الكل يعلم أن المفاوضات بين المغرب وبين الجزائر قد وصلت الباب المسدود، بفعل تعنت البوليساريو التي تقتاد بتوجيهات المجموعة العسكرتارية الحاكمة في الجزائر . وكما فشل الحل الاول والتاني والثالث... وفشل اللقاء الاول والتاني والثالث،فان مختلف التحليلات بالمنطقة تجمع على الفشل المرتقب لجولة المفاوضات المقبلة بنيويورك ،بسبب تمسك اطراف النزاع بمواقفهما، المغرب بالحكم الذاتي ، والجزائر والبوليساريو بالاستفتاء لتقرير المصير المؤدي الى الاستقلال وتكوين الدولة الحرامية في الجنوب المغربي، حيث ستفصله عن حدوده التاريخية مع موريتانيا ، وستحد من عمقه الإفريقي، وهو ما يعني إضعاف المغرب لصالح تقوية نفوذ الدولة الجزائرية.ويبقى السؤال ما العمل امام هذا الانسداد في الأفق امام امكانية ايجاد تسوية تحفظ ماء وجه الجميع ،حيث يتم الحل في اطار لاغالب ولامغلوب؟. "" حينما طرح المغرب مقترح الحل الذاتي لتسوية النزاع المفتعل بالمنطقة، فانه ذهب بعيدا اكثر مما كان ينتظر منه، خاصة وان نفس الاقتراح كان مرفوضا من طرف الحسن الثاني رحمه الله. فقد سبق لبعض الصحافيين ان طرح عليه اسئلة تتعلق بامكانية المغرب اعطاء الصحراويين حكما ذاتيا ، في اطار السيادة المغربية، يحفظ للمغرب وحدته التاريخية والمادية، فكان جوابه رحمه الله( كيف ؟ هل يريدون مني ان اكون ملكا على جمهورية صحراوية. ابدا) .وفي تصريح اخر قال رحمه الله: ( ان اسبانيا تسير الى الاستقلال الداخلي فانا كملك مسؤل عن وحدة البلاد ، اصرح لشعبي واترك هذه وصية لكل مغربي،انه من وجهة المنافذ المائية على المحيط الاطلسي، ومن الوجهة التاريخية والهيدرولوجية، يستحيل اقامة كيان عميل في جنوب بلادنا سيكون مصدر خطر على بلادنا واولادنا واولاد اولادنا.).وهو ما يعني ان المقترح المغربي بمنح الاقاليم الجنوبية حكما ذاتيا لم يكن متوقعا ، بل فاجأ الجميع،ورغم عدم عرضه على الاستفتاء الشعبي ، فان ما قام به المسؤلون يبقى الحل الوحيد الذي يمكن للمغرب ان يلعبه مع اعداء الوحدة الترابية للملكة. اذا كان مقترح الحكم الذاتي قد اربك العديد من المواقف داخل وخارج مجلس الامن، حيث لاول مرة تعترف الولاياتالمتحدةالامريكيةوفرنسا والعديد من الدول بالسيادة المغربية على الصحراء من خلال تبنيهم مقترح الحكم الذاتي ، فان سلبياته انعكست على الداخل ، حيث لاول مرة بدانا نسمع دعوات للانفصال من هنا وهناك ، وكتابات ايجابية عن الجمهورية الريفية، بل تطور الصراع الى حد استعمال الاساليب العنصرية بين ابناء نفس الشعب ،الذي هو الشعب المغربي،وبدانا نلمس التفرقة الاثنية التي فشل في تحقيقها الظهير البربري في بداية ثلاثينات القرن الماضي ، وكان بالمغرب يحظر لانفجار على غرار ما حصل بلبنان في اواسط سبعينات القرن الماضي، او ما حصل في يوغسلافيا، وفي قبرص بين اليونانيين وبين الاتراك، وهو ما يشكل ورما خبيثا مؤجل الانفجار اذا استمرت الامور على ما هي عليه، ولم يقم الدولة من جانبها بما يحتم وضع الامور في نصابها. اذا الصراع هو بين البوليساريو وراعيهم المخابرات الجزائرية وبين المغرب ، ضمن اطار الصراع الاقليمي بالمنطقة، الذي اساسه خلق الدولة القوية التي تمثل المغرب العربي ،والمفضلة دوليا في التشاور لتقرير مصير المنطقة ، او للتشاور في كل ما يهم شؤن المنطقة المغاربية ، وعلاقاتها مع الخارج. ان الجزائر ومن خلال مناوشتها للمغرب البلد القوي رغم عدم توفره لا على بترول اوغاز،يدخل ضمن بلورة مشروع هيمنة محلية واقليمية ، لاتستطيع الجزائر بلوغه الا اذا اضعفت الحكم بالمغرب ، وجعلت منه الرجل المريض بالمنطقة . إنها الحالة الوحيدة التي تمكن الجزائر من خلق قومية جزائرية عن القوميات المحيطة بها ، وبالتالي استيعاب حاجة الجزائر الماسة لحدود تاريخية جديدة ثابتة ومشروعة ومعترف بها من طرف الجار القوي المغرب. لذا لايجب الاستفسار حين نسمع قادة الجزائر وبطريق غاية في التمويه يقولون عند استفسارهم عن مصير الدولة الصحراوية :( ان على المغرب ان يقطف ثمار سياسته ، فالدولة الصحراوية يجب ان تقوم ، وترسم حدودها بشكل واضح، وتعترف بها حكومة جلالة الملك ، وبعدها اذا اراد الصحراويون بمحض ارادتهم ، ودون ضغوط خارجية يمكن بحث ضمها الاداري الى المغرب ..). ادا على الدولة الصحراوية ان تقوم وتعترف بها حكومة جلالة الملك ، وبعدها يمكن التفاوض حول امكانية العلاقة التي ستنسج بين هذه الدولة وبين المغرب ،برضا الصحراويين وموافقتهم،وبين المغرب والجمهورية الوهم وباقي دول المنطقة. ان الهدف من الصراع واضح الان،انه رغبة عسكر الجزائر تقزيم المغرب لإضعاف النظام، خاصة بعد وفاة الحسن الثاني رحمه الله، ولتساهم هذه العوامل في تقوية نفوذ الجزائر محليا وافريقيا ، لتتمكن من بسط هيمنتها لتصبح فعلا الدولة القوية بالمنطقة، وصاحبة الكلمة الاولى والاخيرة بالمغرب العربي... ان الجزائر تنظر الى المغرب القوي كاداة تهديد مصيري لها ، لان المغرب هو المغرب التاريخي ، مصدر السلطات والامبراطوريات ، وقاعدة تجمع للتاريخ العربي الاسلامي في شمال افريقيا ، ولانه ايضا يتمتع ببنية داخلية صلبة تجمعها حاجة ماسة للحفاظ على ماضيه وامجاده ... هكذا سنجد في مقابل المرينيين الذين سعوا لاسترجاع امبراطورية الموحدين ، كانت الجزائر الزيانية تدخل ازمة انهيار الامبراطورية الموحدية نفسها وتتحول من ثم الى امارة عثمانية ومن بعدها الى مستعمرة فرنسية لاكثر من 140 سنة ، في حين كان الاحتلال الفرنسي للمغرب مجرد حماية لم تتعدى الاربعين سنة، وهذا يقلق راحة الجزائر المصابة بعقدة ذنب التاريخ. ان تجربة امارة بني زيان القليلة لم تسفر عن تكون خصوصية جزائرية بالمعنى السياسي الوطني ، وفي المقابل نجد ان عصبية قبائل لمتونة انتجت سلطة المرابطين ، وعصبية قبائل مصمودة انتجت سلطة الموحدين في عموم المغرب، وعصبية قبائل الفيلاليين اوصلت العلويين الى السلطة المركزية الواحدة.. فكلما كانت الجزائر سهلة الابتلاع من طرف الاتراك والفرنسيين نجد ان المغرب قد تمكن من الحفاظ على استقلاله ازاء الدولتين الاستعماريتين لمدة طويلة ، اذ لم تدخل فرنسا الى المغرب الا في سنة 1912. وبخلاف الجزائر التي كانت تستسلم للحملات الاجنبية الخارجية، عرف المغرب بالثورات والمقاومة والصمود َضد المحتل الاجنبي ، كما عرف بعصيان القبائل ازاء الحكم المركزي وازاء جميع الحملات التي كانت تستهدف الاستقلال الوطني. ان المغرب وبخلاف