طيلة شهر رمضان نحاور رؤساء المجالس العلمية المحلية لتقدم أنشطتها ومجالات اشتغالها وبرامجها في التأطير الديني والاجتماعي في دائة نفوذها الترابي. في هذه الحلقة نحاور مولاي عبد السلام علوي بلغيتي رئيس المجلس العلمي لبولمان. متى أحدث المجلس العلمي لإقليم بولمان وما هي خصوصياته المحلية؟ تم إحداث المجلس العلمي لإقليم بولمان في إطار توسعة المجالس العلمية المحلية، وينطلق المجلس في وضع برنامجه السنوي عموما وبرنامج رمضان خصوصا من الرؤية المولوية السامية المعالم التي رسمتها لصالح وحدة الأمة المغربية بكافة مكوناتها والتي تعكس الفكرة المؤطرة للحقل الديني وتراعي الخصوصية المغربية المتمثلة أساسا في ثوابت هذه الخصوصة الدينية والوطنية. ومن كلام امير المؤمنين قال "هدفنا الأسمى، تعزيز المساهمة الفاعلة لعلمائنا الأفاضل، في المسار الإصلاحي والتحديثي الذي نقوده في سائر المجالات، ولا سيما قيامهم بتعزيز الأمن الروحي للأمة بتحصين عقيدتها السنية السمحة" وهذا الكلام مقتطف من الخطاب الملكي السامي خلال ترؤسه الدورة السابعة للمجلس العلمي الأعلى بتطوان سنة 2008 ولذلك نحن نحرص على أن نراعي هذا التوجيه في الاقليم الذي يتميز بخصوصية جغرافية وبتنوع تضاريسه من جبال وسهول وهضاب، وهذه الخصوصية نراعيها كذلك في السكان فأغلبهم أمازيع. نراعي كذلك خصوصية فئة من الساكنة تتميز عن كثير من الأقاليم وهي فئة الرحل وما يمثلونه من تحديات يحاول المجلس رفعها خصوصا في ظل عدم استقرار هذه الفئة فتحتاج إلى تأطير ديني بشكل خاص. نعمل في المجلس في صياغة البرنامج الرمضاني وفق قاعدتين أولها أن درء المفسدة أولى من جلب المصلحة والثانية قاعدة الضروري أولى من الحاجي وهذا يؤدي عمليا إلى ترسيخ التوازن وتحصين الذات وحفظ المكتسبات وكذلك الى حفظ الهوية المغربية ووقايتها. وباستحضار المنطلقات، يعقد المجلس في اواخر شعبان دورة دورة تكوينية للفاعلين والمشاركين في رمضان من أساتذة ووعاظ وواعظات ومن خطياء ونحاول ما أمكن توزيع المهام بين كل الفاعلين حتى نصل إلى جميع المناطق ونتجاوز التحديات والصعوبات. ما هي ملامح البرنامج الذي يعده المجلس العلمي لساكنة اقليم بولمان؟ يتنوع البرنامج الرمضاني ما بين محاضرات ودروس وأمسيات، وقد عملنا هذا العام على إحياء مناسبة دينية ووطنية هي وفاة المرحوم محمد الخامس التي تتزامن مع العاشر من رمضان، وبما أن هذا العام حلت الذكرى 54 لوفاته فقد أطلقنا مسبقة بين الناشئين في حفظ الحزب 54 من القرآن الكريم وذلك لنرسخ في نفوس المتسابقين هذا المعنى ولتشجيعهم على التنافس في حفظ القرآن الكريم. كما ننظم صبحيات لفائدة النمساء تشرف عليها لجنة العمل النسائي للمجلس إلى جانب انشطة لفائدة الأيتام والسجناء إذ ننظم إفطارا جماعية لفائدة هذه الفئة ونبرمج دروسا دينية تلقى في السجن، هذا إلى جانب زيارة جماعية للمستشفيات الرئيسية بالاقليم. يتميز الإقليم بمساحة كبيرة يمثلها العالم القروي، هل تراعون هذه الخصوصية في وضع البرامج؟ ** فعلا نستحضر هذه الخصوصية، ونضع برنامج لفائدة ساكنة المناطق الجبلية النائية، وبعض المناطق البعيدة التي لا نستطيع وضع برنامج دروس الوعظ بشكل راتب نغطي هذا الخصاص بتنظيم قافلة أو زيارة. بالنسبة لفئة الرحل نسعى إلى إيجاد الأمثل من بينهم الذي يرفع الشعيرة الدينية في هذا الشهر المبارك. بالنسبة للمواضيع التي تتناولونها في الدروس الموجهة للرحل. على ماذا تركزون بحكم طبيعة وخصوصية المنطقة؟ نحاول قدر الإمكان تحصين الساكنة من أي انحراف أو خلل في الفكر أو في العقيدة أو في السلوك، ولاسيما أن هذه المناطق مرشحة لدخول أفكار بعيدة عن الفطرة كذلك مرشحة لأن تحرف بالاعتقادات الفاسدة. كما نحاول العمل على إيصال المعلوم من الدين بالضرورة، فلا ينبغي أن نهتم بالرقائق بينما لا يعرف المواطن سورة الفاتحة لذلك نركز على هذه الجوانب ونتجنب الخوض فيما لا يعني الناس والتركيز على ماهم في حاجة إليه. وأذكر هنا على أن لدى الرحل بعض الظواهر الدينية الطيبة وتمسكا بالدين ولديهم تعلق كبير بزكاة الأنعام والأغنام ولديهم قصائد في هذا الموضوع منظومة وفق المذهب المالكي.