عاشت مجموعة من الوفود لحظات مؤثرة أول أمس الاثنين بجنيف، على هامش أشغال لجنة حقوق الإنسان، أثناء تتبعها للشهادات التي أدلى بها بعض ضحايا الإبعاد من الأطفال الصحراويين الذين تم ترحيلهم قسرا نحو كوبا، من قبل البوليزاريو. فخلال أشغال ندوة نظمتها مجموعة من المنظمات غير الحكومية في إطار الدورة ال 60 للجنة حقوق الإنسان حول قضية الحريات العامة وحقوق الإنسان بكوبا، أدلت ثلاث نساء من اللواتي عانين من مأساة إبعاد الأطفال الصحراويين بشهادات دحضن من خلالها مرة أخرى الدعاية المغرضة للبوليزاريو. وقدمت كل من السيدة كلثوم الخياطي، المسؤولة السابقة بجمعية نساء البوليزاريو والآنسة السعداني ماء العينين، عالمة اجتماع ومبعدة سابقة بكوبا، والآنسة بنطالب الغالي، طبيبة ومبعدة سابقة أيضا بكوبا، اللائي التحقن بالمغرب بعد سنوات من المعاناة من فظاعات الجحيم بمخيمات تيندوف أو الإبعاد بكوبا، شهادات مؤثرة أكثر منها إخبارية عن الممارسات اللاإنسانية للبوليزاريو الذي يتعامل قادته بمنطق تجاري حتى مع قضايا الطفولة وروابط الدم. وتحدثت إحداهن، وهي تجهش بالبكاء، عن المأساة الفظيعة التي عاشتها بعد إبعاد طفليها نحو كوبا، مؤكدة أنها عاشت جرحا غائرا بعد فراقها لابنيها متسائلة: بأي حق يتم إبعاد أم عن أبنائها دون أخذ رأيها أو الاستماع إلى شكواها. وأجمعت المتدخلات الثلاث على التنديد بالاستخدام المخجل وغير الإنساني من قبل البوليزاريو لسياسة الإبعاد، والتي يتم تسويقها تحت مسميات من قبيل التربية والتقدم والصحوة الإيديولوجية، وهي شعارات استعيرت من الإيديولوجية الستالينية المنهارة، غير أن هدفها الحقيقي والوحيد لم يكن سوى الضغط على العائلات الصحراوية لمنعها من تحقيق أمنيتها في العودة إلى الوطن الأم، المغرب. وهو ضغط لا إنساني ومساومة غير أخلاقية يفضحان بشكل جلي طبيعة البوليساريو وقادته. وكانت كلثوم الخياطي قد أدلت بشهادة لالتجديد أكدت فيها أن جبهة البوليزاريو، من خلال ترحيل الأطفال إلى كوبا، تعمل على محو معالم التربية الدينية والهوية الثقافية الإسلامية لهؤلاء الأطفال، في مقابل الحرص على تلقين مبادئ الماركسية والاشتراكية لهم، فضلا عما تخلفه عملية ترحيل هؤلاء الأطفال من حزن شديد في نفوس أمهاتهم. وأكدت الخياطي أن جبهة البوليزاريو توظف حادث الترحيل لترهيب السكان وتخويفهم من مجرد التفكير في العودة إلى وطنهم المغرب. التجديد + وكالات