مقابل ذلك، يشكل التسمم بواسطة الباراسيتامول السبب الأول للتسممات الدوائية الإرادية في المملكة المتحدة، وأسباب الإصابة بالقصور الكبدي في الولاياتالمتحدة. وبلغت نسبة التسممات بواسطة الأدوية عموما، المسجلة لدى المركز الوطني خلال سنة 2014، ما مجموعه 3 آلاف و194 حالة تسمم بواسطة الأدوية، تسببت في وفاة 9 أشخاص، ضمن 13 ألفا و338 حالة تسمم عامة. ويفيد المركز الوطني أن الإفراط في تناول "الباراسيتامول" يهدد صحة وحياة الأشخاص، وأنه يختلف حسب السن والوزن، ما يتسبب في حدوث مشاكل بالكبد والكلي، يمكن أن تصل حد الوفاة. وتتسبب الاستعمالات الخاطئة للأدوية التي تحتوي على تركيبة "الباراسيتامول"، أو التي أخذت بجرعات عالية منها، بشكل إرادي أو غير إرادي، في مضاعفات صحية خطيرة، حسب التقرير الأخير للمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، الذي قدم معطيات عن التكفل الطبي بحالات التسمم بواسطة "الباراسيتامول"، تعتمد على ما يعرف علميا ب"باراسيتاموليمي"، المعروفة باستعمال ترياق طبي لمكافحة التسمم بواسطة "الباراسيتامول"، والتي أعطت نتائج مهمة جدا في التكفل بالحالات المعلنة لدى المركز. واعتمدت هذه الطريقة لدى حالات اكلينيكية على أطفال سجلت إصابتهم بتسممات بواسطة "الباراسيتامول" أخيرا لدى المركز، بعد تناولهم جرعات عالية من هذه المادة، بسبب الخطأ أو حوادث غير مقصودة داخل المنزل، وأعطت نتائج إيجابية في تطور الحالة الصحية للأطفال المصابين بالتسمم. يشار إلى أن المركز الوطني للوقاية من التسممات واليقظة الدوائية سجل 498 حالة تسمم بواسطة مادة "الباراسيتامول" بين سنتي 1980 و2008، 40 في المائة منها سجلت لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما. ويندرج ضمن الحالات التي خضعت للتسمم بواسطة هذه المادة، حالات استعملت "الباراسيتامول" بغرض الانتحار، من خلال تناولها جرعات زائدة. ومن أعراض التسمم بالباراسيتامول التقيؤ والتعرق. وتتضح تبعاته في ظرف 36 ساعة، على شكل مشاكل في وظيفة الكبد، أما في مرحلة متأخرة، فيصل تأثر الكبد إلى مستوى أكبر، إذ يمكن للمريض أن يدخل في غيبوبة. ويتخلص جسم الإنسان من مادة "الباراسيتامول" بين 1 إلى 3 ساعات، في ظروف الاستعمال العادية، إلا أنه يمكن أن تصل إلى 12 ساعة، فتصل إلى جميع الأنسجة. ويجري امتصاص مادة الباراسيتامول المأخوذة عن طريق الفم وفق المعايير الموصوفة، بسرعة وبشكل تام في الأمعاء الدقيقة، إذ أن تركيزه في الحدود القصوى، يتراوح بين 45 و75 دقيقة في أقصى الحدود، إلا أنها تزيد بشكل أكبر في حالة الإفراط في الجرعات، ويساعد في ذلك عند تناول الأكل. ويؤكد خبراء البحث العلمي أن مادة "الباراسيتامول" آمن للبشر في حدود الجرعات الموصى بها، إلا أن الجرعات المفرطة منه يحتمل أن تسبب تسمما كبديا. ويفيدون أن تناول الباراسيتامول بالجرعات الموصى بها، لا يهيج جدار المعدة أو يؤثر على تجلط الدم، إلا أن بعض الدراسات العالمية أظهرت أن الجرعة العالية، التي تزيد عن 2,000 ميليغرام في اليوم، يمكنها أن تزيد من احتمال التعرض لمضاعفات في الجهاز الهضمي العلوي.