طالعتنا الأنباء وسط الأسبوع الماضي عن استعداد إحدى فنانات الميوعة والفيديو كليبات العارية للمجيء إلى المغرب لإحياء حفلات نهاية الشهر الجاري. وأضافت الأنباء أن هذه الفنانة التي لا تظهر إلا عارية سواء في حفلاتها أو في فيديو كليباتها، أنها سعيدة بكل أعمالها التي تقوم بها، وأن الانتقادات الحادة التي توجه إليها لا تعدو أن تكون مجرد لوثة حساد! وفي حقيقة الأمر، فمن الصعب الحديث عن هذه المطربة وإعطاؤها الاهتمام الذي لا تستحقه. ولكن كونها من أدوات تسويق النموذج الحديث في الأغنية المائعة التي تركز على الجسد وعلى آهات الإغراء، بدل الكلمات الهادفة، واللحن المضبوط، جعلها ومثيلاتها مرفوضة في الوطن العربي بمختلف اتجاهاته السياسية والفكرية. ولا تكاد هذه الفنانة تضع رجلها في بلد، حتى يثور شرفاء ذلك البلد ضدها وضد حضورها، ومن خلالها ضد النموذج الذي تريد تسويقه. وقد انتفض برلمانيون مصريون ضد إحياء هذه المطربة لحفل في القاهرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وطالبوا وزير الإعلام المصري بتقديم توضيحات بهذا الخصوص، معتبرين أن عرض التلفزيون المصري لهذا الحفل هو إهانة للشعب المصري في وقت يقتل فيه الأشقاء في فلسطين والعراق. بل وأضاف أحدهم أن النموذج الذي تسوق له هذه الفنانة ومثيلاتها يمثل خطورة على الأمن القومي، ودليل ذلك أنه لو تم إجراء استطلاع ميداني عن أسباب زيادة حالات الخطف والاغتصاب والمعاكسات للفتيات والسيدات، لكانت النتيجة أن السبب يرتبط بما يشاهده الشباب من مثل الفيديو كليبات المثيرة، والتي أصبحت مهيجات جنسية تضاف إلى المهيجات الأخرى من المخدرات والأقراص التي تِباع في السوق السوداء. والضجة نفسها تقريبا قامت في الأردن بعد حضور هذا النوع من الفنانين لمهرجان جرش الفني.. ترى ماذا لو صحت الأنباء التي أشارت أنها ستحيي حفلين فنيين ساهرين في هذا البلد؟ خاصة وأن موعد حضورها المرتقب يأتي متزامنا مع الذكرى السادسة والخمسين للنكبة، في أيام تشهد فيها فلسطين والعراق ظروفا عصيبة بسبب التقتيل الصهيوني الأمريكي المتنامية وتيرته، والعالم كله مشارك بالصمت والحياد.. وكل ما نتمناه، هو أن تكون تلك الأنباء غير صحيحة، حتى نكون منسجمين مع أنفسنا في هذه الظروف التي تمر بها الأمة.. أحمد حموش [email protected]