الجزائر ، معروف باسماء علماء ورجال دين وثوار ومحررين من امثال محمد الخامس ، موح او حمو الزياني، الحسن الثاني، المجاهد عبد الكريم الخطابي،الشيخ ماء العينين الهيبة ، الشيخ محمد الاغضف، غدالة الصنهاجية ، سدي احمد الرقيبي، سيدي احمد لعروسي ، عباس لمسعدي ، محمد الزرقطوني وعلال بن عبد الله ... اضافة الى الملحمة الثورية التي سطرها جيش التحرير المغربي والمقاومة المغربية اللذين رفضا التعامل مع ما يسمى باحزاب الحركة الوطنية التي تبرا احد اجنحتها الرئيسية من العمليات المسلحة التي كانت تتم خارج الاطارات الحزبية التي كانت تفضل العمل السياسي المهادن وترفض العمل المسلح ،فكانت تقصر نضالها فقط على الدعاية السياسية الموجهة الى امريكا واوربة.. ان هذه العقدة التاريخية التي تعاني منها الجزائر ماضيها وحاضرها وستبقى تؤلمها حتى في مستقبلها وفي ممارستها اللامتناهية لرسم مستقبلها على حساب الحقوق التاريحية للمغرب، هي التي تدفع الى الاسراع بخلق دويلة صحراوية تابعة لها ، ومن تسرع بربط الجزائر بالمحيط الاطلسي عقدتها الوحيدة ،وعزل المغرب عن موريتانيا كخطوة أولى لإضعافه...لذا فان معارضة الجزائر لمغربية الصحراء، يدخل في اطار الصراع الايديولوجي العلني والخفي الذي يستمد جدوره التاريخية من الاشكالية العالقة لازمة مشروع هيمنة محلية واقليمية على حساب المغرب صاحب الحضارة والهوية والتاريخ.. ان الحضارة المغربية كانت حضارة مدنية أساسها التجارة الصحراوية ، والمرابطون والموحدون والمرينيون كانوا لايعرفون التوسع والازدهار الا بعد استيلائهم على مدينة سجلماسة باب الصحراء وملتقى الطرق التجارية بين الشمال وجنوب المغرب...ان تعاقب هذه الدول على السلطة في المغرب في القرون الوسطى ، كان نتيجة لتمكن احدى الجماعات السياسية المتصارعةان تجمع في نفس الوقت بين القوة السياسية والعسكرية وبين السيطرة على خطوط التجارة الصحراوية .. وهذا مايفسر لماذا كان تاريخ المغرب العربي حافلا بالصراع بين دول المنطقة خلال القرون الوسطى، وهو بالذات الصراع حول الطرق التجارية والتحكم في ابواب الصحراء التي تشكل نقطة وصول القوافل التجارية ..لذا ان مؤامرة العسكرتارية الجزائرية الفاشية بخلق دويلة صحراوية هشة وتابعة لاتخرج عن نطاق ارادة الجزائر في الجمع بين القوة السياسية والعسكرية وبين الوصول الى منفذ بالمحيط الاطلسي، وهذا يعني الحكم على المغرب بالموت المحقق.ان الصحراء بالنسبة للمغرب قضية حياة اوموت، والصراع الدائر الان بالمنطقة هو صراع جيوبوليتيكي واستراتيجي بين المغرب وبين الجزائر ، وليس بين البوليساريو والمغرب. ان البوليساريو وبدون دعم الجزائر لن تستطيع الصمود طويلا ، لانها ببرامجها تعد جسما غريبا عن المنطقة، وتشكل خطرا على المستقبل السياسي والامني لدول المغرب العربي، بل انها احدى الوسائل الاساسية التي تسهل التدخل الاجنبي ،الذي لايرى في العالم العربي وبالاخص شمال افريقيا برميل بارود قابل للانفجار في اية لحظة وحين. وبالرجوع شيئا ما الى التاريخ سنجد ان الجزائريين يعطون للصراع بعدا قوميا وجيوبوليتيكيا ، ضمن مسلسل الهيمنة والصراع الذي عرفه ولايزال يعرفه العالم بفعل الصراع حول مناطق النفوذ خاصة المناطق المعروفة بالطاقة والموارد التي تحتاج لها الدول المتصارعة.