اختتم مؤتمر اتحاد المنظمات الإسلامية (البورجي) يوم 12 أبريل الجاري أشغاله بفرنسا بمجموعة من التوصيات موجودة على موقع الاتحاد كاملة: www.uoif-online.com أبرزها رفض الادعاء بأن فرنسا تسيء معاملة أبنائها من الديانة الإسلامية، معتبرة أن فرنسا اعترفت بالإسلام من خلال السماح بإقامة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. ودعا المؤتمر الذي حضره أزيد من 40 ألف شخص، بحسب لوفيغارو الفرنسية، الأئمة إلى الاحترام التام للقانون، وخصوصيات فرنسا، وإلى نشر إسلام السلم والاعتدال. وأعرب المؤتمرون عن قلقهم من التحامل الإعلامي، وتقديم صورة مشوهة عن أئمة فرنسا، وطالبوا في الوقت ذاته، بتكوين الأئمة، والرفع من كفاءاتهم، حتى يستجيبوا لحاجيات مسلمي فرنسا. كما طالب الاتحاد بضمان وضع قانون معترف به، ووضعية اجتماعية تكون في مستوى الأئمة، مبينا أن هذا المطلب سيكون من تحديات الاتحاد في السنوات القادمة. وناشد اتحاد الجمعيات الإسلامية في فرنسا الحكومة الفرنسية بقدر من المرونة في تطبيق قانون حظر الرموز الدينية في المدارس بما فيها الحجاب بالنسبة للفتيات المسلمات. ودعا المشاركون في هذا المؤتمر إلى جمع تبرعات لتمويل إنشاء مدارس خاصة لاستقبال الفتيات المسلمات اللاتي يتمسكن بارتداء الحجاب. يشار إلى أن المؤتمر قد انعقد في وقت تعمقت فيه الهوة بين الجالية المسلمة والسلطات الفرنسية بسبب القانون المثير للجدل الذي يمنع ارتداء الرموز الدينية وخاصة الحجاب الإسلامي بالمدارس الفرنسية. كما أن المؤتمر انعقد والجالية المسلمة في الغرب عموما وفي أوروبا بصفة خاصة تعيش ظروفا صعبة على خلفية الخلط بين الإسلام والإرهاب والذي تغذيه وسائل الإعلام. وكان قد بيّن فانسان جسيير أن الإسلاموفوبيا ليست مجرد بروباجندا دعاية كما يدعي البعض، ولكنها حقيقة، وهي الآن عبارة عن خوف معمم. وحاول الباحث أن يوضح الجذور التاريخية للإسلاموفوبيا الأوربية، مشيرا إلى أن العلاقة بين الغرب والإسلام لم تكن دائما علاقة خوف وتوتر... ولكن الخوف من الإسلام لم يكن حديثا ويعود إلى عصر صعود القوميات الأوربية وإلى فترة المستعمرات لنفهم بدايات الخوف من الإسلام. ويقر جيسير أن هناك الآن إسلاموفوبيا جديدة مرتبطة بانتشار الإسلام بأوربا. وناقش عضو لجنة ستاسي، جون بوبيرو، من جهته القضية نفسها، مركزا على أن فكرة العلمانية التي نوقشت في لجنة ستاسي من المفترض أن تحمي مظهرا دينيا كالتحجب لا أن تمنعه، موضحا أن هناك تفسيرات تاريخية أيضا لهذا الخلط (بين الإسلام والإرهاب) تعود إلى تأسيس الجمهورية وقيام النظام العلماني في فرنسا والذي كان مبنيا على تهميش الدين. ودعا فرنسوا بورجا الباحث المختص في الحركات الإسلامية أوربا إلى أن تعمل على إدماج الإسلام كمركب ثقافي واجتماعي... لكونه بالفعل أصبح يمثل واقعا أوربيا ولن يمنع الخلط بين الإرهاب والإسلام على مدى طويل، أن يجد الإسلام مكانته الكاملة في أوربا، مشيرا في الوقت ذاته إلى محاضرة له عنوانها الحرية الدينية والحرية السياسية قال فيها: إن القراءات التنويرية للإسلام استطاعت أن تجعل من الإسلام دين تعايش كما أظهرت فيه الكثير من المبادئ التي تحث على الاختلاف والاندماج وهو أمر مهم بالنسبة لمسلمي أوربا. وكان قد عبر السياسيون الفرنسيون الذي شاركوا في المؤتمر عن اعتراضهم على أي قانون يحد من حرية التدين. يذكر أن فعاليات المؤتمر الذي انعقد في باريس واستمر لمدة 4 أيام، حضره العديد من الشخصيات الفكرية والسياسية الفرنسية الذين قاموا بعرض آرائهم تجاه العديد من القضايا. وكان من أبرز الشخصيات المشاركة في المؤتمر ممثل مجموعة حزب الخضر في البرلمان الفرنسي نويل مامير، والمفكر والباحث الفرنسي المختص في الإسلاميات فرنسوا بورجا، والباحث الفرنسي فانسان جيسير، وعضو لجنة برنار ستاسي جون بوبيرو (وهو العضو الوحيد الذي رفض التوقيع على النص الختامي للجنة ستاسي الحكومية التي أوصت أواخر 2003 بقانون يمنع العلامات الدينية الظاهرة ومنها الحجاب في المدارس الفرنسية). كما حضر المؤتمر عدد من رؤساء البلديات في باريس منهم رئيس جمعية بلديات ضواحي باريس، وممثلا عن حزب الاتحاد من أجل فرنسا كلود بريني، ورئيس بلدية كورنيف شمال باريس وممثل عن الحزب الشيوعي جيل بو". وكانت وسائل الإعلام الفرنسية العام الماضي 2003 قد شنت دعاية مضادة لاتحاد المنظمات الإسلامية وصنفته كمنظمة أصولية متطرفة.