: .74 ويبنى واقع الأسرة المسلمة المعاصرة على مجموعة من الاختلالات والاضطرابات التي أصبحت تعوق بناء أسس هذه المؤسسة الاجتماعية المهمة التي فقدت نتيجة التغيرات الاجتماعية (تضاؤل نسبة الزواج عقوق الأبناء التحلل والميوعة...) ببعدها المطلق عن الدين الحنيف كثرا من وظائفها التي كانت تقوم بها من ذي قبل، فأدى ذلك إلى تفكك عراها، وانهيار الروابط التي كانت تربطها فيما قبل. ولا يخفى على أحد استهداف الأسرة من طرف القوى الاستعمارية بغية القضاء على تماسكها ومتانتها، حتى يسهل بعد ذلك استعباد أفرادها. تقول الماسونية العالمية: (بغية التفرقة بين الفرد وأسرته عليكم أن تنزعوا الأخلاق من أسسها لأن النفوس تميل إلى قطع روابط الأسرة والاقتراب من الأمور المحرمة لأنها تفضل الثرثرة في المقاهي على القيام بتبعات الأسرة، وأمثال هؤلاء من الممكن إقناعهم بالوظائف والرتب الماسونية ويجب أن يلقن هؤلاء بصورة عرضية متاعب الحياة اليومية وعليكم أن تنتزعوا أمثال هؤلاء من بين أطفالهم وزوجاتهم، وتقذفوا بهم إلى ملاذ الحياة البهيمية) (من خطاب ألقاه الماسوني الشهير) (بيكرتو) سنة 1921). وتقول الصهيونية العالمية: (إن الغاية تبرر الوسيلة وعلينا حينما نضع خططنا أن لا نلتفت إلى ماهو خير وأخلاقي. ومن الناس من أضلتهم الخمرة وانقلب شبابهم إلى مجانين والمجون المبكر. هذه الوسائل التي أغراهم به وكلاؤنا ومعلمونا وخدمنا، وقهرماناتنا في البيوتات الثرية وكتابنا، ونساؤنا في أماكن لهوهم) (بروتوكولات حكماء صهيون، البروتوكول الأول). وكان من شعارات النازية: (تربية الأسرة على الحقد بغية تدميرها). فكل النظريات الاستعمارية تدعو إلى خراب الأسرة وتدميرها. وصمودنا أمام هذه الدعوات الاستعمارية مرتبط ارتباطا عضويا بمدى وعينا الديني، ومدى تمسكنا بتقاليده الرفعية. فالأسرة مسؤولة عن نشأة أطفالها نشأة سليمة متسمة بالاتزان، والبعد عن الانحراف، وعليها واجبات هي ملزمة برعايتها كإشاعة الاستقرار والود والطمأنينة في البيت، وإبعاد جميع ألوان العنف والكراهية، والبغض، والإشراف على تربية الأطفال تربية دينية لأن سبيل النجاة في تقوى الله لا غير (وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون). سهيل شابلي -فاس