أبرز دومنيك دو فيلبان وزير الشؤون الخارجية الفرنسي أن فرنسا تركز في علاقاتها مع المغرب على أولويتين تتعلق الأولى بالتنمية الاقتصادية التي تمر بالخصوص عبر تطوير المقاولات الصغرى و المتوسطة والمؤسسات الصناعية الصغرى وتحسين الفضاء المؤسساتي للمقاولات والتركيز على تطوير قطاع الإعلام والاتصال، و الأولوية الثانية تتعلق بالتنمية الاجتماعية للمغرب والتي تمثل أولية بالنسبة للسلطات المغربية. مضيفا أن فرنسا ستركز تدخلاتها على مجالات الصحة والتربية للجميع ومحاربة الفقر وتهيئة التراب. وأكد دو فيليبان خلال مؤتمر صحفي عقده أول أمس بالرباط أن العلاقات المغربية الفرنسية تعرف الآن انطلاقة جديدة وللبلدين جدول زمني حافل باللقاءت خلال السنة المقبلة من أجل إعطاء أبعاد قوية لهذه العلاقات وتجديد الشراكة لجعلها أكثر فعالية. وأوضح أن الرئيس جاك شيراك طلب منه التوجه إلى المغرب بسرعة من أجل إعطاء انطلاقة جديدة للشراكة الاستثنائية التي تجمع فرنسا بالمغرب والمدعوة للسير في أبعاد جديدة يحكمها التميز والقوة. و أكد دو فيلبان أن علاقات البلدين ستعرف دفعة نوعية جد قوية خلال سنة 2003 حيث من المنتظر أن يعقد اللقاء الفرنسي المغربي الخامس من مستوى عال في المغرب خلال الأشهر الثلاثة الأولى للسنة المقبلة.وأكد عزم فرنسا على ضخ دم جديد في شراكته مع المغرب لكي تصبح أكثر فعالية. وأشار إلى أنه في هذا الإطار سيتم قريبا التوقيع على عدة اتفاقيات في مجال الصحة والتعليم بين الطرفين. وأكد أن فرنسا ستظل كما كانت دائما المدافع القوي عن القضايا المغربية داخل الاتحاد الأوروبي وذلك حتى يبقى المغرب الشريك المرجعي في إطار مسلسل برشلونة مبرزا أن المغرب الذي يدخل الألفية الثالثة بإصلاحات هامة يقف وراءها جلالة الملك محمد السادس الذي يحظى بالدعم الكامل لفرنسا. وأشاد وزير الشؤون الخارجية الفرنسي بالشفافية والنزاهة التي ميزت انتخابات 27 شتنبر الماضي معتبرا أن المغرب قطع شوطا هاما في بناء دولة الحق والقانون كما أصبح في الوقت الراهن رمزا للاستقرار والتنمية. وبعد أن أكد أن قضية الصحراء هامة بالنسبة لاستقرار وتطور مجموع بلدان منطقة المغرب العربي أعرب دوفيلبان عن ثقة الحكومة الفرنسية في ما قامت به الأممالمتحدة خلال الأشهر القليلة من خلال المصادقة على قرار في هذا الشأن مضيفا أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جيمس بيكر يواصل جهوده حاليا لتقريب وجهات النظر . وقال إن فرنسا" تدعم بكل تأكيد كل هذه المبادرات وتأمل في إحراز تقدم على هذا المسار.وأعرب عن يقينه بأن بالإمكان التوصل إلى حل سياسي دائم على أساس مشروع الاتفاق الإطار. وعبر عن اعتقاده أن هذا الخيار هو الأكثر واقعية. ولم يخف دو فيليبان قلقه بشأن الوضع الذي يعيشه المحتجزون بتندوف. وبخصوص التوتر القائم بين المغرب وإسبانيا، والدور الفرنسي المطلوب أفاد الوزير الفرنسي بأن بلده صديق لكل من إسبانيا والمغرب اللذين هما بلدان كبيران وناضجان وبالطبع من حقهما في إطار علاقاتهما الثنائية إيجاد سبل التفاهم عن طريق الحوار وفي إطار المسؤولية. وأكد وزير الخارجية الفرنسي على صعيد آخر توافق وجهات النظر بين المغرب وفرنسا حول الأزمة العراقية، مضيفا أن للبلدين آراء متطابقة حول الوضع في الشرق الأوسط والقضايا الاوروبية والمتوسطية والمغرب العربي. وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الفرنسي ألقى في نفس اليوم محاضرة بكلية العلوم بالرباط تحت عنوان "حلم الضفتين" بدعوة من جامعة محمد الخامس أكدال ، وبيت الشعر بالمغرب. يذكر أن وزير الخارجية الفرنسي بدأ زيارته إلى المغرب يوم 30 من أكتوبر الماضي حيث استقبله كل من محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية حيث تطرق معه خلال هذه المباحثات للزيارة المزمع أن يقوم بها للمغرب كل من رئيس الجمهورية الفرنسية السيد جاك شيراك والوزير الأول جان بيير رافران ، وإدريس جطو الوزير الأول المعين. ووزير الداخلية الحالي . ويشار أن وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل آليوت ماري. وحسب مصادر مطلعة من باريس ستقوم يوم الإثنين القادم بزيارة إلى المغرب. وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية الأميرال كلود ماركوس بأن هذه الزيارة ستشكل مناسبة لبحث التعاون العسكري بين البلدين والوضع الدولي مع هذا الشريك المفضل في شمال إفريقيا. وأشار المتحدث إلى أن هذه الزيارة تأتي في ضوء التطور السياسي العام، لأن معالم عهد جديد تبرز حاليا بالنسبة للمغرب. عبد الغني بوضرة