تماشيا مع اعتماد حركة التوحيد والإصلاح للمخطّط الاستراتيجي والذي برز من خلاله مجالُ «التّربية والتّكوين» بوصفه أحد مجالات العمل الاستراتيجي الأساسية. أولت الحركة عناية خاصة بهذا المجال بما تقتضيه هذه الأهمّية؛ حيث عقدت «ورشة» تضمّ عددا من المتخصّصين لتشخيص واقع التّربية والتّكوين، ولتحديد معالم التّوجّهات الكبرى التي يجب أن تحكم مراحل إعداد هذه المنظومة. فانطلق العمل من تشخيص متفحّص للواقع التّربوي للحركة لأجل تحديد الحاجيات الواقعية (معرفية كانت أو قيمية أو مهارية) والتي من شأنها أن تُخرّج الأعضاء ذوي المواصفات الكفيلة بالاستيعاب العميق ل «رؤية الحركة» ، والنّهوض الرّسالي بأعمالها على الوجه المطلوب في ضوء الظّروف والملابسات المحيطة بها (الفرص والتّحدّيات وعناصر القوّة ونقط الضّعف) والمتغيّرات من حولها. فاعتمدت منطلقات: أهمية التجديد في المنظومة التربوية التكوينية، واستحضار رؤية الحركة في إقامة الدين وإصلاح المجتمع، وما يحدث من متغيرات وطنية ودولية بخصوص استهداف منظومة القيم لمجتمعنا وما يستوجبه ذلك من تقوية الممانعة الإيجابية في المستفيدين من هذه المنظومة، والاستفادة من الدراسات الحديثة في التربية وبناء المناهج، ثم استثمار نتائج التشخيص الأولي لوضعية التربية والتكوين بالحركة، كل ذلك من أجل إعداد منظومة تربوية تكوينية متجددة مواكبة لتطورات حاجيات الحركة، وإلى وضع رؤية واضحة وشاملة للتكوين وتخريج الأطر من مرجعيات محدّدة. تتمثل في ميثاق الحركة ورسالتها ورؤيتها والتوجه الاستراتيجي لها فضلا عن الرؤية التربوية. وحدد لهذه المنظومة مقاصد محددة تتمثل في:- الارتقاء بأداء الفرد إلى مستوى أرقى من حسن الالتزام بالدين أحكاما وقيما، والالتزام بالدعوة إليه بحكمة وتبصر، ووسطية واعتدال... - الإسهام في تخريج الأطر الرّسالية، القوية والأمينة، المتوفّرة على خبرات علمية ومهارات عملية والمتشبّعة بمنظومة قِيم راقية؛ تؤهّلها للإسهام في بناء تنمية شاملة وتشييد حضارة راشدة. كما حددت مواصفات الخريج كالآتي: أ-على مستوى المعارف: يتعيّن على منظومة التّربية والتّكوين لحركة التّوحيد والإصلاح عبر مراحلها المختلفة أن تساهم في بناء الموسوعة المعرفية التي يتوفّر عليها الفرد عند التّخرّج؛ والتي تتكوّن من: المعرفة الإسلامية الصحيحة المستندة إلى المصادر الأصلية للتشريع (القرآن والسنة والإجماع) ومقاصد الشريعة الإسلامية وقيمها. المعرفة الإسلامية في توازنها وشموليتها لقضايا الكون والحياة والمصير. المعرفة الإسلامية المرتبطة بواقع الحياة والممارسة اليومية. المعرفة الإسلامية المتفاعلة مع المعارف الأخرى. الإطّلاع على مناهج مفكّري الإسلام في بناء المعرفة الإسلامية وتجديدها. الانفتاح على رصيد الحكمة الإنسانية ومختلف العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية وتطبيقاتها في مختلف مجالات الحياة. ب-على مستوى القيم: يتعيّن على منظومة التّربية والتّكوين لحركة التّوحيد والإصلاح أن تغرس في الفرد الذي يستفيد منها ويلتزم بها عددا من القيم الإنسانية النّبيلة؛ التي يمكن تلخيصها في ما يلي: قيم المراقبة الذاتية والتقوى والإحسان. قيم الوسطية والاعتدال. قيم التّشاور والحوار والتواصل. قيم العدل والحرية والدفاع عن الناس. قيم احترام الحقوق والواجبات وأداء الأمانات. قيم المبادرة والطموح والفاعلية والمسارعة إلى فعل الخير قيم التسامح والتعارف وحب الخير للعالمين. قيم التّدافع السّلمي والمشاركة الإيجابية والتّعاون على الخير مع الغير. قيم الاعتزاز بالهُوية وبالانتماء.... قيم الجمال والإبداع.... ت-على مستوى المهارات يتعيّن على منظومة التّربية والتّكوين لحركة التّوحيد والإصلاح أن تعمل على إتاحة الفرصة للأفراد الذين يستفيدون منها ويلتزمون بها للتّدرّب على مجموعة من المهارات في أفق اكتساب القدرات الضّرورية التي تؤهّلهم لتبليغ رسالتها على أحسن وجه. ومن ذلك اكتساب القدرة على: الاستيعاب والتحليل والتعليل والتّقويم والنقد الإيجابي. التمييز والتصنيف وترتيب الأولويات التواصل والحوار والتّأثير وتدبير الاختلاف حلّ المشكلات وبناء الاختيار واتخاذ القرار التّخطيط والبرمجة والعمل الجماعي.. التّحمّل والتّكيّف مع المواقف المختلفة. تحويل واستثمار المعرفة في الوضعيات المختلفة استخدام تكنولوجيا الإعلام والتواصل في نشر المعرفة والقيم الإسلامية. ثم حددت في الإطار المرجعي والمنهجي للمنظومة فضاءات ووسائل وطرق التّربية والتّكوين والتّقويم. وتم تسطير هندسة التربية والتكوين من خلال تحديد ثلاث مراحل:تمهيدية تستغرق سنة واحدة، وأساسية تستغرق سنتين، وتأهيلية تستغرق سنة واحدة وبعدها تكون حالة التعهد المفتوحة من حيث مدتها وبرامجها. ثم حدد عدد الساعات لكل مرحلة والوحدات المناسبة في محاور:المعرفة والقيم والمهارات. ومدخلات كل مرحلة ومخرجاتها ثم تسطير المنهاج وبرنامج الدروس.