سجل المركز الوطني للوقاية من التسممات واليقظة الدوائية، 498 حالة تسمم بواسطة مادة "الباراسيتامول"، ما بين سنتي 1980 و2008، 40 في المائة منهم سجلت لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما. وتوصل أطباء المركز، إلى أن من بين المتسممين، حالات استعملت مادة "الباراسيتامول" بغرض الانتحار، من خلال تناولها جرعات زائدة، سيما أنها مادة يسهل اقتناؤها من الصيدليات دون وصفة طبية، فضلا عن كون ثمنها في المتناول. ويعتبر الإفراط في تناول "الباراسيتامول"، تهديدا لصحة وحياة الأشخاص، إذ أن التسمم بالمادة، يختلف حسب السن والوزن. ويفيد التقرير الأخير للمركز الوطني للوقاية من التسممات واليقظة الدوائية، أن الجرعة المسمومة لدى الطفل، محددة في 120 ميليغراما في كل كيلوغرام، في حين تتراوح لدى البالغ، ما بين 7.5 إلى 12 غراما، ويمكن أن تصل إلى 100 ميليغرام عن كل كيلوغرام. وورد في التقرير أن من أبرز مخاطر الاستعمال العشوائي أو المفرط من مادة "الباراسيتامول"، الناتج عن مخالفة المقادير العادية الموصى بها من قبل الطبيب أو الصيدلي، أن تتسبب في حدوث مشاكل بالكبد والكلي، يمكن أن تصل إلى حد الوفاة. ويوضح التقرير مجموعة من أعراض التسمم بالباراسيتامول، خلال 24 ساعة، منها التقيؤ والتعرق. وتتضح تبعاتها الصحية في ظرف 36 ساعة، على شكل حدوث مشاكل في وظيفة الكبد، أما في مرحلة متأخرة، فيصل تأثر الكبد إلى مستوى أكبر، إذ يمكن للمريض أن يدخل في غيبوبة. وورد في التقرير أن جسم الإنسان يتخلص من مادة "الباراسيتامول"، ما بين 1 إلى 3 ساعات، في ظروف الاستعمال العادية، إلا أنه يمكن أن تصل إلى 12 ساعة، فتصل إلى جميع الأنسجة، ولذلك فإن الأطباء، يحذرون من تناولها لدى الحامل، حرصا على سلامة الجنين. ويجري امتصاص مادة الباراسيتامول المأخوذة عن طريق الفم، وفق المعايير الموصوفة، بسرعة وبشكل تام في الأمعاء الدقيقة، إذ أن تركيزه في الحدود القصوى، يتراوح ما بين 45 و75 دقيقة في أقصى الحدود، إلا أنها تزيد بشكل أكبر في حالة الإفراط في الجرعات، ويساعد في ذلك عند تناول الأكل. يجدر الذكر أن خبراء البحث العلمي يؤكدون أن مادة "الباراسيتامول"، آمن للبشر في حدود الجرعات الموصى بها، إلا أن الجرعات المفرطة منه يحتمل أن تسبب تسمما كبديا، إذ يعتبر السبب الأول للفشل الكبدي في الغرب، وهو وراء معظم حالات زيادة الجرعة في الولاياتالمتحدة، والمملكة المتحدة، وأستراليا ونيوزيلندا، ويزيد خطره بتناول المشروبات الكحولية. ويفيد الخبراء أن تناول الباراسيتامول بالجرعات الموصى بها، لا يهيج جدار المعدة أو يؤثر على تجلط الدم، إلا أن بعض الدراسات العالمية، أظهرت أن الجرعة العالية، التي تزيد عن 2,000 ميليغرام في اليوم، يمكنها أن تزيد من احتمالية التعرض لمضاعفات في الجهاز الهضمي العلوي. من موانع استعماله، الحساسية من الباراسيتامول، أو وجود تليف كبدي حاد. وتختلف شدة التسمم بالباراسيتامول، حسب كمية الجرعة وسرعة ودقة العلاج. ويمكن أن يؤدي التليف الكبدي الشامل في بعض الحالات إلى فشل كبدي. وتبعا لذلك، فإنه من واجب الأشخاص عدم تناول الباراسيتامول إلا بعد استشارة الطبيب المعالج أو الطبيب الصيدلي، مع احترام المقادير الموصوفة للجرعات. يشار إلى أن انتهاء صلاحية براءة اختراع "الباراسيتامول" في الولاياتالمتحدة، منذ زمن طويل، أضحى من الممكن إنتاجه في دول أخرى، حيث تسوق بأسماء عامة مختلفة.