حذر المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقضة الدوائية من مخاطر الاستخدام المفرط للباراسيتامول، وأظهر المركز في دراسة منشورة في العدد الأخير من دورية المركز أن التسمم بواسطة الباراسيتامول يمثل السبب الأول للتسممات الدوائية الإرادية في المغرب. وحسب معطيات المركز الوطني لمحاربة التسممات واليقضة الدوائية يمثل التسمم بواسطة الباراسيتامول 3.2 بالمائة من التسممات بالأدوية. وتعرضت الدراسة لحالتين استشفائيتين تتغلق بطفلين تعرضا للتسمم بواسطة الباراسيتامول، الحالة الأولى هي طفل في العاشرة من عمره يزن 10 كيلوغرامات تم استقباله في مستشفى الأطفال في الرباط في الحادية عشر صباحا وتظهر عليه أعراض من بينها رغبة في النعاس وألم البطن. وعند استجواب الأم تبين أن الطفل تناول في التاسعة من صباح نفس اليوم عن طريق الخطأ 30 قرصا من الباراسيتامول يحتوي كل قرص على 750 ملغ وبالتالي من المفترض ابتلاعه 2250 ملغ، ويتعلق الأمر بدواء يحتوي على باراسيتامول أحضره أحد أقارب الأسرة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وقد جذب الطفل بسبب لونه وطعم الأقراص، خلال الفحص البدني، بدا على الطفل أنه يعاني من رغبة شديدة في النعاس فيما انتشرت حساسية في البطن. الحالة الثانية سجلها المركز بعد اتصال من صيدلي من مدينة العرائش قال فيه إن رضيعا يبلغ من العمر سنة واحدة يزن 5.5 كيلوغراما لم يتوقف عن البكاء بعدما ناولته أمه خطأ تحميلة من الباراسيتامول 1 غرام على الساعة 18 ثم آخر على الساعة 23 بسبب ارتفاع درجة حراراته . الجرعة المعطاة بلغت 363.7 ملغ/كلغ، المركز نصح بنقل الطفل الى المستشفى وقد تبين تعرضه لتسمم بسبب جرعة زائدة من الباراسيتامول. ونبه المركز في دراسات سابقة إلى أن الإفراط في تناول "الباراسيتامول" يهدد صحة وحياة الأشخاص، وأنه يختلف حسب السن والوزن، ما يتسبب في حدوث مشاكل بالكبد والكلي، يمكن أن تصل حد الوفاة. وتتسبب الاستعمالات الخاطئة للأدوية التي تحتوي على تركيبة "الباراسيتامول"، أو التي أخذت بجرعات عالية منها، بشكل إرادي أو غير إرادي، في مضاعفات صحية خطيرة، ويتم التكفل الطبي بحالات التسمم بواسطة "الباراسيتامول"، بالاعتماد على ما يعرف علميا ب"باراسيتاموليمي"، المعروفة باستعمال ترياق طبي لمكافحة التسمم بواسطة "الباراسيتامول"، والتي أعطت نتائج مهمة جدا في التكفل بالحالات المعلنة لدى المركز. يذكر أن المركز الوطني لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية سجل 498 حالة تسمم بواسطة مادة "الباراسيتامول" بين سنتي 1980 و2008، 40 في المائة منها سجلت لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما. ومن أعراض التسمم بالباراسيتامول التقيؤ والتعرق. وتتضح تبعاته في ظرف 36 ساعة، على شكل مشاكل في وظيفة الكبد، أما في مرحلة متأخرة، فيصل تأثر الكبد إلى مستوى أكبر، إذ يمكن للمريض أن يدخل في غيبوبة. ويتخلص جسم الإنسان من مادة "الباراسيتامول" بين 1 إلى 3 ساعات، في ظروف الاستعمال العادية، إلا أنه يمكن أن تصل إلى 12 ساعة، فتصل إلى جميع الأنسجة.