انتهت دورة أشغال أبريل العادية لمجلس بلدية تارودانت أخيرا والتي استمرت ثلاثة أيام بلقاءات ماراطونية طغت عليها أجواء من التوافق في حسم القضايا المطروحة في جدول الأعمال، هذه الدورة التي عرفت حضورا باهتا للمواطنين، وتم خلاها مناقشة وضعيات المآثر التاريخية بالمدينة، حيث تم التركيز على وضعية السور والإهمال الذي أصبحت تعرفه هذه المعلمة السياحية، بالإضافة إلى الخطر الذي تشكله بعض جنباته لظهور شقوق بها خصوصا في الجانب المحادي للمحطة والآخر المطل على مدخلها (المؤدي للمحطة). وقد خصصت ميزانية قدرها 200 مليون سنتيم للقيام بعملية ترميم السور، ساهم فيها كل من المجلس البلدي ب 50 مليون سنتيم ، والمجلس الإقليمي ب 50 مليون سنتيم ، ووزارة الثقافة ب 100 مليون سنتيم . هذه الميزانية التي رأى المستشارون أنها غير كافية تماما، ولن ترقى إلى مستوى الإصلاح والترميم الذي تتطلبه هذه الثروة السياحية. وإلى جانب ذلك اقترحت مجموعة من السبل والوسائل الممكنة للنهوض بعملية الترميم، حيث تقدم أحد الأعضاء (عن المعارضة) برؤية تصورية متكاملة لورش إصلاح السور والمآثر التاريخية للمدينة. كما تم التأكيد على أن هذا الورش يجب أن تتضافر فيه الجهود بين كافة الفاعلين المحليين، بالإضافة إلى استثمار العلاقات التي تربط المدينة مع الجمعيات الأجنبية، إلى جانب شراكة البلدية مع بلدية رومانس بفرنسا. كما تمت الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يرتاد المدينة سنويا مستعد لتقديم يد العون والدعم في هذا الإطار. بالإضافة إلى الإجماع حول ضرورة مساهمة المواطن في ورش الترميم ووجود مساطر تجعله يحس بأهمية هذا الورش وأن يحافظ على جماليته ويجعله بمنأى عن فضلات المدينة. وفي معرض المناقشة، طرحت قضية اختفاء الجامور الأصلي للمسجد الأعظم للمدينة، الذي عرف عملية ترميم شاملة، هذا الجامور الذي يعد من التحف الثمينة التي تملكها المدينة، الأمر الذي قال الرئيس إنه لا زال قيد البحث والتحقيق. بالإضافة إلى أن صاحب مشروع ترميم المسجد نفى بأن يكون قد استبدل النسخة الأصلية للجامور. وتدارس المجلس الأسباب التي تكمن وراء هذه الوضعية المشوهة في كثير من طرقات المدينة وأحيائها، وقد اقترح لتجاوز هذا الوضع الرفع من ميزانية صيانة الطرقات وضرورة معرفة خريطة شبكة الماء والكهرباء والهاتف والحصول عليها قبل الشروع في أي إصلاحات. بالإضافة إلى الحصول على البرنامج السنوي لأشغال المصالح الخارجية (ةءح ، دخ ، دخذ) . هذا بالإضافة إلى وضع مساطر للحفاظ على الطريق المعبد وطرق الربط للمواطنين، يتحمل فيها المتسبب في الخسائر مسؤولية الإصلاح والترميم. كما تناقش المجلس قضية التصفيف (توسعة الطريق على حساب الملك الخاص)، التي تعرفها بعض الأحياء بالمدينة، و تقرر وضع صيغة توافقية بين صاحب الملك والمجلس البلدي مع مراعاة الوضع الاجتماعي للمواطنين. وبخصوص الدقيق المدعم، فقد علل الرئيس بأن توزيع المادة تعرف وضعا جديدا (انتقالها إلى أرباب المطاحن) لا يضبط معطياته الجديدة، فاتحا المجال لأحد مستشارين المعارضة الذي وضح ملابسات الملف بماضيه وحاضره، واضعا المجلس أمام الصورة الخطيرة التي تعرفها عملية توزيع هذه المادة، والتي تأكد بأنها لم تصل قط إلى أي من مواطني الإقليم كما رسم لها. و قد أكد الرئيس أن العملية تعرف بالفعل خروقات وتنعدم العقلنة في توزيعها. كما نفى ما جاء في رسالة السيد العامل المقدمة لإحدى الجرائد التي نشرت حيثيات الموضوع التي تقول بأنه قد تم اتخاذ إجراءات عملية بإحداث لجنة محلية بكل الدوائر مكونة من ممثل عن السلطة المحلية، وممثل عن المجلس الجماعي ... . و أكد الرئيس أنه لا علم له بهذه الإجراءات، و أن العمالة لم تخبره بأي إجراء في هذا الموضوع. و قد خلص المجلس إلى قرار يقضي بتكوين لجنة لمتابعة مسار هذا الملف. كما صادق المجلس على مجموعة من التحويلات في بعض فصول الميزانية والتي سيتم رصدها لدعم اعتمادات ومستحقات الإنارة العمومية، وتسديد المصاريف المرتقبة الناتجة عن مراجعة الضريبة على القيمة المضافة، كما تمت مناقشة وضعية سوق جنان الجامع بعد الحريق الذي تعرض له أخيرا والذي نتج عنه 62 متضررا. رشيد فنان