استغرب مثقفون وفنانون وحقوقيون ما جاء على لسان نبيل بن عبد الله، وزير الاتصال، بشأن الوقفة الاحتجاجية التي سعت إلى تنظيمها بعض الجمعيات المنضوية تحت لواء الائتلاف المغربي من أجل التعددية الثقافية يوم الأربعاء الماضي أمام البرلمان، وأكدوا صوابية وواقعية مطالبهم المتمثلة في الكشف عن واقع وآفاق ملف اتفاق التبادل الحر بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، في ما يتعلق أساسا بالثقافة والأدوية المغربيتين، خاصة وأنه ينتظر أن يوقع الطرفان على هذا الاتفاق في غضون الثلاثة شهور المقبلة. وقال الفنان حسن النفالي، عن الائتلاف المغربي من أجل التعددية الثقافية، ل التجديد إن تصريح وزير الاتصال مناف للحقيقة والصواب، ومخالف لتوجه الرأي العام، وأعلن بأن الائتلاف سيتقدم بشكوى لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط حول الضرر الذي لحقه يوم الأربعاء الماضي، معتبرا أن الوقفات السلمية لا تحتاج إلى ترخيص من الجهات المسؤولة بقدر ما يقتصر الأمر على إخبارها فقط. وكان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة قد شدد، في سياق حديثه عن الوقفة الاحتجاجية على طابع السرية الذي يطبع سير الاتفاقية بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية حول التبادل الحر، بيد أنه أضاف قائلا هناك ترويج لقضايا مغلوطة بخصوص هذه الاتفاقية. وقال جوابا على سؤال حول الوقفة نفسها ليس هناك ما يستدعي القلق أو التهويل من آثار اتفاقية التبادل الحر على بلادنا. وكان الائتلاف المغربي من أجل التعددية الثقافية قد التقى في وقت سابق كلا من محمد الأشعري وزير الثقافة، ونبيل بن عبد الله وزيرالاتصال، وشرح لهما الحيثيات والأهداف التي من شأنها تأسيس الائتلاف، وأعربا عن رغبتهما في التعاون معه بعد أن أشادا معا بالمبادرة. غير أن تصريح وزير الاتصال بقدر ما يرمي إلى نوع من طمأنة المغاربة على مستقبل ثقافتهم وهويتهم، قد يصدقه مستقبل الأيام المقبلة أو يكذبه، فإنه مع ذلك يوحي بأن المثقفين المغاربة ومن يدعمهم في مبادرتهم، التي تشبه نموذج الاستثناء الثقافي الفرنسي في التعامل مع الولاياتالمتحدة، غير مدركين حسب مغزى التصريح للآثار السلبية المحتملة على قطاع الثقافة والأدوية بالمغرب. وسيكون لتصريح وزير الاتصال اعتبار أكبر إذا ما توج بإعلانه عن ندوة صحافية يكشف فيها عن مضامين مشروع الاتفاق، وعن الجوانب الأساسية فيه. عبد الرحمان الخالدي