في الوقت الذي تتكشَّف فيه تفاصيل جديدة للوحشية التي تتم ممارستها مع الأسرى والأسيرات العراقيات في سجن أبوغريب وخارجه، ورغم حملة الإدانة العالمية للجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية داخل أسوار سجن أبو غريب. أكد قائد المعتقلات الأمريكية في العراق اللواء جيوفري ميللر أن الجيش الأمريكي لا يعتزم إغلاق سجن أبو غريب، كما ستستمر عمليات الاستجواب في المعتقل، وزعم ميللر الذي أشرف على المعتقلات الأمريكية في جوانتانامو بخليج كوبا أن الانتهاكات تعود إلى ضعف القيادة والإشراف. على جانب آخر، أنكر اللواء أنطوني تاغوبا أن التقرير المكوَّن من 215 صفحة الذي أعده في أعقاب إرسال فريق تقييم إلى العراق في أواخر غشت، والذي أوصى فيه باستخدام الشرطة العسكرية لتليين المعتقلين لغرض الاستجواب هو الذي أدى إلى الانتهاكات التي شهدها أبوغريب خلال الفترة من أكتوبر ودجنبر. وكان التقرير الذي أعده اللواء أنطوني تاغوبا إبان التحقيق في فضيحة الانتهاكات قد أشار إلى توصية فريق التقييم بأن تنخرط قوة الحرس بفعالية في تأسيس الظروف التي تُمكِّن من الاستغلال الأمثل للمعتقلين، وبحسب التقرير العسكري أشار بعض عناصر الشرطة العسكرية إلى تلقِّيهم تعليمات لتليين السجناء قبيل الاستجواب. وأشارت سابرينا هارمان إحدى المجندات المتهمات في الانتهاكات إلى أنها تلقت هي وزملاؤها من فرقة الشرطة العسكرية 372 بالإضافة إلى مدنيين أمريكيين كانوا يشاركون أيضًا في استجواب السجناء تعليمات من ضباط من الاستخبارات العسكرية ووكالة الاستخبارات الأمريكية لتليين السجناء قبيل الاستجواب. وحسب ما نقلت وكالة الأسوشيتد برس قالت هارمان: إن مهمتها وبوضوح كانت كسر السجناء لإجبارهم على التحدث. وعلى صعيد مواز، تحدث عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ يوم الجمعة الماضي عن صور وأفلام فيديو لم يُكشف عنها تعكس انتهاكات وتجاوزات تفوق بكثير ما كُشف حتى الآن، منها حالات اغتصاب وقتل لرجال ونساء عراقيين داخل وخارج أبوغريب، فيما اعترف وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد يوم الجمعة الماضي بمسؤوليته الكاملة عن انتهاكات الأسرى العراقيين في سجن أبوغريب، مُبديًا اعتذاره العميق عن تلك الصور الوحشية الفاضحة، غير أنه حذَّر من أن الأسوأ ما زال في الطريق! من جهة أخرى، رغم تفاعلات فضائح عصابة الرئيس بوش ووزير دفاعه رامسفيلد اللذين ظلا يحرصان على كتمان فضائح أبوغريب وغيرها منذ دخول قواتهما إلى العراق، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الاثنين إنه لن يلوذ بالفرار من العراق، مؤكدا أنه يستحق أن ينتخب لفترة رئاسة ثانية لأنه أظهر قدرته على التعامل مع الأوقات الصعبة، جاءت هذه التصريحات في سلسلة من الأحاديث مع وسائل الإعلام. عبدالرحمان الهرتازي