شدد المشاركون في ندوة»مناقشة احتضنتها العاصمة السويسرية جنيف حول إشكالية بناء فضاء مغاربي على أن «البوليساريو» والاستغلال السياسي لقضية الصحراء ظلا يشكلان عقبة كأداء أمام تشييد صرح مغاربي ديمقراطي , مزدهر ومتضامن. ونظم هذا النقاش مساء أمس الثلاثاء على هامش أشغال الدورة ال36 للجنة الفرعية لحقوق الانسان «26 يوليوز س13 غشت « الذي نشطه مسوءولون سابقون ب «بوليساريو» في موضوع ««دور فضاء اقتصادي مغاربي في استقرار وازدهار الحوض المتوسطي وافريقيا جنوب الصحراء»« . وذكر السيد الناجم أولد محمد سالم وهو مسوءول سابق في «البوليساريو» بباريس في مداخلة له خلال هذا النقاش بالموءهلات الكبيرة المتاحة لبناء فضاء ديمقراطي كبير ومزدهر بمنطقة المغرب العربي معربا عن اعتقاده بأن صرحا من هذا القبيل وحده الكفيل بضمان جوار مستقر وسوق واعدة جنوب الاتحاد الاوروبي . وأكد السيد محمد سالم أن قيام هذا الفضاء لايمكن أن يتحقق إلا بزوال ««البوليساريو»« وهو كيان لم تعد طروحاته المغلوطة وألاعيبه تنطلي على أحد . وذكر كيف أن ««البوليساريو»« وموءيديه الرئيسيين , كان قد طرح موءخرا فكرة «« اقتسام»« أراضي الصحراء متسائلا عما اذا كانت حركة من هذا القبيل , تزعم أنها تستمد شرعيتها في معركتها المزعومة للاستقلال وتقرير مصير ««الصحراء الغربية»« بامكانها تبرير فكرة اقتسام أرض يتعين أن تكون وحدتها غير قابلة للتفاوض اذا أخذنا بنظر الاعتبار الايديولوجيا التي يدعي أنه يدافع عنها . وأضاف أن هذا ليس سوى مثال من بين أمثلة أخرى عن التفكك والتيه الذي يتخبط فيه كيان في مهب الريح بفعل تآكل ميكانيزماته الداخلية التي تحكمها ايديولوجيا ستالينية استبدادية عفا عنها الزمن. وحول الخروقات الفظيعة التي يرتكبها قادة «البوليساريو» في حق محتجزي تندوف حرص العديد من المشاركين في هذا النقاش على تقديم شهادتهم , والذين ما زال البعض منهم يحتفظ عنها بذكريات أليمة وآثار لن تنمحي , على أجسادهم . في هذا السياق قدم السيد حسين بايضة , وهو مسوءول سابق ب»«البوليساريو» وأحد ضحايا القمع الممارس من قبل الانفصاليين شهادة موءثرة أمام مندوبي عدد من المنظمات غير الحكومية المشاركين حاليا في أشغال اللجنة الفرعية والذين جاءوا للمشاركة في هذا النقاش . وقد ندد السيد بايضة الذي يرأس حاليا جمعية أباء وأولياء الصحراويين ضحايا القمع في مخيمات تندوف «التي يوجد مقرها بالعيون» بالخروقات وأعمال التعذيب الجسدي والنفسي الذي يمارسه الانفصاليون في حق المحتجزين والاسرى المغاربة بمخيمات تندوف «جنوبالجزائر» في خرق سافر لمقتضيات القانون الدولي . من جهته أعرب السيد رمضان مسعود رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الانسان التي يوجد مقرها ببرشولة عن معارضته لكون بعض المنظمات غير الحكومية والموءسسات الدولية لحقوق الانسان والتي كانت ضحية مناورات وتلاعبات «البوليساريو» انساقت وراء الشعارات والحملات المغرضة للمرتزقة مع اغفالها عن قصد او غير قصد لطرح أسئلة حول مصير ضحايا القمع الممارس من قبل مرتزقة «البوليساريو» في مخيمات تيندوف بالاراضي الجزائرية. ودعا السيد مسعود كافة المنظمات غير الحكومية المشاركة في هذا النقاش الى العمل على منع مرتزقة «البوليساريو « من التجول بكل حرية داخل اوروبا في خرق تام للاتفاقيات الدولية الجاري بها العمل. أما السيدة كلثوم خياطي التي كانت لمدة سنوات على رأس جمعية لنساء «البوليساريو» فقدمت شهادة عن الوعي التدريجي الذي طرأ على تفكيرها وفي نفس الوقت عن النضج والتجربة التي اكتسبتها والتي مكنتها من إدراك ««الخطأ في التقدير ««الذي كان لديها ولدى العديد من الصحراويين مشيرة الى أن هذا الخطأ يعود بالاساس الى الاندفاع والحماس اللذين طغيا على الشباب الذين انساقوا وراء الايديولوجية الطوباوية التي كانت تتغنى وقتها بالاشتراكية. واعترفت السيدة خياطي أن هذا الاندفاع نجم عن كون العديد من الشباب الصحراويين المنساقين وراء هذه المغامرة الايديولوجية لم يستحضروا التضحيات الجسيمة التي قدمها أباوءهم إبان محاربتهم للاستعمار الاسباني ولاجل إعادة إدماج الصحراء في محيطها التاريخي والوطني الطبيعي ألا وهو المغرب. وأضافت السيدة خياطي انه شيئا فشيئا أصبحت تنكشف النوايا الحقيقية ل»البوليساريو» وقادته من قبيل استفحال الرشوة على جميع المستويات والتلاعب بالمساعدات الانسانية الدولية. من جانبها استحضرت السيدة سعداني ماء العينين التي تم ترحيلها من قبل عناصر «البوليساريو» الى كوبا وهي لاتزال طفلة المحنة والمأساة التي عاشتها جراء فقدان والدها الذي قتل في مخيمات العار ب «البوليساريو» في وقت كان سنها لايتجاوز خمس سنوات بدعوى كونه ««خائنا»«. واكدت السيدة ماء العينين أن الاطفال لازالوا يشكلون في مخيمات تيندوف بالجزائر الضحايا الاساسيين لجهاز القمع ب»البوليساريو» وان المئات من بينهم يرحلون كل سنة الى كوبا تحت ذريعة ««التكوين الايديولوجي»« ولكن هذه العملية تهدف في الحقيقة الى ممارسة نوع من الضغط على آبائهم وأقاربهم لتفادي عدم فرارهم من مخيمات الذل والعار . وفي ختام هذا النقاش أبدت ممثلة للمفوضية العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان التي تغطي أنشطة لجنة حقوق الطفل والتي تأثرت بشكل كبير بالشهادة التي قدمتها ماء العينين بطرح قضية ترحيل الاطفال الى كوبا على أنظار هذه اللجنة . كما عبر العديد من ممثلي ومسوءولي المنظمات غير الحكومية التي تشارك حاليا بجنيف في أشغال اللجنة الفرعية لحقوق الانسان عن تأثرهم بالشهادات والتوضيحات التي قدمها المشاركون في هذا النقاش . وتم توزيع سلسة من الوثائق التي تسلط بشكل مفصل الضوء على اعمال القمع الذي يمارس في مخيمات تيندوف بالجزائر وكذا التلاعبات التي تطال المساعدات الانسانية وترحيل الاطفال الى كوبا على مجموع المشاركين في هذا النقاش. و.م.ع