عبر أغلبية المغاربة عن رفضهم للفصل بين الدين والسياسة وذلك بنسبة بلغت 51% في مقابل 41% يؤيدون الفصل بينهما. النسبة التي جاءت ضمن "المؤشر العربي" الذي أفرج عن نتائجه الاثنين 21 دجنبر 2015 "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بالدوحة، كشف أن أكثريّة مواطني المنطقة العربية إمّا "متدينون جدًّا" (24%)، أو "متديّنون إلى حدٍّ ما" (63%)، مقابل 9% "غير متديّنين". ومع أن اغلبية المستجوبين هم من المتديّنين، ترفض أغلبية الرأي العام تكفير من ينتمون إلى أديان أخرى أو من لديهم وجهات نظر مختلفة في تفسير الدين. فقد أعلن غالبية المغاربة بنسبة 63% أنه ليس من حق أية جهة تكفير الذين ينتمون إلى أديان أخرى في مقابل 28% منهم اعتبروا ذلك ممكنا. الاستطلاع الذي يعد أضخم مسحٍ للرأي العام في المنطقة العربيّة؛ شمل 12 بلدا عربيا، هي موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، والسّودان، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، والسعوديّة، والكويت، وشمل 18311 مستجيبًا أجريت معهم مقابلات شخصيّة وجاهية. وأظهرت النتائج أن 79% من الرأي العام العربي يرى أن سكان العالم العربي يمثّلون أمة واحدة، وإن تمايزت الشعوب العربيّة بعضها عن بعض، مقابل 18% قالوا إنّهم شعوب وأمم مختلفة. وحسب معطيات الاستطلاع، فقد عبر مواطنو المنطقة العربية (57% من المستجوبين ) عن مخاوف محدودة أو كبيرة من زيادة نفوذ الأحزاب الإسلامية السياسية، مقابل 36% قالوا إنه ليست لديهم مخاوف منها. وأفاد 61% من المستجيبين بأنّ لديهم مخاوف من الحركات العلمانية مقابل 33% أفادوا أنْ ليس لديهم مخاوف منها. وعلاقة بموضوع داعش، فقد حاز تنظيم داعش علامات سلبية من قبل المغاربة بنسبة 83%، في مقابل 8% قالوا إن لهم نظرة إيجابية عن داعش، و7% عبروا عن أنها لا إيجابية ولا سلبية. ويفسر أغلبية المغاربة (55%) داعش بكونها من نتاج المنطقة ومجتمعاتها وصراعاتها، فيما يرى 33% منهم انها صناعة خارجية. وعموما فقد أظهرت نتائج المؤشر العربي أن الرأي العام العربي شبه مجمعٍ، وبنسبة 89% من المستجيبين، على رفض تنظيم الدولة (داعش)، مقابل 7% أفادوا أنّ لديهم نظرة إيجابية جدا وإيجابية إلى حدٍ ما تجاهه. وفسر معدو التقرير ذلك بأن الذين يحملون نظرةً إيجابيةً نحو تنظيم داعش لا ينطلقون من اتفاقهم مع ما يطرحه التنظيم من موقف وآراء ونمط حياةٍ؛ وإنما ينطلق من موقف سياسي مرتبط بتطورات الأوضاع في المنطقة العربية والإقليم. وفي محاولة لتقييم مستوى الديموقراطية في البلدان العربية، يعتقد 68% من المغاربة بقدرة المواطنين على انتقاد الحكومة من دون خوف، فيما عبر 25% منهم على عدم الاتفاق مع ذلك. من جهة أخرى،يرى غالبية المغاربة المشاركون في الاستطلاع أن إسرائيل أكبر دولة تمثل تهديدا لأمن الوطن العربي حيث عبر 42% منهم عن ذلك، فيما انخفضت النسبة تجاه أمريكا حيث لم يرى من المغاربة الا 9% منهم أنها تشكل تهديدا للوطن العربي وهي النسبة الأضعف مقارنة بالدول العربية الاخرى التي ألحقت أمريكا بإسرائيل. وأظهرت النتائج أنّ 85% من مواطني المنطقة العربية يرفضون الاعتراف بإسرائيل، وذلك بسبب طبيعتها الاستعمارية والعنصرية والتوسعيّة. أما سوريا فقد قال 70% من المغاربة إن الحل لأزمتها هو تغيير النظام مقابل 15% قالوا إنه القضاء على المعارضة،و4% بحل سلمي لجميع الأطراف.