معلومات سلبية تلك التي حملها "المؤشر العربي" للعام الحالي الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إذ كشف أن "داعش" وإسرائيل وأمريكا وإيران هي من أبرز تخوفات الشعوب العربية خلال العام الجاري، كما أن تحقيق الأمن بات من أهم أولويات سكان المنطقة، ناهيك عن النظرة السلبية التي يحملها هؤلاء بشأن السياسات الحكومية واقتصاد بلدانهم. "داعش" وتحقيق الأمن بحسب المعلومات التي أفرج عنها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، فإن أولويات المواطنين في المنطقة العربية تحولت، إذ اعتبر أغلب من شملهم المؤشر أن غياب الأمن والأمان هما أكبر مشكلة تواجه بلدانهم، بنسبة بلغت 19 في المائة، كما أن خُمُس من شملهم الاستطلاع عبّروا عن رغبتهم في الهجرة من أجل البحث عن الاستقرار الأمني. المصدر نفسه توصل إلى أن 53 في المائة من الرأي العام العربي يرون أن مستوى الأمان في بلدانهم جيّد، مقابل 46 في المائة يرون أنه سيء، كما أن 43 في المائة قالوا إن الوضع السياسي لبلدانهم جيد، مقابل 52 في المائة يرون أنه سيء. وفي ما يتعلق بأخبار ما بات يسمى ب "داعش"، فإن 76 في المائة من العرب يتابعون أخبار التنظيم، أكثر من 84 في المائة منهم هم من المغرب. وحملت غالبية الرأي العام العربي نظرة سلبية تجاه "داعش"، بلغت 89 في المائة، مقابل 3 في المائة فقط أفادوا بأن لديهم نظرة إيجابية، و4 في المائة يحملون نظرة "إيجابية إلى حد ما". ويرى 22 في المائة من الرأي العام العربي أن أهم عناصر قوة "داعش" بين مؤيديه تتجلى في الإنجازات العسكرية، فيما 18 في المائة يرون أن قوته في الالتزام بالمبادئ الإسلامية، و13 في المائة آخرون عزوا ذلك لكون التنظيم أعلن استعداده لمواجهة الغرب. وبحسب 38 في المائة من العرب، فإن تنظيم "داعش" هو نتاج المنطقة ومجتمعاتها وصراعاتها، في حين بالنسبة ل 50 بالمائة آخرين، فإن هذا التنظيم الإرهابي هو صناعة خارجية، وعبّرت النسبة نفسها تقريبا عن أن الأمر يعود لوجود التطرف والتعصب الديني في مجتمعات المنطقة. أمريكا وإسرائيل وإيران أما عن أكثر الدول تهديدا للبلدان العربية، فقد حلت إسرائيل في المرتبة الأولى، بنسبة 27 في المائة ممن شملهم الاستطلاع، متبوعة بإيران بنسبة 12 في المائة، في حين حلت الولاياتالمتحدة الأمركية في المرتبة الثالثة بنسبة 11 في المائة، مقابل 5 في المائة اعتبروا أن دولا عربية بحد ذاتها هي التي تشكل أكبر تهديد. كما بات 59 في المائة من المواطنين العرب يرون أن ما يعرف ب"ثورات الربيع العربي" كانت تطوراتها سلبية على المنطقة بسبب الخسائر البشرية الكبرى وانتشار الفوضى وغياب الأمن، مقابل 34 في المائة يرون أن إيجابيتها تكمن في إطاحتها بأنظمة استبدادية وفاسدة للتعبير عن "صحوة" شعوب المنطقة. الاقتصاد ونظام الحكم للشعوب العربية نظرة سلبية أيضا عن اقتصاد بلدانها وأنظمة الحكم، فحوالي 56 في المائة من العرب يرون أن اقتصادياتهم سلبية، بحيث إن 23 في المائة يرغبون في الهجرة من أجل تحسين وضعهم الاقتصادي. وعلى العموم، فإن 29 في المائة من سكان الدول العربية تعيش أسرهم في حالة حاجة وعوز، إذ إن مدخولهم لا يغطي نفقات احتياجاتهم الأساسية، كما تلجأ 53 في المائة من الأسر إلى الاستدانة، في حين إن 20 في المائة يعتمدون على معونات الأصدقاء والأقارب، و9 في المائة يعتمدون على معونات جمعيات خيرية وحكومية. أما في ما يهم تقييم الرأي العام لمؤسسات الدول وأداء الحكومات، فقد أفاد 92 في المائة من المستجوبين بأن الفساد المالي والإداري منتشر جدا في بلدانهم، كما أن 54 في المائة يرون أن الدولة تطبق القانون على فئات دون أخرى. وبخصوص النظام الذي يفضله العرب، فقد أفاد 70 في المائة بأنهم مع إقامة نظام ديمقراطي، في حين لا يفضل 22 في المائة من العرب هذا النظام، كما عبّر 55 في المائة آخرون على أنهم يقبلون بوصول حزب سياسي لا يتفقون معه للسلطة، مقابل 62 في المائة من شعوب العالم العربي يؤيدون وصول حزب سياسي إسلامي للسلطة. استطلاعات "المؤشر العربي" لعام 2015 جرت في الفترة الممتدة ما بين شهري يناير وشتنبر الماضيين، وشملت 18311 مستجوبا من 12 بلدا في المنطقة العربية؛ هي السعودية والكويت والعراق والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.