أوضحت مصادر إعلامية أخيرا، أن تقريرا أعده المفتش العام في وزارة الخارجية الأمريكية أكد فشل المحطة الإذاعية راديو سوا التي تبث بالعربية، وهي الإذاعة التي تم إنشاؤها للترويج للسياسة الأمريكية داخل البلدان العربية. وأوضح التقرير أن سوا ظلت مشغولة بكسب المستمعين إليها من خلال الموسيقى التي تبثها على الرغم من الميزانية السنوية المخصصة لها والبالغة 22 مليون دولار، وهذا حسب المصادر ذاتها أن هذه الإذاعة قد فشلت في قياس تأثيرها على أذهان المتابعين لها بشكل دقيق. وأثار التقرير الشكوك حول مدى صلابة بعض البحوث التي قدمت إلى الكونغرس من قبل مجلس إدارة المحطة والذي يظهر مدى نجاح راديو سوا. وأضاف أن محطة راديو سوا لم تبلغ مستوى قناة الجزيرة القطرية من حيث النوعية، والآباء يفضلون ألا يستمع أبناؤهم إلى هذه المحطة لأنها تبث بلغة عربية فقيرة من حيث القواعد، وهذا ما جعل المسؤولين الأمريكيين يعتبرون أن محطة راديو سوا فشلت في تمثيل أمريكا لجمهورها. ويستند التقرير إلى مقابلات مكثفة جرت في واشنطن والشرق الأوسط مع مسؤولين أمريكيين وخبراء دبلوماسيين في الشؤون العامة، وكان من المتوقع أن يتم نشره في غشت الماضي لكن النشر ظل يتأجل مرارا. وذكر التقرير أن المسؤولين في مجلس إدارة المحطة يتدخلون غالبا في المقابلات، وقد يقومون بترهيب الموظفين وجعلهم أقل انفتاحا. وتشير الأنباء إلى أن هناك من يتخوف من خضوع مكتب المفتش العام في وزارة الخارجية للضغط، فيقوم بتخفيف النتائج التي جاءت ضمن مسودة التقرير. وأكد كاميرون هيوم، الذي أصبح المفتش العام المكلف بعد الانتهاء من كتابة التقرير، أن هناك مراجعة تجري حاليا عليه. واعترف بأن مجلس إدارة محطة راديو سوا اشتكى من التقرير، لكنه أشار إلى أنه معني بمخاوفه الخاصة، إذ قال إن التقرير استند إلى وجهة نظر خاطئة تتعلق بالتشريع الخاص براديو سوا. لكنه تجنب تقديم أي تعليقات توضيحية أخرى. وحسب المصادر التي أوردت الخبر، فقد احتج مجلس إدارة المحطة من جهته بحدة على التقرير السابق ذكره، مشككا في طريقة بحثه واستنتاجاته في ملف دفاعي متكون من 49 صفحة. وقال كينيث توملينسون، رئيس مجلس إدارة المحطة، في هذا السياق إن هناك خلافا كبيرا حول التقرير، زاعما أن سوا هي واحدة من النجاحات الكبرى في الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالبث للخارج. وللإشارة فقد حلت سوا محل صوت أمريكا التي كانت تبث أيضا بالعربية، وقال توملينسون إن العاملين في محطة صوت أمريكا مهووسون بالسعي لإسقاط راديو سوا. أما نورمان باتيز، عضو مجلس إدارة سوا الذي يعد المحرك الأساسي وراء هذه المحطة فقال إن هناك الكثير من الأحكام غير الدقيقة وفيها قدر كبير من سوء الفهم والمعلومات المضللة ضمن مسودة التقرير وكل هذه بحاجة إلى تصحيح. وقال إن التقرير فشل في الالتزام بالمعايير الحكومية الخاصة بعملية التدقيق. وجاء في التقرير أن برامج الأخبار والمعلومات لا تحتل سوى 25% من كل وقت بث سوا، بينما تمتع برامج الفن الغنائية على نصيب الأسد. ومعلوم أن سوا أنشئت لتحسين صورة الولاياتالمتحدة في العالم العربي، وتروج في سبيل تحقيق ذلك، للمفاهيم والقيم الأمريكية، وهي المفاهيم والقيم التي بدت حقيقتها مع العدوان على العراق، والعدوان على فلسطين. وإدارة سوا تلزم صحافييها بالحديث عن العمليات الانتحارية بدل العمليات الاستشهادية، وعن الإرهابين بدل المقاومين.