في اكثر من مرة صرح المسؤلون الجزائريون على ان قضية الصحراء المغربية تشكل خطرا امنيا وسياسيا من طرف المغرب على الجزائر و( ثورتها )، وقد سبق للرئيس الجزائري هواري بومدين ان صرح في 29 ماي 1975 :( نعم ان هذه القضية تهم بلادنا لانها موجودة على حدودنا ، وتمثل خطرا على امن ثورتنا وامن دولتنا ..). وفي تصريح اخر قال الهواري بومدين (..لا خلاف في ان قضية الصحراء الغربية قد ابرزت من جديد جوهر الاختلافات الايديولوجية والسياسية ، وحتى الاستراتيجية بيت بلدان هذه المنطقة ..). ان الجزائر تتعامل مع قضية الصحراء المغربية من منطلق استراتيجي يتجاوز الشعب الصحراوي المزعوم الى مصالح الجزائر التي تلحقها بأمنها و ( ثورتها ). ان الصراع الذي تختزله قضيه الصحراء هو بين نظام توتاليتاري عسكريتاري ، وبين نظام ملكي يمثل خصوصية متميزة جدورها تعود الى مئات السنين .انه صراع بين دولة قومية ،ودولة تبحث لها عن خلق قومية مفقودة او غير موجودة اصلا ، حتى تخلق لها مرجعية فلسفية وايديولوجية مثل المغرب بلد الحضارة والتاريخ. وطالما ان هذا هو الجوهر الحقيقي للصراع الدائر بالمنطقة ، وهو ذو خلفيات عنصرية مقيتة ، فلا يمكن توقع حل للمعادلة الشائكة بين النظامين وبين البلدين ، الا في زوال احدهما . الم تدعم الجزائر جميع المحاولات التي كانت تستهدف النظام المغربي في العمق؟. شعورا منه بالخطر الذي اصبح يحدق بالوحدة الترابية للمغرب ، قصد إضعافه وتقزيمه ،صرح المغفور له الحسن الثاني رحمه الله في خطاب الى الامة المغربية:(.. المغرب مستعد ليبقى واقفا وصامدا الشهور والسنين ، ولكن لن يتنازل عن مطالبه .. لابد ان نبقى متحدين كرجل واحد فيما يخص مطالبنا الترابية ،ذلك لانها هي اساس مستقبلنا ، وان احسن ارث سنتركه لاولادنا واحفادنا هو ان نترك لهم مغربا يتوفر على متنفس وليس مغربا مضغوطا عليه وليس مغربا مخنوقا ، لا بل مغربا له متنفس ويمكن لرئتيه ان تتنفسا بكل حرية كما اراد طولا وعرضا . ان حسابات اطراف النزاع مختلفة ومتباعدة . المغرب موجود في صحرائه التي نماها وطورها بان اصبحت البنية التحتية والمدن الصحراوية ، تضاهي في شكلها المدن الكبرى من المملكة ، زيادة على الشهداء الذين ضحوا بدمهم من ابناء الجيش الملكي الباسل ومختلف القوات النظامية . الجزائر تورطت في صراع اقليمي وقومي توجته بانشاء جمهورية صحراوية وهمية اصبح لها مقعد بالاتحاد الافريقي ، كما سلحت العصابات ومولتها بالسلاح والتجهيزات المختلفة ، وهو مايعني استحالة رجوع الجزائر عن مخططها الرامي الى تفكيك المغرب. وكما فشلت جميع الحلول الاول والثاني والثالث... وكما فشلت جميع اللقاءات التفاوضية بين اطراف النزاع بفعل تشبث كل طرف بمواقفه ، وبفعل تعنت الجزائر والمرتزقة الذين يرفضون اية تسوية تحفظ ماء وجه الجميع ، أي الخروج من الصراع بمنطق لاغالب ولا مغلوب، فان المؤشرات والتحليلات المتوفرة الان تفيد بما لايدع مجالا للشك، ان اللقاء من اجل المفاوضات القادمة سيعرف نفس النتائج التي حصدتها المفاوضات السابقة، وهو مايعني طرح سؤال ما العمل؟ بالنسبة للمغرب الذي جرب جميع الحلول مع الجار المتنطع لكن دون نتيجة . ان جميع التصورات وجميع الاحتمالات التي يجب انتظارها بما فيها منطق العنف الذي ساد طيلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. ان الذي اصبح مكشوفا الان ، ان الصراع اصبح مفتوحا على اكثر من صعيد، وتهديد البوليساريو بالرجوع الى حرب العصابات دليل على الفشل والتشاؤم الذي بدا منذ مدة طويلة يدب في صفوف قيادة الانفصال ، وهو مايعني بداية انهيار وانتحار البوايساريو عندما سيطلقون طلقتهم الاخيرة. ان المغرب ليس وحده في الساحة، واعتراف الولاياتالمتحدةالامريكية مؤخرا بان أي حل لقضية الصحراء لايمكن ان يقفز على حل الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، يعني ان الاجندة الامريكية استبعدت من قاموسها ، الاستفتاء لتقرير المصير ، والدولة الحرامية بالجنوب المغربي ، والتي لن تكون سوى نسخة عن اسرائيل جديدة بمنطقة المغرب العربي.، كما ان اعتراف الولاياتالمتحدةالامريكية بالحكم الذاتي اضافة الى فرنسا ،اسبانيا ومجموعة من دول المنتظم الدولي، هو اعتراف بشرعية الحقوق المغربية التاريخية والمادية في الصحراء ، والاهم انه اعتراف مطلق بالسيادة المغربية على اراضيه الجنوبية. ان هذا الوضع الجديد الذي اربك مواقف العديد من الدول داخل مجلس الامن ، وبالاممالمتحدة، جعل المغرب لايقف وحده في ساحة المعركة، بل انه مدعم ومحاط باصدقاء يقررون ويتحكمون في السياسة الدولية، وهو مايعني ان أي حماقة قد ترتكبها عصابات البوليساريو بإيعاز من العسكرتارية الجزائرية، لن يمر هذه المرة مرور الكرام، بل ستنجم عنه ملاحقات جنائية ، امام المحكمة الجنائية الدولية، والجزائر ستتحمل كافة النتائج السلبية التي ستترتب عن النزاع. ان العلاقات المتينة والاستراتيجية التي للمغرب مع العديد من الدول الاروبية خاصة مع حلف الناتو، سيجبر هؤلاء على التدخل الى جانب المغرب، والجزائر التي تقف وراء البوليساريو ، والمدعمة لخيارات العنف بالمنطقة ، ستصبح دولة مارقة مهددة للسلم الدولي بالتفسير الارو امريكي. ان شعار تقرير المصير الذي تنادي به الجزائر هو مؤامرة خبيثة تستهدف بالاساس المساس بالوحدة الترابية للمملكة ، اكثر من احترامها لتقرير المصير الذي تنص عليه المبادئ العامه للقانون الدولي ،وميثاق الاممالمتحدة. ان تقرير المصير بالمفهوم الجزائري ، لاينطبق على الحالة المغربية ، لان المسالة تتعلق بسكان اقليم وليس بشعب كما تروج الى ذلك وسائل الدعاية الجزائرية. خلاصة: ان اطراف الصراع لايزالون بعيدين على ايجاد مخرج لتسوية النزاع المفتعل بالمنطقة والذي يقف حجرة عثرة امام تطوير المنطقة اقتصاديا ، لما يخدم الشعوب ويقرب بينها ، بدل اذكاء النعرات والشنآن والكراهية التي اذا قدر الله ان وقعت بعض المفاجئات السلبية ، ستحكم على المنطقة بالعزلة والتاخر لسنين قادمة. ان الحرب بين ايران والعراق التي دامت لمدة تسع سنوات عجاف ، قد خسرها الجميع ،وربحتها شركات صناعة الاسلحة وتجار الحروب ، ولا تزال مخلفاتها السلبية تخيم على العلاقات بين دول المنطقة وبين شعوبها . ان الرابح في أي حرب سيكون هو الخاسر ، والخاسر الاكبر هم الشعوب التي ستظل تكتوي بمخلفات قرارت