خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا    الحكومة تصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    وفاة ضابطين في حادث تحطم طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية الملكية    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    توقيف شخصين بطنجة وحجز 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين البوب ستار والفيديو كليب، صرعة تعبد غريبة ومسلية
نشر في التجديد يوم 02 - 06 - 2004

كغيرها من باقي الشخصيات البارزة بمقاطعة سويسرا الناطقة بالألمانية، تحرص كارمن فنك الفائزة في مسابقة "ميوزيك ستار" على الالتزام بتعاليم المسيح عليه السلام. فقد طغت على الجيل الجديد موجة جديدة من العبادة والخشوع وسط انفعالات قوية لكن ملتزمة.
ومنذ شهر دجنبر المنصرم، تحول غرب زيوريخ، حيث حي النوادي والحانات والأجواء الصاخبة، إلى مكان أقيمت عليه كنيسة إنجيلية تحمل إسم المجمع المسيحي الدولي. وقد تخلصت هذه الأخيرة من جميع شوائب الكنيسة التقليدية، وبدت أكثر حيوية ونشاط وأكثر فاعلية في دراسة الدين. وتمارس طقوس العبادة في " ساحة الاحتفالات" الشاسعة مساء يوم الأحد، تحت أنغام الموسيقى وعروض الفيديو. ومن مكان إقامته في الحي العصري لزيوريخ، استطاع المجمع المسيحي الدولي استقطاب الآلاف من المؤمنين الذين يتوافدون إليه عند كل نهاية أسبوع، حيث يحتشدون في تجمعات كبيرة تحت أنغام الموسيقى وترانيم الصلاة.
وفي يوم الأحد 4 أبريل، على الساعة السابعة مساء، ساعة أداء طقوس العبادة، كانت ساحة الاحتفالات مملوءة عن آخرها بالمئات من "المؤمنين"، معظمهم من الشباب. وفي ذلك اليوم، تابع الحشد الجزء الثاني من سلسلة في أربعة أسابيع خصصت لآلام المسيح تحت عنوان: "يسوع وعلاقته بيهوذا "
وتنطلق طقوس GenX المسلية والموجهة للشباب المسيحي. وعلى الموقع الإلكتروني للمجمع المسيحي الدولي، تبدو الأمور جد واضحة، حيث نجد: " ولى زمن الكنيسة ذات الطقوس المملة و المواعظ الحمقاء، فأثناء أداء الشباب لطقوس GenX ، سيتسنى لهم الاستمتاع بأنغام موسيقية ساحرة، أو الرقص أو الاسترخاء. مسرحيات مسلية، أغاني فيديو كليب و حوارات تنشط طقوس العبادة. هنا يتلقى الحاضرون أحسن موعظة في العالم بلغة حية. فالمواعظ " حماسية"، مليئة بالفكاهة، تتحدث عن الواقع اليومي وقريبة من نبض الشارع".
على الخشبة إذا، تنهي مجموعة بوب ناجحة إحدى روائعها الموسيقية. وعلى ثلاثة شاشات عملاقة، تعرض مقاطع من الفيلم الأخير لميل غيبسون، حيث يظهر المسيح كاسف البال لعلمه بما سيحل به- وخلفه الضباب الكثيف للقدس كما صورها خبراء المؤثرات البصرية ، وأمامه يهوذا الحقير الذي يقبله.
