9 المصالحة مع الأنظمة (ديمقراطية التمكين).[[1] ] لا يختلف اثنان في أن العلاقة التي جمعت الحركات الإسلامية بأنظمتها كانت متوترة ومتأزمة طيلة عقود، طالت فيها المعاناة والمواجهات كل الأصعدة، وكانت النتائج مأسوية للجميع، فالحركات نالها البأس والبأساء وتعطل مشروعها أو تهمش، أو استبعد، والأنظمة لم يهنأ لها بال، وأضاعت الوقت والمال في تجفيف منابع هذا الخصم العنيد، وقاست الجماهير وترنح ولاءها بين هذا وذاك وهي ترى أن تنمية مجتمعاتها قد فشلت وأن أحلام الرفاه والسؤدد قد اندثرت. هذه الدورة من المواجهات التي ميزت هذه العلاقة، ساهم فيها الطرفان بنسب متفاوتة، فمن رفض الآخر وعداءه واستئصاله خوفا على الكرسي واستئثارا به لفرده أو لعائلته، من ناحية، إلى محاولة الاكتساح الكلي و"تقطيب" الصراع، والهزيمة بالضربة القاضية بالنسبة للطرف الآخر، فكانت دورة دماء ومآسي وآلام وغلو وعدم تفهم وإقصاء. ورغم أن الأدوار تختلف، والنسب تتباين فإن الجميع ساهم بوعي أو بغير وعي في هذه الحالة المميتة للجميع. لا سبيل للخروج من هذا النفق المظلم إلا بمصالحة تتجاوز الحسابات الضيقة واللحظية، والسقوف التعجيزية والمعالجات الأمنية، والاستعراضات المزيفة والمغشوشة، والقطبية الهالكة والإقصاءات الحالقة، وآحادية التمثيل وواحدية الرؤى والتصورات. ورغم أننا نعتبر المصالحة تنزل منزل المباح الذي لا يتطلب تأصيلا ولا اجتهادا، غير أنه رفعا لكل التباس وغلو وعدم تواضع، فإنا ارتأينا ملامسة مناطق الارتكاز الشرعي لهذا المسعى الإنساني بكل جرأة دون الإبحار في ذلك، لقلة الزاد وزهد البضاعة. فزيادة على تركيز القرآن على مبدئية السلم والعفو وكظم الغيظ، والرفق والحلم والتوسّع، وقبول العذر والاعتذار، والتجاوز والكرم، فإن السنة النبوية حفلت بعديد المواقف الصلبة في هذا المجال، من أحداث صغيرة ومتموضعة، إلى تظاهرات كبيرة حملت تحولات ضخمة للمشروع وأفراده وإطاره الذي يتنزل فيه. فبدأها الرسول الكريم (ص) في الطائف وقد نال منه صغار القوم وحثالتهم، فكسروا أسنانه الشريفة وأدموا وجهه وقدميه، وما كان قوله تجاههم رغم العنت والنصب والإعياء، إلا "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون!"، ثم أتمها عليه السلام يوم الفتح..: "اذهبوا فأنتم الطلقاء". وبين هذا وذاك وقعت مصالحة الحديبية... ويعتبر هذا الصلح إحدى هذه المحطات الهامة في هذا المشوار السلمي المبدئي والحضاري. وبالرغم من أن هذا الموضوع قد قُتل بحثا ودراسة وردودا متباينة، فإننا نزعم إلقاء نظرة أخرى، من زاوية نخالها جديدة رغم قلة العلم وتواضع الإضافة. لقد سعى الغيب عبر الرسول الكريم ومن خلال صلح الحديبية، أخذ الاعتبار لربح كل الأطراف، لم تكن المصالحة نجاة فردية، لتعالج مواقف شخصية تنجو بها الذات على حساب الآخرين، ولم تكن المصالحة خلاصا للمجموعة على حساب الفرد والمشروع والجماعة (الشعب)، ولم تكن المعاهدة تحريرا للمشروع وإهمالا لأفراده ومجموعته، ولم يكن الصلح مناورة سياسية ومسارا غير مبدئي وصادق، تلقي بالهزيمة والسقوط على الطرف الآخر ولا تعطي أي شأن للجماعة، يقول الرسول الكريم (ص) في شأنها :"لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألوني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها"[[2] ]. كانت الحديبية كل ذلك، وهذا سر نجاحها، وتلك عبقرية صاحب الرسالة والحضور المكثف للغيب. كانت معادلة جمعت كل هذه الأبعاد، دون الحطّ من أي من أطرافها، كانت المعاهدة نجاة للفرد، وخلاصا للمجموعة، واعتبارا للجماهير، وتحريرا للمشروع نحو مناطق أسلم، وسلامة للطرف المقابل، وراحة واستقرارا حينيا لكل الإطار، يقول الزهري : فلما كانت الهدنة.. أمن الناس،...[[3] ] وتستوقفنا عديد من المواقف المهيبة التي أنارت أمجادنا، والتي أكدت التفاعل الرصين للأمة مع أطرافها رغم سواد بعض الأزمنة وظلمات المكان. فقد حمل علماء الأمة الأجلاء والربانيون مشعل الوقوف والصمود، والعفو والمصالحة عند المقدرة، وهم طليعة المشروع ورواده، رغم ما تلقوه من عنت الأمراء وجورهم، فهذا مالك إمام دار الهجرة، وقد ألقي به في السجن وناله التعذيب حتى خلعت كتفه، ثم طيف به في المدينة راكبا على حمار ملتفتا إلى جهة ذنبه، نكاية فيه وحطا من مكانته، ثم لما استرد حاله ويدخل مسجد الرسول.. يرفع يديه ويقول:"اللهم أُشهِدك أني قد عفوتُ عنهم فاعف عنهم"، حتى إذا قيل له لماذا؟ أجاب: "لا أريد أن يدخل أحد من أسرة النبي بسببي النار! (العباسيين أبناء عمومته صلى الله عليه وسلم)". وهذا أحمد بن حنبل وقد ناله في محنة خلق القرآن ما ناله، من عذاب وسياط وإذلال من ثلاث خلفاء، تتابعوا على ضره والإساءة إليه وتهديده بالقتل، وأودع السجن ثلاث سنوات، ولما خرج مُنع من لقاء الناس إلا ارتياد المسجد للصلاة والعودة إلى بيته طيلة عهد الخليفة الواثق... ورغم ذلك كما يروي بن كثير جعل هذا العالم الصالح كل من آذاه في محنته في حلّ، وكان يتلو في ذلك قوله تعالى :"وليعفوا وليصفحوا"[النور22]، ويقول: ماذا ينفعك أن يعذَّب أخوك المسلم بسببك، وقد قال تعالى: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين"[الشورى40]، وينادي المنادي يوم القيامة ليقم من أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفا!.[[4] ] ويعتمد مشروع هذه المصالحة مع الأنظمة من ناحية، على جانب حقوقي يتمثل في التزام الحركة الإسلامية بالعفو عما سلف وعدم الدخول في مطالب ومحاسبات لأطراف أو أفراد أو نظام، في مقابل إطلاق مساجينها السياسيين وعودة مغتربيها. ومن ناحية ثانية وفي الجانب السياسي يقع تحرير العمل السياسي الإسلامي وإعطائه قانونية التواجد والحراك، وفي المقابل تعني المصالحة السياسية للحركة الإسلامية أن تقبل بعدم تسييس المساجد وتركها بيتا كريما بعيدا عن تدافع السياسة والسياسيين، كما يمكن لممثلي المشروع الإسلامي دخول الانتخابات التشريعية والبلدية، على أن لا يتجاوز عدد نوابهم في المجلس، وممثليهم في الهيئات البلدية، الثلث من الأعضاء. ولا يدخل التيار الإسلامي الإصلاحي الانتخابات الرئاسية، لكنه يمكن أن يساعد أو يدعم أطرافا مترشحة أخرى. كما يلتزم بالاحترام الكامل لقانون اللعبة الديمقراطية ومؤسساتها وما تفررزه الانتخابات الشفافة من تغييرات، والابتعاد عن منطق التكفير، واعتبار الاختلاف بين الفرق والأحزاب على قاعدة الخطأ والصواب، حيث لا يملك أحد هذا الحق الإلهي في القضاء في مصير الناس والحكم على معتقداتهم وتصوراتهم ونواياهم. كما أن الانطلاق من المرجعية الإسلامية لا يعطي التيار الإسلامي أي حق وأي احتكار بالحديث عن الإسلام، الذي يبقى الجامع لكل أفراد الشعب. فالطرح الإسلامي هي رؤية اجتهادية ككل الرؤى لا عصمة فيها لفرد ولا قدسية لفكر، تميزها مرجعيتها الإسلامية وقرائتها لتاريخها ولحاضرها. كما يمكن للتيار الإسلامي أن يكون متعدد الألوان والأطر، ولا احتكار لهذه الصفة لأحد. 10 المصالحة مع الغرب (ديمقراطية التدافع) [[5] ] : ونعني بها إلقاء جسور اللقاء والتعارف والتعاون والتفاهم، بين أطراف ساهم التاريخ والجهل والتجاهل، والأحكام المسبقة والوعي الناقص والعنجهية، في توليد أفكار وممارسات، غلب عليها سوء الظن والخوف، والحيطة والتآمر، والتنافر والعداء. وهي تعني أن كلا الطرفين ساهم في نبذ الآخر ومعاداته. ولن أكون مجحفا إذا قلت أن الحركة الإسلامية في العموم تحمل قسطا وافرا في هذا التنافر. فلقد كانت قراءاتها وأطروحاتها تجعلها في ضفة والغرب في الضفة الأخرى، مما جعل نقاط اللقاء قليلة أو معدومة، زيادة على منطق الأستاذية الحضارية و الأخلاقية الذي حفلت بها مكتباتها، وكنزتها عقول أفرادها، والتي غابت في العديد من ممارساتها، والتي نفرّت الآخر منها، وغيبت إيجابياته عنها. وتتمثل هذه المصالحة المنشودة في : المصالحة الحضارية، والمصالحة الثقافية، والمصالحة الاقتصادية، والمصالحة السياسية. وهي مصالحة مبدئية لا ترتبط بظرف ولا بمصلحة ضيقة أو آنية. فالمصالحة الحضارية تعني أن التدافع الحضاري الذي هو أحد أسس التقدم والسير إلى الأمام، ليس بالضرورة صراعا ومواجهة ونزالا، كما نظّر له هنتنغتون في صراع الحضارات، وتبعه دون تروّ بعض السياسيين لاحقا. بل هو تجاذب وتلاقح وتعارف وحوار، ينجر عنه ولادة الأصلح والأسلم والأكفأ والأفضل لكل البشر. والتدافع القرآني هو "الحركة الاجتماعية التي تبتغي إعادة العلاقات إلى مستوى ولحظة التوازن ثانية مع الاحتفاظ بالتعددية والتمايز للفرقاء المختلفين، هنا يكون الدفع ولا يكون الصراع، لأن الصراع يقتضي نفي الآخر بصرعه وإنهاء وجوده والانفراد والواحدية"[[6] ] و من معاني هذا التدافع، التداول والتناوب في مستوى الحضارات والدول والأفراد والأفكار. وهي سنّة ربانية تجعل من الديمومة والثبات صفة ملازمة للذات الإلهية وخاصة به دون غيره، وما سواه قابل للتغيّر والتطوّر والفناء. ومن معاني التدافع كذلك، وجود مجموعات متباينة في عالمنا، قطريا كان أو جهويا أو دوليا أو حضاريا، وأننا نشترك مع الآخر في هذه الرقعة (قطر/جهة/عالم). مما يولد ضرورة التعاون والتفاهم للمصلحة المشتركة التي تؤطرها هذه الرقعة. والمصالحة الثقافية تطمح إلى تدعيم فكرة التعدد والتنوع الثقافي، الذي يمثل ثروة على مستوى البلد الواحد والجهة والإقليم والعالم. وقد أثبت الغرب الأوروبي منذ مدة حرصه على تجنب الثقافة الواحدة والتقليد الأوحد في الفنون المرئية والمسموعة والمكتوبة، حتى يتسنى تنوع المصادر وتباين التعابير. فحتى الثقافة الأمريكية التي يشار إليها عادة بنعوت الهيمنة وصفات