طائشة لا ذنب لها في اتخاذها . لقد تورطت الجزائر في معركة اصبحت فيها حدود التنازلات جد صعبة ، والخيارات بالنسبة لها وللمغرب الذي تقدم بخيار الحكم الذاتي جد قليلة. ان الجزائر وبعد ان ضمت الصحراء الشرقية التي تنازل عنها المغرب، عندما صادق البرلمان المغربي على اتفاقية الحدود الموقعة بين البلدين، لاتستطيع ان تساوم على على حساب جمهورية وهمية انشأت في طرابلس الغرب ، واعلن عنها في الجزائر العاصمة، لان مثل هكذا قرارات يعني المساس بمصداقية الجزائر على الصعيد الدولي ، وهو مايعني افراغ شعاراتها من كل جدية ،لذا فان الجزائر في الوقت الراهن لن تقبل وكما قال رئيسها باقل من تقرير المصير بالشروط التي تناسب المصالح العاليا للمغرب , لقد تحول تورط الجزائر الى سياسة يومية يصعب التراجع عنها ، لانها تحتضن المشروع الانفصالي وتغديه. كما ان جبهة البوليساريو اصبحت قوة عسكرية مهمهة بفضل التسليح الجزائري المتنوع ، ومنذ1976 والى الان والمخبرات الجزائرية تضع امكانياتها وعلى كافة المستويات الاقليمية والدولية لتطويق المغرب ومحاصرته بتقديم الصحراويين كشعب وجمهورية . اما المغرب البلد المسالم الذي ما جرب حلا من الحلول الوازنة مع الجزائر الا وكانت النتيجة التنطع والصعود الى السماء،فانه في اراضيه بقواته المسلحة الملكية الباسلة وقواته النظامية وشعبه الذي ما فتئ يقدم في التضحيات المختلفة في سبيل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ، واستعداده لدفع جميع الاخطار والمؤامرات التي تهدده، لذلك فهو لن يقبل ابدا وايا كانت الاحتمالات ان تنشأ على حدوده الجنوبية جمهورية صحراوية لامقومات شرعيد عندها وتفصله عن عمقه الافرقي بابعاده عن موريتانيا . إذا المغرب لن يقبل دولة تتكون من المرتزقة والهاربين من القانون،لانه يدرك جيدا انها ستكون مصدرا للقضاء عليه. إذا النزاع دخل في زمن غير منظور تطور بشكل تدريجي نحو وضع سدود منيعة تحول دون قدرة احد الاطراف على التراجع عن مواقفه.وهو ما يعني تباعد مواقف اطراف الصراع على ايجاد تسوية ممكنة تحفظ ماء وجه الجميع. ان اقامة دولة قزمية عشائرية في الصحراء وعلى حدود المغرب ستكون عامل إضعاف للشعب المغربي وقواته المسلحة الباسلة ونظامه الملكي . ان الهزال البشري وتشتت السكان ، وعدم تمركزهم، وضخامة الاحتكارات الامبريالية ، يظهر ان اقامة دولية عميلة في الصحراء ، وفي ظل هذه المعطيات ليس له من تفسير سوى معنى واحد : وضع هذا الجزء من المغرب لقمة سائغة في فم الغول الامبريالي الاستعماري والصهيوني . انه النوع المفضل بالنسبة للامبريالية والشركات الاحتكارية لانها ستكون تحت رحمة القواعد الاجنبية . لذا فالمغرب لايملك وفي ظل التطورات الاخيرة التي حصلت لفائدة القضية الوطنية، سواء الموقف الامريكي اوالفرنسي الاسباني اوالدولي ، الا ان يقول للجزائر ومرتزقتها : اشربوا البحر ، الصحراء مغربية وستبقى مغربية مادام مغربي واحد على قيد الحياة ، فلن يفرط مهمها بلغ الاختلاف الداخلي، في الوحدة الترابية للملكة .هذه النقطة هي القاسم المشترك بين كل اطياف الشعب المغربي التي ترفض بالمطلق اقامة كيان عميل سيكون مصدر ازعاج ، يهدد كيانه ووحدته ونظامه.