توفي صباح يوم السبت 26 شتنبر 2015 المفكر الإسلامي جمال برزنجي نائب مدير المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن بأحد مستشفيات ولاية فرجينيا الأمريكية, د. وقد نشط الدكتور برزنجي- وهو عراقي الأصل – في مجال العمل الإسلامي منذ سبعينيات القرن الماضي حين كان طالبًا في الولاياتالمتحدة, وأحد المسئولين عن اتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا, وله عدة إسهامات فكرية خاصة في مجال الوقف الإسلامي .. ونعى الدكتور الريسوني جمال برزنجي في رسالة موجهة إلى قيادة المعهد العالمي للفكر الإسلامي، هذا نصها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فلقد فجعتُ أيما فاجعة بخبر وفاة المفكر الإسلامي والمجاهد الميداني الأستاذ الدكتور جمال برزنجي، الذي عرفناه جميعا بسديد نظره وعميق فكره ونبيل خلقه، وبجهاده الدؤوب منذ عشرات السنين، في خدمة الإسلام والأمة الإسلامية، وفي خدمة العلم والفكر والثقافة، وفي خدمة الطلبة والباحثين. وهو أحد الأعمدة التي قام عليها المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وقامت عليها تجربته الرائدة في تجديد الفكر الإسلامي وإثرائه وتفعيله في الواقع المعاصر. عزاؤنا واحد في فقيدنا الكبير، رحمه الله وأكرم نزله ورفع مقامه. عزاؤنا جميعا لمعهدنا العالمي للفكر الإسلامي، ولذوي الفقيد ومحبيه، وللأمة الإسلامية، وإنا لله وإنا إليه راجعون. نبذة عن سيرة المفكر جمال برزنجي ولد الدكتور جمال برزنجي في العراق عام 1939، وأرسل في منحة دراسية إلى بريطانيا فحصل على بكالوريوس الهندسة الكيميائية وتكنولوجيا الطاقة من جامعية شيفيلد عام 1962، وعاد إلى العراق ليعمل في وزارة الطاقة. ثم سافر إلى الولاياتالمتحدة لمواصلة الدراسات الجامعية العليا، فحصل على شهادة الماجسيتر والدكتوراه في الهندسة الكيميائية مع تخصص فرعي في الإدارة من جامعة لويزيانا الحكومية، في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1974. شارك في التأسيس والإدارة وتقديم الاستشارات لكثير من المؤسسات الإسلامية: الدعوية، والخيرية، والاستثمارية، والمهنية... في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية، منها جمعية الطلبة المسلمين في بريطانيا، والاتحاد الإسلامي العالمي للجمعيات الطلابية (إفسو)، واتحاد الطلبة المسلمين، وجمعية علماء الاجتماعيات المسلمين، وجمعية العلماء والمهندسين المسلمين، ومؤسسة الوقف الإسلامي، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومؤسسة سار، ومؤسسة مار- جاك، وأمانة، وغيرها كثير. ويُعَدُّ الدكتور جمال برزنجي أحد أعمدة بناء الحضور الإسلامي في الغرب، دون أن يتوانى في متابعة شؤون الأمة وقضاياها في العالم الإسلامي. عرفتْ فضلَه وكرّمته كثير من المؤسسات العربية والإسلامية والأمريكية. فقد كرمه الاتحاد الإسلامي لأمريكا الشمالية ب"جائزة خدمة المجتمع" تقديراً لخدماته للإسلام والمسلمين في الغرب على مدى خمسين سنة. وقدمت له الجالية العربية في ولاية فرجينيا بحضور حاكم الولاية جائزة "الإنجاز مدى الحياة". وكرمه المركز الإسلامي في منطقة دالاس في فرجينا الشمالية بجائزة "خدمات متميزة مدى الحياة" لما قام به من خدمات إنشاء ورعاية المركز وخدمة الإسلام في المنطقة. ومنحه المركز العالمي للأديان والدبلوماسية، جائزة: "الإيمان في العمل" لجهوده في تعزيز مكانة الفكر الإسلامي في أنحاء العالم للتعامل مع تحديات الحداثة. كما منحته لجنة العلاقات الأمريكية الإسلامية "جائزة الإنجاز مدى الحياة" بوصفه أحد الرواد المسلمين في أمريكا في مجال ‘التفاني في خدمة المجتمع". امتلك الدكتور جمال برزنجي خبرة نامية في مجال التطوير والقيادة لكثير من المنظمات والمؤسسات في مجالات الأعمال، والتعليم، والمراكز البحثية، والنشاط السياسي، والخيري. فقد قاد عدداً من هذه المؤسسات إلى النجاح والنمو والاستقرار التنظيمي والمالي. تميز بمجموعة من الخصائص الشخصية والقدرات الفكرية والعملية التي قلما تجتمع في شخص واحد، منها التفكير المستقبلي والاستراتيجي، وحسن الإدارة، وممارسته بناء المؤسسات وإدارتها حتى تنجح، ثم تسليمها لغيره والانتقال إلى غيرها، إضافة إلى العمل ضمن فريق حتى وفاته. عُرف بالجرأة والمبادأة والاجتهاد في فهم المسائل والمواقف وتحليلها، واستشراف مآلاتها. يحبه كل من يعرفه، فهو في غاية التواضع، ويسعى في خدمة صاحب الحاجة، وكأنها حاجته. مرّت به كثير من الظروف الصعبة لكنها لم تفقده صبره وتجلده وتفاؤله، فلا عرف الشكوى إلى لسانه سبيلاً.