القطبية، لا تمثل إلا نتاجا لهذا التنوع المثري الذي حمله مهاجروها، ومازالوا يحملونه على مدى قرنين من الزمن، والذي ساهم في تكوّن هذه الثقافة التي عمّت المعمورة، ووحّدت نموذج الحياة، من أنماط استهلاك وإنتاج واستثمار. والمصالحة الاقتصادية تعني تجنب تكريس المصالح الأحادية، وممارسات الاستيلاء والاستحواذ ، التي غمرت فترات من تاريخنا المشترك، ولم تولّد غير الخوف والحيطة وعقلية التآمر، ونماذج التنمية المغشوشة. و تدفع اليوم للانتقال إلى مرحلة توازن المصالح، في إطار هذه القرية الكونية، وفي ظل عولمة زاحفة، لا مرد لسلبياتها سوى التعارف والتعاون، والإنصاف في تقاسم ثمراتها. والمصالحة السياسية تؤكد على التحاق المشروع الإسلامي بركب التعامل الديمقراطي بما يحمل هذا التصور من التمكن المبدئي لعقلية التناوب والتعدد والبناء. وهو في الحقيقة إظهار وإبراز لهذا المنحى الذي يمثل عنصرا ثابتا في التصور الإسلامي لعملية التمكين نصا وتاريخا وجغرافيا. غير أن ظروفا غير عادية، داخلية وخارجية، وأسبابا معقدة، ساهمت في تهميش مبدأ المشاركة الديمقراطية، الذي يحمله مفهوما الشورى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لحساب تصورات وممارسات أخرى، نظل نعتبرها أخطاء صغر ومراهقة، وبداوة سياسية، واريناها التراب نهاية. وليس عيبا أو نقيصة أن نعترف بسبق بعض الأمم في هذا الجانب رغم هناتها وعيوبها وكيلها بميزانين في عديد الأحوال والظروف، يقول رشيد رضا في هذا الباب : " لا تقل أيها المسلم إن هذا الحكم (الديمقراطي) أصل من أصول ديننا فنحن قد استفدناه من الكتاب المبين ومن سيرة الخلفاء الراشدين لا من معاشرة الأوروبيين والوقوف على حال الغربيين، فإنه لولا الاعتبار بحال هؤلاء الناس لما فكرتَ أنت وأمثالك بأن هذا من الإسلام ولكان أسبق الناس إلى الدعوة إلى إقامة هذا الركن علماء الدين بالأستانة ومصر... وهم الذين لا يزال أكثرهم يؤيد حكومة الأفراد الاستبدادية ويعدّ من أكبر أعوانها...إننا لولا اختلاطنا بالأوروبيين لما تنبهنا من حيث نحن أمة أو أمم إلى هذا الأمر العظيم وإن كان صريحا جليا في القرآن الكريم"[[7] ] ختاما المصالحة ليست ترفا فكريا ولا دردشة سياسية ولا حسابات سياسوية، إنما هي ثوابت ومبادئ غفلت عنها الذوات في معترك التدافع والعراك السياسي، فغابت نسبيا في أطروحات الحركة الإسلامية الإصلاحية وفي ممارساتها عموما. ساهمت هي في البعض منها، فلم تتصالح مع ذاتها، وغيبت الزمن حينا والمعرفة حينا آخر، أدارت ظهرها لأصناف من طاقاتها اختلفوا معها ولم يخالفوها، صعّبت استيعابها للمجتمع المدني وعاندت واقعه، حجبت عن عيونها مدى قابلية وقبول شعوبها لأطروحاتها، جعلت خنادق بينها وبين حضارة ومدنية رفع شأنها من غير بني جنسها. وساهم الآخر في حجب أنوار المصالحة عنها بعناده وجوره، فاستفزها من حيث لا تشعر إلى مواطن العداء والنزال، فكان الزلل ورد الفعل والغلو من كل الأطراف... وعلا الضجيج والشطط، ودخلت الحركة الإسلامية الإصلاحية غالبا أنفاقا مظلمة تُعرف أبواب دخولها، وتُجهل منافذ النجاة... لقد كان فكر المواجهة غالبا في تأسيس عديد المواقف والرؤى والممارسات، عن