في خطوة لا تشكل أي مفاجأة بالنسبة للمغاربة اتهمت جريدة جزائرية مقربة من المؤسسة العسكرية الحاكمة المغرب بتدبير مؤامرة خطيرة لإغراق الجزائر بالمخدرات والقنب الهندي. وقالت إن الهدف من وراء ما أسمته بالمؤامرة هوتخريب الشباب الجزائري ومن ثمة رهن مستقبل البلاد وإضعافها في مواجهة التحديات". ونشرت يوميةلكسبريسيون الفرنكوفونية المعروفة بقربها من دوائر الجيش الجزائري في عددها الصادر أمس الثلاثاء على الغلاف صورة للملك الراحل الحسن الثاني وكتبت تحتها بالبنط العريضتهريب المخدرات: وزراء مغاربة متورطون، وقالت إن ما يقوم به المغرب من إغراق للمجتمع الجزائري في المخدرات شبيه بما قامت به دولة الكيان الصهيوني عبر جيش تساهال بين 1976 و1996 من تهريب للمخدرات إلى مصر، واتهمت جهاز المخابرات المغربي بالإشراف على هذه المهمة التي أطلقت عليهاعملية غزو مغربية للجزائر من خلال تسريب العشرات من الأطنان من مادة القنب الهندي. وأشارت الصحيفة في أعتى هجوم على المغرب في الآونة الأخيرة إلى اسم وزير الداخلية المغربي الأسبق إدريس البصري الذي قالت إنهكان رجل المهمات القذرة للملك الحسن الثاني، وقالت إنه كان يشرف شخصيا على شبكة المخدرات في المغرب، متهمة إياه بالوقوف خلف زراعة مئات الهكتارات من القنب الهندي على الحدود مع الجزائر لتسهيل عملية التهريب إلى الجزائر، وأن عددا من الوزراء في الحكومات المغربية المتعاقبة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني اغتنوا بسبب هذه التجارة في المخدرات. الجريدة لم تكتف بالهجوم على المغرب في لحظة مدروسة، وإنما طال هجومها الحكومة الفرنسية الحالية أيضا بسبب ما اعتبرته تلكؤ قصر الإليزي عن إدانة المغرب بسبب تجارة المخدرات وعدم التدخل لدى الحكومة المغربية للقضاء على هذه التجارة المحظورة. وتأتي هذه الاتهامات لتؤكد مجددا النوايا التي تحكم القادة الجزائريين النافذين في مؤسسة الجيش إزاء المغرب، خصوصا بعد فشل المشروع الجزائري لتهريب قرار أممي حول الصحراء المغربية يؤيد طموحها في إحراج المغرب، وعشية انتصار الاشتراكيين في إسبانيا وفقدانهم حليفهم الممثل في الحزب الشعبي المتطرف برئاسة رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسي ماريا أزنار الذي كان يتقاسم والمسؤولين الجزائريين نفس الرؤية المتعلقة بقضية الصحراء المغربية ونفس الأهداف المتمثلة في إدخال المغرب مأزقا سياسيا، مما وضع الجزائر في مأزق أصبحت بموجبه معزولة، خاصة وأن فوز الاشتراكيين في إسبانيا وإدخالهم لتغييرات على سياستهم الخارجية ناحية منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط قد جر وراءه الموقف الفرنسي الذي حقق تقاربا ملحوظا مع المواقف الإسبانية في عدد من القضايا الإقليمية والدولية كالاحتلال الأمريكي للعراق وقضية الصحراء المغربية، من تم فإن الهجوم الجزائري على فرنسا في الوقت الحالي هو تعبير عن وصول الديبلوماسيةالجزائرية إلى باب المسدود، مما اقتضى الأمر معه تفجير مفرقعات إعلامية مجانية. إدريس الكنبوري