شدد أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على أن إصلاح الأوضاع في العالم العربي والإسلامي هو "الطريق الحق" نحو الاستقرار والارتقاء بآمال شعوب هذين العالمين، وأن المشاركة الشعبية في صنع القرار السياسي تشعر المواطنين بالمسؤولية وتعزز لديهم مفاهيم الانتماء والتفاني من أجل بلدانهم. جاء ذلك في كلمته في افتتاح مؤتمر قطر الرابع للديمقراطية والتجارة الحرة اليوم الاثنين والذي يستمر يومين. وقال الشيخ حمد بن خليفة إن "أصواتا عالية من أركان منطقتنا منذ سنوات طويلة تحاول أن تصب في آذان العالم فكرة بعينها عن علاقة الديمقراطية بالأمن والسلام، تدعي أن توسيع الآفاق أمام المشاركة الشعبية لو تم في هذه المنطقة فلن يأتي إلا بمن يهدد ويقضي على الأمن"، في إشارة إلى الدعوة التي حذرت من أن الإصلاح في المنطقة ربما يسمح بتولي "قوى التطرف والتزمت زمام الأمور في العالم العربي" على حد وصف الرئيس المصري حسني مبارك في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المنظمات غير الحكومية للإصلاح في العالم العربي الذي عقد في الإسكندرية يوم 12 مارس/ آذار الماضي. وأضاف أمير دولة قطر أن " الأقرب إلى الحقيقة هو أن تبني الإصلاح كان دائما الطريق الحق إلى الاستقرار، والنهج الصائب في الارتقاء بآمكال الأوطان والشعوب" مشددا على ان توسيع المشاركة الشعبية يساهم في تعزيز المسؤولية لدى المواطن العربي وتدفعه نحو التفاني من أجل بلده. وأكد أن " جذور الغضب لا تخرج في منطقتنا من القضية الفلسطينية وحدها وإنما تضرب بعيدا فيما هو أعمق، ةعود إلى مشكلات لدينا لا علاقة لها بالخارج، تركناها تتراكم دون علاج وتتكدس دون مراجعة. وأشار إلى أن هناك طروحات في المنطقة العربية والإسلامية تتعلل في التواني في الإصلاح بالسيطرة العثمانية أو بالاستعمار الغربي ومخلفاته وبأن "الإصلاح ليس أمامه إلا الانتظار حتى تتحقق التسوية السلمية للصراع مع إسرائيل". ودعا الشيخ حمد إلى "مراجعة كبرى" في هذا الشأن وإلى ألا تصبح التسوية مع الصراع العربي الإسرائيلي مرهونة بالإصلاح الداخلي وقال "إنما (هما) أولويتان ينبغي العمل من أجلهما معا بكل جد وأمانه" موضحا أن دولا مثل ماليزيا والهند وسنغافورة خير دليل على قدرة الدول على تجاوز آلام الماضي في بناء نهضة سياسية واقتصادية. وقال إن الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته التي تعطيه حقوقه كلها وتحميه من "الصلف والتوحش اللذين وصلت إليهما ممارسات إسرائيل" إحد الثواتب الإستراتيجية لدولة قطر، مشيرا إلى أن استخدام الولاياتالمتحدة لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قراركان يهدف إلى إدانة جريمة إسرائيل الوحشية باغتيال الشيخ أحمد ياسين" ولد مشاعر الإحباط في المنطقة العربية والإسلامية. وبخصوص مباردة الشرق الوسط الكبير الأميركية دعا أمير قطر مرة أخرى إلى "التعامل المتوازن" معها ودراستها بعناية "حتى إذا قبلت كان قبولها مطمئنا وإذا رفضت كان رفضها مبررا". يذكر أن مؤتمر قطر الرابع للديمقراطية والتجارة الحرة تنظمه جامعة قطر وغرفة التجارة والصناعة القطرية، ويشارك فيه أكثر من 450 شخصية عالمية هم رجال اعمال واقتصاد وأكاديميون وتربيون مهتمون بالديمقراطية. وينلاقش المؤتمر عددا من المواضيع منها دول الإعلام العربي ومسؤولياته ودور التطور الافتصادي في تعزيز الديمقراطية، والدور الأوروبي في تعزيز الديمقراطية في العالم العربي وتاثير الأزمات وعدم الاستقرار على تطور الديمقراطية في الشرق الأوسط وغيرها. يشار إلى أن هذا المؤتمر يأتي في ظل فشل التئام القمة العربية التي تنتظر منها أن تخرج بموقف عربي من المبادرات الأميركية والأوروبية والعربية بشان إصلاح الوضع العربي المتأزم. الدوحة- عبد الحكيم أحمين