ثم يظهر القس ليو بيجر الذي يخاطب الحضور قائلا: " في أيامنا هذه، يستعمل إسم يهوذا بصورة كبيرة للإشارة إلى كل شخص خائن. هل هناك في الحقيقة شيء أكثر سفالة من خيانة أقرب صديق لك؟ " وبعد تقديم المسؤول عن القسم الديني، السيد مايكل سيبر- والذي تحلم به كل الحسناوات بحكم ابتسامته الجميلة وشبابه اليافع ونضارة خُلقه"، يستأنف القس ليو بيجر الحديث قائلا: "وبعد أن استيقظ ضميره، توجه يهوذا لدى القساوسة محتجا على تغريرهم به لخيانة يسوع، وكان خليقا به أن يقصد يسوع ليطلب منه الصفح. بعد ذلك، انتحر... ما رأيكم في هذا؟ لماذا أقدم يهوذا على خيانة يسوع؟ "
يعتبر ليو بيجر مؤسس المجمع المسيحي الدولي، وهي كنيسة إنجيلية أنشأت في زيوريخ عام 1996 و لها فروع بسويسرا ( برن، لوسرن، لوزان) وبألمانيا ( بون، هامبرغ، وخاصة نرمبرغ). ويرفع المجمع المسيحي شعارا بسيطا: " الكنيسة تحقق الفرق". ويسير هذه الكنيسة النشطة مجموعة ذات قدرة مالية هامة يملكها ليو بيجر وزوجته سوزانا وأخوه برينو. وتعهد إدارة التواصل والميزانية ومعالجة المشاكل القانونية إلى دانيال لندر، الحاصل على دكتوراه في الحقوق.
من أين يحصل المجمع المسيحي الدولي على موارده المالية؟ كيف حصل على الملايين التي شيد بها ساحة الاحتفالات؟ يجيب عن هذا السؤال دانييل لندر: " تتكون ميزانية الكنيسة من مداخيل بيع الأقراص المنضغطة وكتاب الإنجيل والمنشورات وبعض المؤلفات التي تحمل نصائح موجهة لكل شريكين مقبلين على الحياة الزوجية (شرط ألا يكونا قد مارسا الجنس سابقا) . وإضافة إلى هذه المداخيل، يتلقى المجمع بعض التبرعات البسيطة التي تمنح أثناء طقوس العبادة، وخاصة بعض الهبات من المتعاطفين والمؤمنين.
وتقدر الكنيسة عدد المؤمنين الذين يواظبون على طقوسها ب3000 مؤمنا، وفي هذا السياق، يوضح دانيال لندر: من الصعب ضبط عدد المؤمنين الذين نستقبل. هناك من يداوم على الحضور ،وهناك من يحضر مرة واحدة، ربما يعود مرة أخرى، لكن بإرادته وإيمانه. فنحن لا نحمل أي نوايا تبشيرية. مهمتنا الأساسية هي السهر على تسيير كنيسة تلائم متطلبات الشباب دون استعمال عقيدة رجعية أو خطاب متجاوز. المهم هو ذلك الإحساس المفعم بالإيمان وليس وضعية الركبتين أثناء الصلاة أو ارتداء القس لجبة أو تي شورت".
وفي الفضاء المحادي للقاعة، تقوم بعض النفوس الخيرة بإعداد المشروبات ورقائق البطاطس، والتي تقدم أثناء المناقشات التي تلي نهاية العبادة. وهناك، في الوقت الذي يواصل بعض المتفرجين في "الساحة الكبرى" الابتهال إلى الله وهم يستمعون إلى النوتات الأخيرة لأغنية تقية وموزونة، يطلع البعض الآخر في "الأريكة" على مجلة خاصة ببرنامج "سلسلة آلام المسيح". وهو برنامج يسلط الأضواء على حياة المسيح و"أبعادها في حياتنا المعاصرة". وتقترح زاوية "إذهب إلى ما هو أعمق" على المهتمين التساؤل حول حياتهم الخاصة: "هل سبق لك أن قمت بشيء لا يمكن أن تغفره لنفسك أبدا؟ " ثلاثة أسطر فارغة للإجابة. وفي مقطع بعيد شيئا ما، تجد عبارة: "اطلب من الرب في صلاة قصيرة أن يطهرك من الرذيلة حتى تستقيم أمورك في الدنيا والآخرة"
**************************
"التيار البروتستانتي باختلافاته الكبيرة، هو أشبه ما يكون بركام خليط"
بتريسيا بريل
خلافا للبروتستانتية التقليدية التي تبدو في تراجع مستمر حسب بعض علماء الاجتماع، فالبروتستانتية الإنجيلية نشطة و في تقدم مستمر. وفي سويسرا، يضم التيار البروتستانتي حوالي 1500 طائفة تتناسب مع 30 كنيسة مختلفة وحوالي 3 % من ساكنة سويسرا بأسرها. وعلى سبيل المقارنة، تضم الكنيسة الكاثوليكية حوالي 1600 خورنية (قرية يخدمها كاهن)، والكنائس البروتستانتية تضم 1100 خورنية. وللتعرف عن قرب على الكنائس الإنجيلية بسويسرا، أجرت مجلة لوطن حوارا مع أوليفييه فافر، دكتور في العلوم الاجتماعية بجامعة لوزان.
