بدا عميد كلية الطب والصيدلة بمراكش الدكتور بديع الزمان المهاجي غير راض عن الأوضاع التي يعيشها طلبة كليته، وعن مجموعة من القرارات التي اتخذتها وزارة الصحة، خاصة ما تعلق منها بتحويل المستشفى الجامعي محمد السادس من مستشفى ابن طفيل المحاذي للكلية إلى مكان آخر يبعد عنها بنحو 80 كيلومترا من المدينة، مما سيسبب حسب العميد عراقيل واضحة لعمل الأساتذة في مباشرة أعمال التدريس، ومعاينة مرضاهم الذين يمكن أن يحتاجوا للعلاج السريع في الحالات الطارئة، كما أن بعد المسافة سيتحمله الطلبة عبر تنقلات ماراطونية يومية تكلف من الوقت والجهد والمال ما تكلف. جاء ذلك في ندوة صحفية كانت ضمن برنامج يوم دراسي عقدته الكلية من أجل تقديم حصيلة السنة الجامعية 2002 / 2003 ومستجدات السنة الحالية 2003/,2004 عرف حضور عدد من ممثلي الجرائد الوطنية والجهوية والإذاعة والتلفزة المغربية. وأضاف الدكتور المهاجي أن النقص الحاصل في عدد الأَسِرة الموجودة في المستشفيات التابعة للمستشفى الجامعي يضعف من جودة التكوين التطبيقي السريري للطلبة، وقدرها ب450 في مقابل وجود 450 طالبا متدربا، وهو ما لا يفي بالغرض المطلوب، حسب المصدر نفسه، ذلك أن كل طالب له الفرصة الواحدة والوحيدة في معاينة حالة واحدة فقط، وقال العميد إنه راسل الجهات المسؤولة من أجل فتح المستشفى العسكري لسد الخصاص كحل مرحلي، مذكرا أن أعداد الطلبة ستزيد في السنوات المقبلة لكن دون جدوى. إضافة إلى ذلك يجد العميد أن مقرر كلية الطب طويل جدا والوقت غير كاف، وبالتالي يكون التكوين الطبي ناقصا، ووعد أن تعمل الكلية في السنة السادسة بنظام التكوين المستمر بخلق ورشات علمية في عدد من المواضيع التي تهم الأطباء. من جهة أخرى، عزا المتحدث نفسه غياب تخصص الصيدلة بالكلية إلى الأزمة التي يعيشها القطاع من خلال الأعداد الكبيرة للصيدليين والذين يعانون من وضعيات متقلبة، كما أن تطبيق نظام فواتير الصندوق tickets de caisse يضيف سيزيد من سوء هذه الوضعية. وعبر السيد المهاجي عن استيائه من الأثمان التي تعرفها المستشفيات التابعة للمستشفى الجامعي، وانتقد عمل مجالس التدبير في هذا الباب لأنها فرضت على المواطنين تسعيرات مماثلة لتلك المطبقة في مدينة كبرى هي الدارالبيضاء، بدون أن تراعي خصوصية مدينة مراكش المعروفة بمحدودية دخل سكانها، كما استغرب من كون بعض الوصفات الطبية الخاصة بإجراء العمليات تعطى لعائلة المريض رغم أنها تتضمن مخدرات طبية لا يجوز بيعها للعموم. وعن عدم وجود أطباء أكفاء في قسم المستعجلات، بشر عميد الكلية بخلق تخصص جديد خاص بالاستعجالات، مؤكد أن هذا التخصص الذي يحتاج لكفاءات عالية وصبر على تحمل المشاق لا يجد للأسف الإقبال اللازم من طرف الأطباء، كما تأسف لكون بعض المختبرات المجهزة بأحدث المعدات لا يستغلها بعض الأساتذة بالكيفية المطلوبة، مما جعل الكلية تستغل بعض المعدات في مستشفى ابن طفيل بدل استثمارها في البحث العلمي الذي يستدعى له متخصصون من دول غربية متقدمة في هذا المجال. وكان عميد الكلية قد ذكر في كلمة ترحيبية الظروف المحيطة بإنشاء كلية الطب والصيدلة بمراكش إلى جانب مثيلتها بفاس، قائلا إنها جاءت للتخفيف من الضغط الذي عرفته كل من كليتي الدارالبيضاء والرباط، وأن إنشاءها تم بميزاينة مرصودة بلغت 75 مليون درهم، وكان له انعكاس إيجابي على اقتصاد المدينة، وأفرز تنافسية بين القطاع العام والقطاع الخاص على مستوى التطبيب، موضحا أن الكلية تهتم، إلى جانب تقديم دروس نظرية وأخرى تطبيقية، بتعليم كيفية التعامل مع المرضى والتخفيف من آلامهم، خاصة وأن هذا الموضوع أصبح حديث الساعة في الأوساط الطبية العالمية، وجدد دعوته للأطباء إلى مسايرة مستجدات العصر الطبية، وذلك بالتكوين المستمر. عبد الغني بلوط