قال محمد البراهمي، مسؤول قسم الشباب بحركة التوحيد والإصلاح، إن وسائل الإعلام وتقنيات التواصل الجديدة تمثل أداة من أدوات التربية والتكوين وتساهم في بناء وتشكيل القيم، مؤكدا أن هذه الوسائل أصبحت تلعب دورا في تغيير السلطة والسياسات في المجتمعات. وأضاف البراهمي في محاضرة حول "دور الإعلام في منظومة القيم"، أطرها في فضاء التخييم "هرهورة" بتمارة يوم السبت 22 غشت 2015، أن الإحصائيات تشير إلى أن 99 بالمائة من مستعملي الأنترنت، يقضون ساعات طويلة في وسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في الدردشة والتسلية، وأن 1 بالمائة فقط يبحثون عن المعارف والمعلومات المفيدة. وأوضح البراهمي أمام 250 شابا من أبناء حركة التوحيد والإصلاح بمنطقة مكناس، وأعضاء جمعية الرسالة للتربية والتخييم، أن وسائل الإعلام الجديد تؤثر سلبا على منظومة القيم لدى الشباب والمجتمع، حيث أكد أن تجلياتها تتمثل أساسا في نشر قيمة الكسل والاستهلاك في صفوف الشباب، الأمر الذي رأى فيه آثارا سلبية على المستوى التعليمي، الذي يزداد تراجعا كلما تطورت وسائل الإعلام الجديدة حسب البراهمي. كما أشار الباحث في قضايا الأسرة وتحولات القيم، إلى أن هذه الوسائل والتقنيات ساهمت في التأثير على الشباب ونشر التطرف والتشدد، حيث أوضح أن 1500 من الشباب المغاربة الملتحقين بمناطق التوتر والقتال في صفوف متطرفي تنظيم "داعش"، نسبة هامة منهم تأثرت بوسائل الإعلام الجديدة التي استغلت شبكات "جهلهم واستدرجتهم لتوظفهم في معارك وقضايا خاطئة لا علاقة لهم بها". وحذر البراهمي، الشباب الحاضرين من الدخول إلى المواقع الجهادية التي توظفها شبكات الإرهاب والتطرف لاستقطاب الشباب، كما دعاهم في الآن ذاته إلى استغلال الإمكانات الكبيرة التي تتيحها هذه الوسائل في تلقي العلم والمعرفة، كما نبه المتحدث إلى الآثار السلبية لهذه الوسائل على اللحمة الاجتماعية للأسر، من خلال تكريس العزلة الاجتماعية والانطواء على الذات في اللحظات "القليلة" التي أصبحت تجتمع فيها الأسر. وطالب البراهمي الشباب باستثمار هذه الوسائل في نشر الصلاح والقيم والأخلاق النبيلة، كما حثهم على الاستفادة منها في طلب العلم وتحصيل المعرفة، داعيا في الآن ذاته إلى التجديد والإبداع في التعاطي معها، ومحذرا من التقليد الذي اعتبره من التحديات التي تواجه الشباب الرسالي في هذا المجال.