أوضح محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون أنه يقوم شخصيا بمساعي حثيثة لدى السلطات الفرنسية في عدد من المناسبات وخاصة في اجتماع اللجنة المختلطة المغربية الفرنسية المهتمة بالشؤون القنصلية من أجل إيجاد صيغة تحترم الخصوصية الأخلاقية والدينية للمغرب في شروط منح التأشيرة أو أي وثيقة أخرى تتعلق بالجوانب القنصلية. وأشار في معرض جوابه مساء الأربعاء بمجلس النواب عن سؤال لفريق العدالة والتنمية حول رفض منح تأشيرة شينغنمن طرف القنصليات الفرنسية بسبب غطاء الرأس إلى أنه أثار هذه المسألة شخصيا مع السفير الفرنسي المعتمد بالمغرب، موضحا أن الخطوة التي أقدمت عليها المصالح القنصلية الفرنسية تدخل في سياق تنزيل القرار الذي اتخذته العديد من الدول بعد أحداث 11 شتنبر والقاضي بأن تكون صورة كل طالب للتأشيرة، وليس فقط صورة المرأة المسلمة تظهر الأذنين والجبهة ورفض ما سواها الرأس المغطى بحجة أنه يتعذر التعرف عليها بواسطة جهاز السكانير". وبعد أن أشار محمد بنعيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون إلى أن اتفاقية فيينا التي وقعت عليها المملكة المغربية على غرار دول أخرى يوم 24 أبريل 1963 هي التي تحكم الشؤون القنصلية لدى الدول، وتعطي لهذه الأخيرة الصلاحيات في أن تضع الشروط التي تراها مناسبة لقوانينها وتشريعاتها وما يحدد الضوابط القانونية والأخلاقية في بلادها بخصوص منح التأشيرة أو أي وثيقة أخرى تتعلق بالجوانب القنصلية". وتعهد محمد بن عيسى في الجواب نفسه بأنه سيواصل التدخل لدى الاتحاد الأوربي في أفق إيجاد صيغة تحترم الخصوصية الأخلاقية والجمالية والدينية للمغرب بخصوص شروط منح التأشيرة. وفي تعقيبه قال الأستاذ مصطفى الرميد عضو فريق العدالة والتنمية: "إننا نتفهم الإشكالات والدوافع الأمنية، ومع كل الإجراءات الوقائية والاحتياطية، لكن بشكل لا يضايق قناعات الآخرين في لباسهم"، ودعا في الوقت نفسه إلى إيجاد صيغة توافقية ووسط لحل المشكلة وتفادي المنع أو إلزام المغربيات المحجبات برفع غطاء الرأس، ملفتا الانتباه إلى أن المصالح القنصلية التي تطلب من المغربيات رفع غطاء الرأس أثناء طلب التأشيرة ضدا على قناعاتهن واختياراتهن الدينية والأخلاقية، لا تفعل نفس الأمر مع مواطنات عدد من الدول الإسلامية من قبيل إيران والسعودية وغيرها. يشار إلى أنه تم رفض منح تأشيرة شينغن من طرف القنصليات الفرنسية للعديد من المواطنات المغربيات بسبب غطاء الرأس بما في ذلك زوجات بعض البرلمانيين، إحداهن كانت تود السفر لغاية استشفائية عاجلة. محمد عيادي