نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بتعاون مع المجلس البلدي لتيزنيت يوما دراسيا حول المرأة المغربية بين التراث الامازيغي والواقع الاجتماعي، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وذلك بخزانة المختار السوسي يومي 13و 14 مارس .2004 واعتبرت الورقة، التي أعدها مركز الدراسات الأنتروبولوجية والسوسيولوجية التابع للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية مدخلا لليوم الدراسي المذكور، أن مدونة الأسرة "تستند إلى نظرة تكاملية، تمزج بين قراءة اجتهادية لنصوص الشريعة الإسلامية، ومبادئ حقوق الإنسان المتعارف عليها عالميا، والموروث الثقافي والقانوني الأمازيغي". وقد شارك في اليوم الدراسي باحثون وأساتذة مهتمون بالثقافة الأمازيغية، وتناول المشاركون محورين أساسيين هما: المرأة والبعد الثقافي الإبداعي، والمرأة والبعد السوسيو تنموي، حيث تمت الإشارة إلى الصراع المجتمعي حول موضوع المرأة وأبعاده، كما أشارت جل المداخلات إلى أن الأمازيغ كانوا يمنحون المرأة المكانة اللائقة بها، وما يفسر ذلك افتخارهم بالانتساب إلى الأم. وأمام الصراع الدائر حول موضوع المرأة، فإن المجتمع كما تمت الإشارة إلى ذلك في مداخلتين لكل من الأستاذ الحسين أسكان والأستاذ محمد الفرخسي أصبح مترددا بين أمرين إما تقليد الغرب أو ترسيخ ما بدأناه في عهد الموحدين من (اعتماد) النظم الاجتماعية المشرقية الوافدة.. أما الاستاذ الحسين بيزكارن ( مخرج سينيمائي أمازيغي)، فأكد أن مدينة تيزنيت لها الفضل والشرف في تأسيس السينما الأمازيغية من خلال العمل السنيمائي تامغارت أوورغ ( إمرأة من ذهب )، مبرزا أن دور المرأة الأمازيغية، من خلال الفيلم المذكور، لم يبرز جميع الأدوار التي يمكن أن تقوم بها.. ونظمت في المساء مائدة مستديرة حول موضوع تامازالت (الكد والسعاية)، وقد تناول المشاركون فيها الجانب العرفي والقانوني والفقهي، وقال الأستاذ أحمد إدلفقيه، في هذا الباب، إن "السعاية قانون عرفي مجرد يشمل كل من يشقى ويكد، وليس خاصا فحسب بالنساء"، مستنكرا ما يقوله البعض من أن هذا النظام مستمد من الأنظمة الأوربية، في حين أكد أنه مستمد من ثراتنا العرفي والفقهي، خاصة بمنطقة سوس. وأشار رئيس المجلس العلمي لتارودانت الأستاذ الحسن العبادي أن السعاية طبيعة في الحياة والمجتمع المغربي، الذي يعتمد على المذهب المالكي، المتميز ببساطته، إلا أن توجهات البعض حسب قوله تسعى إلى تعقيد الأمور.. وفي سؤال لالتجديد عن ملامح عمل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لإشراك المرأة الأمازيغية في التعريف بالثقافة الأمازيغية، أجاب الاستاذ الحسن وعزي، مدير مركز الدراسات الأنتروبولوجية والسوسيولوجية، أن المعهد يضم باحثين فيهم نساء ورجال، يشاركون معا في العمل للنهوض بالأمازيغية، بالإضافة إلى مركز الدراسات الأنتروبولوجية والسوسيولوجية ومراكز أخرى للمعهد، فإنها تساهم بالتعريف بقضايا الإنسان المغربي، بما فيها بطبيعة الحال المبدع في الثقافة الأمازيغية. المراسل