يحل مساعد كاتب الدولة الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وليام بورنز في بحر الأسبوع الجاري بالمغرب في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين المغاربة حول ما يسمى ب منتدى المستقبل الذي سيحتضنه المغرب في دجنبر المقبل، والذي يتوقع أن يحضره قادة سياسيون ومدنيون ورجال أعمال من 25 دولة تمثل البلدان الثمانية الصناعية (اليابان، وألمانيا والولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا وإيطاليا وكندا)، وبلدان شمال إفريقيا، وما تسميه الولاياتالمتحدة بالشرق الأوسط الموسع الذي يضم أيضا أفغانستان. ويراد من وراء المنتدى إيجاد أرضية لتحقيق ما تسميه الولاياتالمتحدة مبادرة الإصلاح لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تبنتها مجموعة الثمانية في وقت سابق من السنة الجارية، وهي المبادرة التي لاقت اعتراضات ورفض من قبل قوى وطنية مدنية وسياسية عديدة، منها حزب العدالة والتنمية الذي قال أمينه العام سعد الدين العثماني إن المنتدى امتداد لمشروع الشرق الأوسط الكبير تريد الولاياتالمتحدة فرض تطبيقه على الدول العربية والإسلامية في المنطقة بعيدا عن تطلعات شعوبها، وأصدر الحزب نفسه بلاغا يرفض فيه إجراء المنتدى بالمغرب لأنه مخطط أمريكي يرمي إلى إدماج الكيان الصهيوني في نسيج الشعوب العربية والإسلامية. كما سبق للمجموعة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن عبرتا عن رفضهما تنظيم المنتدى على أرض المغرب، إذ اعتبرت المجموعة في ندوة صحفية عقدتها في نهاية الشهر الفارط أن عقده يشكل إهانة للمغاربة، ودعما مجانيا لغزاة العراق ومجرمي الحرب والمجرمين ضد الإنسانية. ويشار إلى أن الإعلان عن عقد منتدى المستقبل بالمغرب تم في ندوة صحفية عقدها كل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون محمد بنعيسى، ونظيره الأمريكي كولن باول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأبرز فيها بنعيسى أن المغرب يولي أهمية كبرى لهذا الإطار الجديد للشراكة (يقصد المنتدى)، على أمل أن يعطى الاجتماع الأول لهذا المنتدى دفعة جديدة نحو تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط برمتها على حد قوله. وقبل الحلول بالمغرب، حل بورنز أمس (الثلاثاء) بالقاهرة والتقى المسؤولين المصريين بهدف الإعداد لمؤتمر دولي حول العراق يرجح أن يعقد في نونبر المقبل، وبعد أن ينهي زيارته للمغرب سيتوجه المسؤول الأمريكي إلى بروكسيل للتباحث مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي والحلف الاطلسي. محمد بنكاسم