضل، ومساره السياسي، من نضاله ضد الحزب الوحيد إلى قيادة حزب العدالة والتنمية، ووضعه السياسي في اللحظة الحالية. تقول جريدة السفير يستعد القيادي المغربي عبد الكريم الخطيب للترجل من مركب حزب العدالة والتنمية والاستقالة من الحياة السياسية، وينتهي معه في الحزب جيل من أؤلئك الذين جاؤوا إلى السياسة من باب النضال لطرد الاستعمار وبقوا فيها لأنهم يكرهونها فحاولوا تصحيحها من الداخل، وتضيف الجريدة نفسها في المؤتمر المقبل للحزب الإسلامي المعتدل سيترك الخطيب دفة القيادة لزعامات شابة ومتنوعة. وتنقل السفير ذكريات الخطيب واللحظات القوية من التاريخ المعاصر للمغرب على لسانه: أنا لا أحبّ الحديث عن نفسي وما قمت به لأجل بلادي كان عملا جماعيا، فأرجو أن يكون الحديث جامعا لكل من بقي من قدامى الرفاق، وتدرج الصحيفة شهادات لثلاثة زعماء سياسيين كبار في حق الدكتور الخطيب، وضمنهم نلسون مانديلا الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، والذي بعث برسالة يشكره فيها على مساعدته في النضال لتحرير جنوب إفريقيا حين كانت المملكة المغربية تقدم العون المالي والدعم والتدريب القتالي لمانديلا ورفاقه في مطلع الستينيات، شهادة من نهرو إذ كان إلى جانبه يخطب لاستنهاض همم المستعمرات البرتغالية للتحرر، واخرى ثالثة من الرئيس الجزائري السابق أحمد بن بله يشكره فيها على وقوفه إلى جانب الثورة ومساعدته لوالدته، حين كان بن بله وزملاءه في المعتقل الفرنسي. وتتقدم الجريدة في سبر أغوار حياة الخطيب ونضالاته ضد الحزب الوحيد فتتوقف طويلا عند المشاكل التي قامت مع الحزب الوحيد بعد الاستقلال، (حزب الاستقلال) بقيادة علال الفاسي، الذي تحول- بتعبير السفير- إلى دكتاتورية بات معها محمد الخامس نفسه يخشى الحزب وقيادته. وتتابع السفير حديثها عن مقاومة الخطيب للحزب الوحيد : لا بأس فالخطيب الذي رفض السياسة في بداية نضاله تعلم من تجربة خصامه مع الاستقلال وراح يؤسس الأحزاب ويقود انشقاقات ليصل به المطاف إلى حزب العدالة والتنمية. وتختم السفير رحلتها مع المجاهد الدكتور عبد الكريم الخطيب بالقول بعد أسابيع قليلة يسلم الدكتور الجليل عبد الكريم الخطيب دفة القيادة الفعلية لخلفه، ولكنه يبقى الأب الروحي لجيل لم ير منه إلا كل تفان وإخلاص وخير. وتطرح انتهاءا سؤال استشرافيا عن مستقبل حزب العدالة والتنمية فتقول: من هنا بالضبط يصبح السؤال كبيرا حول المستقبل وسط ما يقال عن تيارات عديدة داخل العدالة والتنمية.