اعتبرت جريدة لوموند الفرنسية ما تقوم به القوات الإسرائيلية في مدينة رفح بقطاع غزة بمثابة "حرب قذرة"، موضحة أن المجتمع الدولي اقتصر على الإدانة دون نتيجة فعلية. وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر الخميس 20-5-2004 أن انسحاب شارون (رئيس الوزراء الإسرائيلي) من قطاع غزة -على فرضية حدوثه- سوف يخلف من ورائه حقلا من الأحقاد (الحقد في نفوس المواطنين نتيجة ما يجري)، هذا فضلا عن الإعلان عن موت مشروع خريطة الطريق. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: "إن ما تم الأربعاء 19-5-2004 في مدينة رفح من قصف طال مظاهرة سلمية خلفت عشرات القتلى، فضلا عما يجري منذ عدة أيام من تدمير لمنازل السكان الفلسطينيين يثبت أن بشاعة الحرب التي تخوضها إسرائيل ليس لها حدود". إدانة دون نتيجة وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن "المجتمع الدولي أدان ما يحدث (في رفح) دون نتيجة فعلية، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية هذه المرة لم ترفع الفيتو على قرار الأممالمتحدة...". وكانت الولاياتالمتحدة قد أعربت الأربعاء 19-5-2004 عن قلقها الشديد من العملية العسكرية التي تنفذها إسرائيل في رفح بقطاع غزة. بينما وصف مبعوث الأممالمتحدة للأراضي المحتلة ما تقوم به إسرائيل ب"جرائم حرب"، واعتبره الاتحاد الأوربي يمثل "استهانة" من قبل إسرائيل بحياة البشر. توجه عنيف وإسناد أمريكي وتساءلت الصحيفة عما يمكن فعله "لوقف التوجه العنيف لشارون (السياسة العسكرية التي انتهجها منذ توليه منصب رئاسة الوزراء عام 2001)، وخاصة مع المساندة التي يلقاها من الإدارة الأمريكية". في إشارة منها إلى الدعم المستمر من قبل أمريكا لإسرائيل، والتي تمثلت مؤخرا خلال اللقاء الصحفي الذي جمع بوش بشارون يوم 14-4-2004؛ حيث أبدى بوش تأييده لخطة شارون ببقاء الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنات الرئيسية في الضفة الغربية مقابل الانسحاب من قطاع غزة. كما اعتبر أنه على الفلسطينيين التخلي عن حق العودة للاجئين، والاستقرار في الأراضي التي ستمنح لهم. وقالت الصحيفة: إنه في الوقت الذي كانت فيه الجرافات الإسرائيلية تهدم المنازل في رفح يصرح بوش -باحثا عن أصوات الناخبين اليهود- أمام مؤتمر يهودي بالولاياتالمتحدة "أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب". وتابعت متسائلة: إلى متى سنستمر في مشاهدة مثل هذه العقوبات الجماعية التي طالت سكان رفح أمس؟ موضحة أنه "لا شيء (لا أحد) قادر -فما يبدو- على وقف جنون القتل الذي يغذي المشاعر المعادية للإسرائيليين". يزيد في شرعية المقاومة وأوضحت الصحيفة أن "الفرضية القائلة بأن ما يقوم به شارون يرمي إلى إخلاء قطاع غزة بعد أن يكون قد قضى نهائيا على الإرهاب، وبعد أن يثبت للمستوطنين واليهود المتطرفين أن الفلسطينيين لم ينتصروا في الحرب هي فرضية غير صحيحة، وأن ما يتم (في رفح) يزيد في تشدد الفلسطينيين ويزيد في شرعية المقاومة". وقالت الصحيفة: إن انسحاب شارون من قطاع غزة -على فرضية حدوثه- سوف يخلف من ورائه حقلا من الأحقاد، فضلا عن الإعلان عن موت مشروع خريطة الطريق. واختتمت الصحيفة قولها بأن "الأعمال التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على حدود غزة مع مصر ليس لها ما يبررها، خاصة أن إسرائيل ستواصل وجودها على هذا المحور حتى بعد انسحابها إن تم"، معتبرة أن "الحكومة الإسرائيلية لم تفهم أنه يمكن إنجاز سلام مع الخصم دون إهانته". إسلام أون لاين