دعا وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد خالد عليوة إلى الالتفاف حول النقابة الوطنية للتعليم العالي ممثلا شرعيا ووحيدا للأساتذة الجامعيين، ومحاورا فريدا لهم مع الوزارة. وكشف بعض الأساتذة الجامعيين بجامعة عبد المالك السعدي أن السيد خالد عليوة حذر في اللقاء الأخير الذي جمعه بهم نهاية الأسبوع الماضي بتطوان من "المحافظين" الذين لا يريدون الإصلاح الجامعي الحالي. وأكد أن التعدد النقابي ليس في صالح الأساتذة بعدما كانت "التجديد" نشرت أخيرا حوارا مع رئيس المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد الصمدي جاء فيه أن النقابة الوطنية للتعليم العالي تعاني من انسداد الأفق ومن افتقادها لبرنامج نضالي واضح، الأمر الذي قد يفهم منه أنه يفكر في تأسيس بديل عنها. واعتبر بعض أساتذة جامعة عبد المالك السعدي أن "الذي لم يكن يتوقعه أحد من العالمين هو أن يتلو الوزير خالد عليوة وصيته تحت دهشة واستغراب الجميع بضرورة الالتفاف حول النقابة الوطنية للتعليم العالي. وأضافوا أن عليوة >وقع في حالة شرود حين خلع جبة "الوزير" وحشر نفسه لاشعوريا في المكتب الوطني للنقابة أو في لجنتها الإدارية أو في مكتب من مكاتبها المحلية أو الجهوية<، ووصفت نفس المصادر تدخل السيد خالد عليوة ووصيته بأنه "أساء إلى النقابة الوطنية للتعليم العالي، التي طالما نعت مكتبها أكثر من مرة بامتصاص غضب الأساتذة ضدا على مصالحهم خدمة لأهداف سياسية ظرفية". وخلص أساتذة جامعة عبد المالك السعدي إلى أن الوزير ربما خشي أن تنتهي ولايته دون أن يولد الإصلاح الجامعي ويدب على رجليه إن هو وسع دائرة النقاش ليشمل مكونات أخرى فاعلة في التعليم العالي قد لا تشاطره الرؤية السياسية والتربوية للأشياء، وهي كثيرة ولا تحصر نفسها فقط في البعد النقابي، بل تنظر إلى ملف الإصلاح الجامعي بواقعية وبعمق نظر، وتملك من الأفكار والتصورات الشيء الكثير، وترى بكل بساطة أن الإصلاح ضروري لأنه مطلب للشعب المغربي". وقال خالد الصمدي رئيس المنتدى الوطني للتعليم العالي والبحث العلمي إن أساتذة جامعة عبد المالك السعدي أصروا في لقائهم مع الوزير على المنظور الشمولي للإصلاح، حيث ركز الكاتب العام الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي الأستاذ خالد شفيق على ضرورة مرور الهندسة البيداغوجية المقترحة عبر الهياكل المقررة في الجامعات، كما نبه السيد الوزير إلى أن ما ذكره في معرض كلامه من أن الهندسة البيداغوجية قد أقرت في مراكش أمر مجانب للصواب ومخالف لمقتضيات القانون الإطار 01.00 لما يتضمنه من ثغرات تحد من دمقرطة الجامعة بالشكل المطلوب كما تحد من استقلاليتها. جدير بالذكر أن النقابة الوطنية للتعليم العالي في ندوتها الأخيرة بالرباط يومي 25 و26 يناير الماضي اعتبرت من جهتها أن القانون 01.00 المنظم للجامعة المغربية لا يستجيب ل"مطامح النقابة في توحيد ودمقرطة التعليم العالي" وذكرت في هذا الصدد بمطلبها القاضي بضرورة أن يمر الإصلاح التربوي عبر الهياكل التي يخولها القانون 01.00 نفسه". ومن المنتظر أن يخوض أساتذة التعليم الجامعي اليوم وغدا إضرابا وطنيا احتجاجا على تماطل الحكومة في تنفيذ التزامها بإصدار المرسوم المعد لمراجعة تعويضات الأساتذة الباحثين. عبد الرحمان الخالدي