أكدت دراسة بريطانية حديثة أجراها عدد من الخبراء المتخصصين في مجال الصحة ببريطانيا، والتي نشرت بعدد من المجلات الطبية المختصة أمس الأربعاء، على أن تناول الأشخاص لمختلف أنواع الادوية التي تتكون تركيبتها من مادة الباراسيتامول ، يعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة، إذ وفضلا عن تداعياتها المعروفة سلفا ومضاعفاتها السلبية على الكبد، فإنها تزيد وبنسبة 20 في المئة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. المضاعفات الخطيرة المفترضة للباراسيتامول، الذي يصنّف ضمن خانة الأدوية التي تستخدم لتسكين الآلام الخفيفة والمتوسطة ولخفض الحمى، ويستعمل للراشدين والأطفال وحتى الرضع منهم على حدّ سواء، تشمل كذلك النوبات القلبية والسكتة الدماغية، فضلا عن مشاكل في الجهاز الهضمي من قبيل قرحة المعدة وكذا تأثيرها على الكلي. وشددت الدراسة المذكورة على أن تناول 3 حبات من صنف 1 غرام بشكل يومي او 6 حبات 500 ميلغرام، بمدة طويلة هو يشكل عامل خطورة، ويرفع من معدلات الوفيات بنسبة 63 في المئة. وفي اتصال ل «الاتحاد الاشتراكي» بالمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، أكد أحد أطره على أنه لحدّ الساعة لم يصدر المركز أية نشرة تحذيرية في هذا الصدد، مبرزا أن الدراسة المذكورة ليست بالأمر الجديد لأنها اعتمدت على ما نشر من دراسات وأبحاث والبالغ عددها 1888 دراسة، مضيفا أن الكمية التي تؤدي إلى تلك المضاعفات هي مرتفعة ولا يمكن لأي كان تناولها. وكانت دراسات سابقة قد أوضحت بأن أعراض التسمم نتيجة لتناول الباراسيتامول لا تظهر عند كثير من الأشخاص إلا بعد 24 ساعة الأولى عن تناول الجرعة الزائدة، وقد تبدو على شكل آلام مبهمة في البطن مصحوبة بغثيان، ومع تقدم المرض تدريجيا، تبدأ علامات الفشل الكبدي في التكون، والتي تشمل انخفاض نسبة السكر في الدم، وزيادة حموضته، وسهولة النزف، واعتلال الدماغ الكبدي، وتزول بعض الأعراض تلقائيا، لكن في حالة عدم الخضوع لعلاج فإن هذا الامر قد يؤدي إلى وفاة الشخص المصاب.