- لوطن: كيف تصنفون التيارات الإنجيلية؟
- أوليفييه فافر: أولا ينبغي أن نميز بين ثلاثة تيارات رئيسية: تيار المحافظين، وتيار الإنجيليين الكلاسيكيين أو المعتدلين وتيار الإحيائيين.
ويركز المحافظون بالأساس على الجانب الأخلاقي. لهم سلوك مرتاب حيال العالم الخارجي، ولا يتعاونون عن خاطر مع الكنائس الأخرى. اندماجهم الاجتماعي والسياسي ضعيف، وتجدهم بالمناطق القروية. ويأخذون بالتفسير الحرفي للتوراة. و نذكر من بينهم الجمعية المهنية لسفر التكوين، التي حلت مؤخرا بمقاطعة سويسرا الألمانية و هي جمعية تروم إعادة تأهيل التكوين الديني في المدارس. ويمثل المحافظون حوالي 10% من الطوائف الإنجيلية.
بالنسبة للكلاسيكيين أو المعتدلين، فانماجهم الاجتماعي جيد ، ويتعاونون عن خاطر مع الكنائس البروتستانتية وينغمسون أكثر فأكثر في الحقل السياسي. ونجد ضمن هذه الفئة الكنائس الحرة لجنيف ونيوشاتل، والمجالس الإنجيلية لسويسرا الروماندية. ويمثل الكلاسيكيون المعتدلون حوالي 50% من الكنائس الإنجيلية.
أما الإحيائيون الذين يشكلون ثلث الكنائس الإنجيلية، فهم يندمجون في الحياة السوسيوسياسية بشكل قوي، يهتمون بالانفعال، لكن ليس بالضرورة على حساب باقي مظاهر الإيمان كالصلاة وقراءة التوراة. ولنلاحظ هنا أن الطائفة الإحيائية التي نجدها بسويسرا ليست هي الموجودة بأمريكا اللاتينية والتي لها قوة كبيرة، و تتكيف بسهولة مع النسق الثقافي الذي تنبثق منه. كما أن 50% من معتنقي الإحيائية لم تكن لديهم أية ممارسة دينية معينة من قبل. ونجد ضمن هذا التيار الكاثوليك والبروتستانت التقليديين.
- يمكن القول أن الإحيائية هي التيار الإنجيلي الوحيد الذي يتطور.
- نعم. الطوائف الأخرى تشهد حاليا فترة استقرار. إنها تمر بتحولات عميقة ومنفتحة بشكل أكبر على الحداثة. لقد عرفت الإحيائية تطورا هاما خلال الخمسين سنة الأخيرة، وهي تتطور أيضا بسويسرا، لكن ليس بشكل مذهل. من جهة أخرى، المسافة بين الإحيائية والكنائس الإنجيلية الكلاسيكية تتضاءل أكثر فأكثر، حيث تبنت هذه الأخيرة لاهوتية إحيائية.
