بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم الأستاذ محمد عابد الجابري الذي وافته المنية، أول أمس الاثنين بالدار البيضاء. وجاء في برقية جلالة الملك «تلقينا بعميق الأسى وصادق التأثر، نعي المشمول بعفو الله ورضاه، الأستاذ الجليل محمد عابد الجابري، تغمده الله بواسع رحمته، وتلقاه في عداد الصالحين من عباده، المنعم عليهم بالرضى والغفران، والمقام الأبدي بواسع الجنان، وعوضكم عن الرزء الفادح لفقدانه الأليم، جميل الصبر وحسن العزاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون». وأعرب جلالة الملك، بهذه المناسبة المحزنة، لأفراد عائلة الفقيد الموقرة، زوجة فاضلة وأبناء بررة، ولأسرته السياسية في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولكافة محبيه وأصدقائه من أهل الثقافة والفكر والإبداع، عن أحر تعازي جلالته وصادق مواساته، «في رحيل أحد كبار المفكرين المغاربة، الذين كانوا نموذجا عاليا في العصامية والجدية والاستقامة، والعطاء الفكري المتنور، المتميز بترسيخ منهج العقلانية، وقيم الوطنية والمواطنة الحقة، متحليا في كل عطاءاته وعلى مدى حياته، بمناقب المفكرين الأجلاء، في العمل والاجتهاد، ونكران الذات، وخصال المناضلين المخلصين، في الالتزام السياسي الصادق، بوحدة وتقدم وطنه، وخدمة قضاياه العادلة، بتفان وإخلاص». وأكد جلالة الملك أن الفقيد العزيز سيظل، خالدا في سجل الفكر المغربي والعربي، بما أنجز من أعمال فكرية قيمة، ومؤلفات رائدة رصينة، عن الثقافة المغربية والفكر العربي والإسلامي، امتد صيتها إلى كافة ربوعه، لما تميز به من إعمال للمفاهيم والمناهج العصرية، في تحليل وتقويم تراثه المعرفي والحضاري المشرق، ولما كان له من دور بارز بالجامعة المغربية، كأحد أساتذتها الرواد، والباحثين المرموقين، والمنظرين الأكفاء، ورجال الفكر التربوي والإعلامي، على امتداد أزيد من نصف قرن. وتضرع جلالة الملك إلى الله تعالى أن يجزي الفقيد خير الجزاء، عن جهوده العلمية والفكرية والتربوية، التي تركت أثرها العميق في أجيال متعاقبة، إلى أن لبى داعي ربه، راضيا مرضيا. و.م.ع