حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يوم الثلاثاء 29 شتنبر 2015، على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية في جنوب السودان، وتنفيذ أحكام العدالة والمساءلة المنصوص عليها في اتفاق السلام الذي تم توقيعه الشهر الماضي بين طرفي النزاع.وجاءت الدعوة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة جمعت الأمين العام للأمم المتحدة بكل من رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه المقال رياك مشار الموجوديْن في العاصمة جوبا. وقال الأمين العام الذي تحدث من نيويورك إن الصراع في جنوب السودان شهد ارتكاب الكثير من الجرائم المروعة ضد المدنيين وتمزيق النسيج الاجتماعي للدولة.ودعا الطرفين للوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية والوفاء بالتزاماتهما الرسمية وتنفيذ بنود اتفاق السلام دون تأخير، والإعلان طوعا عن وقف استيراد الأسلحة. ورغم أنه أبدى تحفظات عن اتفاق السلام، أكد سلفاكير عزمه على "إنهاء هذه الحرب المجنونة والتأكد مع رفاقي في المعارضة المسلحة من إرساء دولة ديمقراطية موحدة ومتجانسة".بدوره، التزم مشار شخصيا باحترام اتفاق السلام، لكنه نبه إلى أن هذا الاتفاق لم يلب "الحد الأدنى من مطالبه" ومن الصعوبة بمكان تطبيقه. ووقعت الحكومة والمعارضة في جنوب السودان على اتفاق سلام الشهر الماضي ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع الأطراف الرئيسية في الصراع، وهي: الحكومة وقوات التمرد بقيادة مشار ومجموعة المعتقلين السياسيين السابقين وأحزاب المعارضة السلمية.ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لرياك مشار الذي اتهمه سلفاكير بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه مشار.وأجبرت المعارك والمجازر نحو 2.2 مليون شخص على النزوح من مدنهم وقراهم، وأغرقت البلاد في كارثة إنسانية.