دعا نائب رئيس الحكومة (الإسرائيلية) زعيم حركة شينوى يوسف لبيد إلى وقف هدم المنازل في رفح، الذي اعتبره عملا لاإنسانيا ولايهوديا، إذ أعادت صورة عجوز فلسطينية تنبش بين الأنقاض بحثاً عن دوائها إلى ذاكرته جدته التي عانت ملاحقة النازيين، وفي الوقت ذاته دافع وزير الدفاع شاؤول موفاز عن ما سماه إنسانية جنود الاحتلال، متوعداً بأن الحرب على الفلسطينيين في رفح ستتواصل لتحقيق الأهداف منها، وهي: معالجة جذرية للبنى التحتية لالإرهاب ووقف تهريب الأسلحة عبر الأنفاق. وواصل رئيس حكومة العدو شارون محاولاته إقناع قادة الأجهزة الأمنية بقبول خطته المعدلة للانفصال الأحادي التي سيطرحها لإقرارها من طرف حكومته هذا الأسبوع. وأثارت الانتقادات الشديدة التي وجهها يوسف لبيد لممارسات جيش الاحتلال في رفح، حنق الارهابي شارون وأقطاب اليمين لإدراكهم أن من شأن هذه الإدانة من فم لبيد أن تمس بالجهود الإعلامية للدولة العبرية لتبرير جرائم هدم المنازل وقتل مدنيين أبرياء. وكان السفاح شارون قد افتتح جلسة الحكومة بتوبيخ نائبه لبيد على تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي تضمنت انتقادات حادة لممارسات جيش الاحتلال في رفح، حيث اتهمه باقتراف جرائم ضد الفلسطينيين. وادعى شارون أن لبيد استقى معلوماته من الفضائيات العربية وتبين لاحقاً أنها غير صحيحة، حسب قول شارون الذي أضاف أن الانتقادات كانت صب زيت على نار العداء ل(إسرائيل). واستشاط شارون وكبار وزراء حكومته غضباً وطالبوا لبيد بالعدول عن تصريحاته. غير أن هذا الأخير رد في حديث إذاعي أنه لم يساو بين جنود الاحتلال وألمانيا النازية، وزاد: نحن يهود لهم التزاماتهم الإنسانية التي تتعدى ضرورات الأمن، لا يمكن أن نظهر كالمسخ. ما قلته هو أنه لا يوجد ما يكّفر عن معاناة عجوز لا حول لها ولا قوة. ودعا نواب من اليمين المتطرف شارون إلى إقالة لبيد من الحكومة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.