- تتحدثون عن اندماج سياسي أقوى. لأي أحزاب يصوت البروتستانت؟
- يصوتون بصفة خاصة للحزبين الذين تتوفر عليهما سويسرا: الاتحاد الديمقراطي الفيدرالي والحزب البروتستانتي السويسري. ويظهر التحقيق أن البروتستانت المحافظين يفضلون إعطاء أصواتهم للحزب الأول. 40% من الإحيائيين أظهروا تفضيلهم لحزب عن الآخر. إلا أن البروتستانت لا يصوتون وفق منطق يمين- يسار. بالتالي، نلاحظ وجود تفضيل كبير لدى البروتستانت السويسريين لليمين، كما هو الشأن في الولايات المتحدة الأمريكية.
- ما هي الخصائص الأخرى المستنتجة من خلال التحقيق؟
- لاحظنا أن البروتستانت يتزوجون في سن أصغر من عموم الساكنة وينجبون أكثر. نسبة المواليد عندهم هي 1,9% مقابل 1,4% . وعديدة هي نساؤهم اللواتي يلزمن البيت. يتمتع البروتستانت عموما بمستوى تكوين أعلى من مستوى عامة الشعب. متوسط أعمار العينة التي اشتغلنا عليها والتي تبلغ 1100 شخص تناسب متوسط أعمار الشعب السويسري. وهذا يعني أن البروتستانت ليسوا جماعة تتهدها الشيخوخة، ولا وسطا يطغى عليه جيل الشباب. وأخيرا، فالاندماج الديني للشباب عندهم جيد، إذ ينتمي 75% من الأطفال إلى الطوائف البروتستانتية.
******************************
أربع تيارات يقظة منذ الإصلاح الديني
باتريسيا بريل
ظهرت الطوائف البروتستانتية بسويسرا في القرن السادس عشر. ومنذ ذلك الوقت، لم تتوقف عن التطور، مع بقائها كأقليات. وتعتبر سويسرا من بين أهم مراتع التيار البروتستانتي. حيث ظهرت في زيوريخ سنة 1520 بوادر إصلاح ديني جدري تمثلت في مطالبة جماعة يقودها كونراد غريبل معتنق مذهب الأنسية ، بتطبيق سريع للفكر الإصلاحي و بفصل الكنيسة عن الدولة بغية الحصول على كنيسة حرة بمعنى الكلمة وحقيقية، ومشكلة من مسيحيين يشهرون عقيدتهم وينفردون بالحق في التعميد. ورغم المتابعات التي يتعرض لها هذا التيار، فإنه يجد عدة أتباع بكل من ألمانيا والنمسا وهولندا. كما ظهرت في القرن السابع عشر، طوائف أخرى في إنجلترا وألمانيا.
ويطمح التيار البروتستانتي في العودة إلى نموذج كنيسة تتناسب مع العهد الجديد، وهو يؤاخذ لوثر وزوينغلي لخيانتهم الإصلاح الديني من خلال إنشاء كنيسة قسطنطينية جديدة ترتكز على السلطة المدنية. كما ينادي بالالتزام الديني لكل شخص. لكن هذه الكنائس الجديدة ستتعرض للنفي والمتابعة من طرف السلطات. وسيطرد القائلون بإعادة التعميد من زيوريخ وبرن.
وهناك الحركة التقوية، التي ظهرت بسويسرا مع بداية القرن الثامن عشر، وهي تمثل جذرا آخر مهما للبروتستانتية. وتسعى هذه الحركة إلى تحقيق هدف مماثل لهدف المدافعين عن إعادة التعميد: العودة إلى التوراة وقضاء حياة تقية في ظل تعاليم الإنجيل. لكن خلافا لأولئك، تتطلع الحركة التقوية إلى إصلاح الكنيسة الرسمية، وتركز على التقوى والانفعالات الدينية الشخصية. وببرن، انضم عدة قساوسة لهذه الحركة وتم طردهم. وهكذا ستتطور الحركة التقوية إلى جانب الكنيسة البروتستانتية وستعرف فترة طويلة من الاضطهاد. وقد شكلت إلى جانب الطهرية الأنجلو ساكسونية، الحدث الديني الأهم منذ الإصلاح الديني.
