أكدت بسيمة الحقاوي وزير التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية على عمق التغيرات والتحديات السوسيو اقتصادية والثقافية التي تواجهها الأسرة حاليا والاختلالات التي تتهددها. وأشارت الوزيرة ،خلال افتتاح المؤتمر الدولي حول الوساطة الأسرية ودورها في الاستقرار الأسري بالصخيرات يوم الإثنين 7 دجنبر 2015، إلى تطور نسبة الأسر النووية مقارنة مع الأسر الممتدة، وتحول مفهوم السلطة داخل الأسرة بحكم إدراج مفهوم المسؤولية المشتركة في رعاية الأسرة، وبفعل التحولات الاقتصادية والاجتماعية، ونسبة مساهمات المرأة في الشأن الاقتصادي للأسر.. وغيرها، إضافة إلى تراجع دور الجماعة أو قاضي الجماعة حل النزاعات الأسرية خاصة بالوسط القروي، وأيضا تراجع دور الأسرة الموسعة بتدخل "كبارها" سنا ومقاما في الحؤول دون تفكك الأسر المنتمية إليها. وشددت الحقاوي على أن هذه التحديات تسائل كل الفاعلين الحكوميين والجمعويين والأكاديميين، بحيث أصبح من الصعب التمكين من الحقوق الفردية دون تمكين الأسرة للقيام بأدوارها في ترسيخ هذه الحقوق والمساهمة في بناء الفرد والمجتمع. وأبرزت الوزيرة أن هذا المؤتمر، الذي يجمع ثلة من الخبراء، هو فرصة لفتح نقاش صريح وعميق حول المقاربات والمناهج الكفيلة بجعل الوساطة الأسرية آلية للمحافظة على حقوق الأفراد أولا، وخصوصا الأطفال، داعية إلى تعميق النقاش حول المفاهيم المؤطرة للوساطة الأسرية انسجاما مع السياقات الوطنية المختلفة، والاطلاع على آليات ومنهجية مأسسة الوساطة الأسرية في التجارب الدولية، وكذا الممارسات الفضلى فيها والدروس المستخلصة منها، إضافة إلى تحديد مقومات نجاح الوساطة الأسرية سواء في بعدها الاستباقي الوقائي أو في شقها القضائي لتدبير النزاع والمحافظة على المصلحة الفضلى للطفل، وتحديد أدوار الشركاء والشراكات الممكنة والمفروضة لإنجاح مأسسة الوساطة في كل بلد.