بدأ محمد بنعيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون أول أمس الإثنين جولة في أمريكا الجنوبية، يزور خلالها كل من البرازيل والشيلي والأرجنتين. وكشف الموقع الإلكتروني لجون أفريك أمس الثلاثاء أن زيارة الوزير التي ستستمر حتى يوم الجمعة المقبل تأتي في سياق تعميق النقاش حول إمكانية إطلاق المفاوضات بشأن مشروع اتفاق التبادل الحر بين المغرب ودول أمريكا الجنوبية.ونقل الموقع نفسه عن مصادر دبلوماسية برازيلية قولها إن المحادثات بين الأطراف المعنية ستتركز بالخصوص حول إمكانية التوقيع على اتفاق بشأن الأفضلية الجمركية، مشيرا إلى أن الدبلوماسيين البرازيليين يرون في الاتفاق مصلحة متبادلة بين الجانبين. وزارة الخارجية المغربية من جهتها، أعلنت أن هذه الجولة ستشكل فرصة لإعطاء دفعة جديدة للمشاورات السياسية التي تجريها المملكة مع دول أمريكا الجنوبية المذكورة آنفا، فضلا عن تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين المغرب وهذه الدول. وتأتي تحركات محمد بنعيسى أياما قليلة بعد توقيع المغرب لاتفاق بشأن التبادل الحر مع تركيا، وأسابيع قبل التوقيع النهائي على اتفاق للتبادل الحر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتروم تحركات يسعى المغرب من خلالها إلى تنويع شركائه التجاريين، بدل الاقتصار على الوجهة الأوروبية كما هو الوضع الآن. ويرى بعض المحللين الاقتصاديين، ضرورة أن ينظر المغرب بعين أخرى إلى دول المشرق، خاصة الصين وأندونيسيا واليابان وكوريا وماليزيا، باعتبارها أسواق حقيقية في المستقبل، وذلك في إطار سياسة تنويع الشركاء التجاريين، بالنظر إلى أنها ستمثل 25 بالمائة من ساكنة العالم في أفق ,2020 علاوة على أنها تحمل معتقدات إنسانية قريبة من المعتقدات الإسلامية التي تميز المملكة المغربية، معتبرين أن مستقبل المغرب في بلدان المشرق وليس في أوروبا، ولا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. محمد أفزاز