ذكرت مجلة جون أفريك في نسختها الإلكترونية الأسبوع الماضي أن إذاعة راديو سوا هي الإذاعة الأكبر جمهورا في مدينة الرباط والدار البيضاء. وقالت المجلة نقلا عن دراسة أعدها المعهد العالمي لتسجيل وسائل الإعلام أس نيلسون إن 73 في المائة من المستجوبين الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة يستمعون لإذاعة سوا الأمريكية كل أسبوع أكثر من أي إذاعة أخرى. وأضافت الدراسة، التي امتدت طيلة شهري فبراير ومارس الماضيين أن القاعدة المستمعة للقناة تشمل المراهقين بشكل خاص. وحسب المجلة ذاتها فقد أعلن نورمان باتيز رئيس لجنة منطقة الشرق الأوسط داخل مجلس إدارة الاتصال البي بي جي الأمريكية، التي تشرف على الإذاعة المذكورة، أن طموحاته كانت كبيرة لدى بدء المشروع في المغرب، لكن هذه الطموحات لم تتحقق. لكنه استدرك قائلا إنه رغم كل ذلك سعيد لأن يرى نسبة شعبية الإذاعة الأمريكية ترتفع بشكل سريع. وذكرت المجلة أن هذه النسبة المرتفعة سجلت أيضا في البلدان العربية الأخرى التي توجد بها القناة، ومن ضمنها كل من الكويت والأردن ومصر وقطر والإمارات العربية المتحدة، وذلك انطلاقا من دراسة أجراها المعهد نفسه خلال شهري غشت وشتنبر من العام الماضي. ومن خلال هذه المعطيات، يمكن طرح ثلاث ملاحظات رئيسة: 1 نعلم أن الإذاعة تبث في مجال محدود جدا (الرباط والدار البيضاء)، وهذا ما يجعل مقولة أن الإذاعة هي الأكثر انتشارا في المغرب منافيا للحقيقة، لأنها غير منتشرة على الصعيد الوطني. 2 الفئة العمرية التي طالها الاستطلاع داخل هذا المجال المحدود يقل عمرها عن 15 عاما، وهو ما يثير الاستغراب حول استهداف هذه الفئة بالذات... وأغلب هؤلاء يهوون الاستماع فقط لتلك الأغاني التي تذيعها سوا. 3 العقلية المكونة لمختلف الفئات العمرية لا يمكنها أن تقبل أن تسمى المقاومة العراقية إرهابا وتخريبا، وأن توصف العمليات الاستشهادية بالعمليات الانتحارية والإرهابية، وأن تمجد السياسة الأمريكية المهيمنة الظالمة. وعلى هذا الأساس فحتى نسبة الاستماع المعلنة، لا تؤكد أن هدف تحسين صورة الولاياتالمتحدة قد تحقق، ولعل المظاهرات الصاخبة التي تخرج منددة بالسياسة الأمريكية في المنطقة الإسلامية تؤكد ذلك... وفي هذه المظاهرات يكون الشباب أول المشاركين. ومعلوم أن سوا كانت أول إذاعة أجنبية يرخص لها بالبث عبر التراب المغربي، وهو ما أثار عدة تساؤلات في تلك الفترة، حول تخصيص هذه الإذاعة الأمريكية بهذه الأفضلية.