وعي أو بغير وعي، بفعل خارجي أو بأدلجة داخلية، ولا بد من قطيعة ابستمولوجية ومعرفية مع هذا الطرح وتأسيس عالم من الأفكار والتصورات يربط مع الإرث السلمي للمقدس وللثقافة التي تحملها مجتمعاتنا والتي تمثل الأصل والمبدأ وما سواه حسابات سياسية وقلة وعي وسوء تأويل، وبداوة حركية وطفولة منهجية. حتى يكون فكر المصالحة في كل ميادين الظاهرة الإنسانية، عودة إلى الأصل والارتباط الصادق والمبدئي والوحيد مع الفكر السلمي للأجداد في أيام مجدهم وعلاهم. ولقد عبر القرآن عن مفهوم المصالحة تارة بالسّلم (يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)[البقرة 208]، وبكظم الغيظ والعفو عن الناس تارة أخرى (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)[آل عمران 134]. والمصالحة قيم وأخلاق تغيّب هولات اللحظة وظلماتها، إلى ومضات وأنوار المستقبل، لتبني مسارا، وتتجاوز القريب الضيق، لتستشرف البعيد المترامي. ولا يمكن والأمة وقد التقت عليها الجحافل من كل حدب وصوب، وتداعت عليها الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، وفي إطار حساس ملئه العداء والتشفي والاستغلال والمصلحة الضيقة والتنافس غير البريء وتغيير المناهج والأفكار وحدود الدول والأقاليم، وفي ظل عولمة سياسية واقتصادية وثقافية زاحفة، ذات لون واحد وقطب واحد واتجاه واحد، لا يمكن إلا من تكاتف للجبهة الداخلية ورصّ صفوفها، درء للمفسدة قبل جلب المصلحة. ولن يكون المشروع الإسلامي مغرّدا خارج السرب هذه المرّة... فالمصالحة تعبير عن عودة هذا الابن البارّ إلى رحاب التجاوز وعفو القلوب والبناء مع الآخر ولو كان على فصيل من النخل، إذا كان هذا الفصيل طيب زرعه، محسن حامله، واع مسوّقه، جميل هدفه، و صالحة تربته. ولن تكون الثمرة إلا طيبة بإذن ربها، حتى وإن غلا ثمنها بداية وقلّ حصادها. والله أعلم د. خالد الطراولي مدير تحرير مجلة مرايا باريس ------------------------------------------------------------------------ [1] انظر في هذا الباب مقترح مشروع المصالحة الذي قدمه صاحب المقال لمعالجة المسألة التونسية "حول المصالحة بين المشروع الإسلامي والسلطة :نداء ومبادرة للتجاوز والبناء" موقع تونس نيوز.18 أوت 2003 وموقع تونزيا2003 19 أوت 20003 [2] ابن هشام "السيرة النبوية" دار الفكر بيروت 1994، الجزء الثالث، ص:245. [3] الطبري " تاريخ المم والملوك" دار الكتب العلمية، بيروت، طبعة الثانية، 1988، المجلد الثاني،ص:124. [4] ابن كثير "البداية والنهاية" مكتبة الأصمعي الرياض، بدون تاريخ، الجزء العاشر، ص: 379-380. [5] انظر د. خالد الطراولي " ولم لا يراهن الغرب على الإسلام الديمقراطي؟ " مجلة "مرايا" السنة الأولى العدد الثاني ربيع 2002، والمجلة الإلكترونية "أقلام أون لاين " عدد 3. نوفمبر 2001. [6] د. محمد عمارة " أزمة الفكر الإسلامي الحديث " دار الفكر دمشق الطبعة الأولى 1998 ص: 63. [7] رشيد رضا " منافع الأوروبيين ومضارهم في الشرق " مجلة المنار 10 جزء 4 سنة 1907 ص: 283 284، ذكره فهمي جدعان في كتابه " أسس التقدم عند مفكري الإسلام " دار الشروق للنشر والتوزيع عمان الطبعة الثالثة 1988 ص:307.