كما ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر موجة جديدة من التجديد البروتستانتي سميت اليقظة، وانتشرت على الخصوص ببرن وجنيف. وقد ساهمت اليقظة في خلق عدد كبير من الجمعيات التعاونية. وتستقبل الطوائف المنبثقة من هذه التيار أناسا من مختلف المشارب الاجتماعية وتساهم في إلغاء الحواجز بين الطبقات الاجتماعية. وإذا كان تيار اليقظة لم يستطع التطور في ظل البروتستانتية الرسمية، فقد كان السبب في ظهور العديد من الكنائس الحرة.
ويعتبر بعض علماء الاجتماع والمؤرخين الإحيائية التي ظهرت في بداية القرن العشرين بالولايات المتحدة والبرازيل وإفريقيا كموجة جديدة للتجديد البروتستانتي. وتركز هذه الديانة الانفعالية على ضرورة هدي النفس والرجوع إلى التوراة. كما تهتم أكثر بالأورتوبراكسي ( ملائمة التصرف مع بعض التعاليم) منه بالأرثوذكسية.
*******************
مشاهير مقاطعة سويسرا الناطقة بالألمانية يصغون لتعاليم المسيح
تريستان سرف
إنهم على قدر وافر من الجمال، ناجحون في حياتهم، يثيرون الشهوة الجنسية لكن لا يؤمنون بالجنس خارج العلاقة الشرعية. منهم ملكات وملوك جمال ومغنيي البوب ورياضيين، قاسمهم المشترك هو الاعتزاز بإشهار عقيدتهم. هم رواد صرعة البوب ستار المتعصبة التي أطلقتها بريتني سبيرز ، واستقر بها المقام في سويسرا. و نستعرض فيما يلي بعض الحالات:
بالنسبة لكارمن فنك البالغة من العمر 25 سنة، والفائزة في مسابقة "ميوزيك ستار"، فتصرح بأنها لم تقم أية علاقة جنسية على الإطلاق. وتضيف:"الرب هو الأهم في هذه الدنيا". وقبل أن تتحول كارمن إلى معشوقة فتيات مقاطعة سويسرا الناطقة بالألمانية، فقد عملت في راديو إنجيلي ببوسش، على حدود ليشتنستين. وتردف قائلة:"الرب هو رفيقي، وهو يحبني بشكل مطلق".
أما ماريو إستريور والتي ستمثل سويسرا في أوروفيزيون، فتدافع عن تركيبة تقليدية للأسرة: "المرأة بالبيت، والرب في القلب".
فيما يخص دانييلا التي لم تتمكن من الوصول إلى الإقصائيات، فعبرت عن استغرابها أمام الصحافة قائلة: "على أية حال، الرب أهم بكثير من مسابقة كميوزيك ستار"
وتعتبر كل من دجينيت ماشي مير، مقدمة برنامج إباحي سابقا، و شوايز كلوديو مايندر ملك الجمال ، من الشخصيات الهامة التي تساند المجمع المسيحي الدولي. وهم أيضا يرفضون ربط أي علاقة جنسية قبل الزواج، ويعتبرون الشذوذ الجنسي خطيئة وأن نهاية الكون قريبة لا ريب فيها وأن من يعيش في الخطيئة فهو ضائع.
أما كسافييه نايدو والذي بيعت أكثر من مليون نسخة من شريطه الأخير "ليس من هذا العالم" حيث يردد أكثر من مرة علاقته بالرب، فيقول: "أحيانا، أشبك يدي على صدري، أسقط أرضا وأصلي للرب بأعلى صوتي"
أما مارك ويميه، لاعب بفريق زيوريخ للهوكي، فينتمي للتيار القائل بأن" الحب الحقيقي هو الذي يستطيع الانتظار" وهو التيار الذي يناضل من أجل تعفف الشباب غير المتزوجين. ويقول مارك:" كل ما هو صالح يأتي من يدي الرب: القوة والحماية ضد الجراح"
تريستان سيرف
ترجمة: رشيد المتوكي
عن موقع مجلة لوطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.