بتعاون مع المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث العلمي ينظم المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية العلوم، جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، الأيام الدراسية الثانية حول البيداغوجية الجامعية بين رهانات الجودة وإكراهات التطبيق، يومي الخميس والجمعة 03 و 04 يونيو 2004 بكليةالعلوم بتطوان. يعتبر تحديد تعريف دقيق للجودة البيداغوجية أمرا بالغ التعقيد والصعوبة في غياب تنزيل تطبيقي في تجربة تكوينية داخل فضاء محدد وبإسهام مكونين ومنهاج تعليمي ومحيط محفز لاستيعاب الخريجين واختبار مهاراتهم في ميدان العمل والإنتاج. وانطلاقا من ذلك، فإن الحاجة ملحة إلى إنضاج تصور من خلال تنظيم أيام دراسية يتم خلالها مقاربة الموضوع بشكل يسهم في تقريب وجهات النظر للوصول إلى حد أدنى من التوافق حول تعريف محدد للجودة البيداغوجية ومقاييسها وخصائصها بشكل تتضح معه المفاهيم لجميع الأطراف المعنية بالشأن الجامعي. وقد حددت كثير من الدراسات والأبحاث المختصة في البيداغوجيا الجامعية مجالات خمس تحكم مسار الجودة في التعليم والتكوين والبحث الجامعي وتتكامل في ما بينها لتكون الفضاء الطبيعي لضمان الجودة البيداغوجية وتتحدد هذه المجالات في: 1 المؤطر الكفء: القادر على تبسيط المفاهيم وإتقان أساليب التواصل، وتنويع طرق ووسائل التكوين بتنوع المواقف التعليمية، والمثابر. 2 برامج ومناهج التكوين: والتي تشكل التعاقد العلمي والتربوي بين أطراف العملية التعليمية وهي المحتوي التعليمي الذي يغطي مسار التكوين في شكل دروس نظرية وأشغال توجيهية وتطبيقية وتداريب ميدانية . 3 الهياكل الجامعية: باعتبارها أداة رسم خطط التكوين والبحث والسهر على تنفيذها في ظروف ميسرة ومساعدة على الاستيعاب والتفاعل. 4 فضاء التكوين والبحث: إذ أن الفضاء الجامعي يستوجب جودة البنى التحتية والتجهيزات والخدمات الإدارية. 5 المحيط الاقتصادي والاجتماعي: إذ فيه تقاس جودة التكوين والبحث شريطة أن يكون مؤهلا لذ لك. خلاصة كل ذلك ينبغي أن نجعل من الجودة مشروعا جامعيا وجماعيا أساتذة كنا أو إداريين أو أصحاب قرار ، إننا واعون بإكراهات التشبث بالجودة كقيمة مضافة تشكل تحديا حقيقيا للمنظومة البيداغوجية الجديدة التي يكرسها الإصلاح الجامعي، وقد تم اختيارها موضوعا للتداول والبحث والحوار في هذه الأيام البيداغوجية الثانية ، لأننا واعون بأن الغاية ليست هي انطلاق الإصلاح وإنما توقعات نتائجه في أفق عشرية إصلاح نظام التربية والتكوين، فإذا كسبنا رهان الجودة، كان الثمن - مهما ارتفع- مبررا ومقبولا، وإذا خسرنا رهان الجودة كان الثمن- مهما قل - باهضا ومرتفعا، لأننا آنذاك لن نكون في مستوى الرهان حتى ولو عمم الإصلاح ، لأننا بكل بساطة سقطنا في تضخيم الشكل وتحجيم الجوهر. إننا نريد أن لاتكون الجودة مجرد شعار للاستهلاك بل نريدها خيارا استراتيجيا يستجيب للتطورات المتسارعة التي يعرفها العالم اليوم في سياق تحديات العولمة وما تستلزمه من تحديات على جميع الأصعدة بما فيها التكوينات الجامعية.